إن المنطلقات العنصرية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني تسيطر على عقول وتصرفات وقرارات القيادات الإسرائيلية، وهذه المنطلقات تشكل المعيق الحقيقي لأي جهود نحو عملية السلام، وبالتالي يواصلون سياسة العدوان والتوسع والاستيطان، وفيما يتم تهديد الرئيس الفلسطيني بأنه سيدفع الثمن نتيجة تمسكه بالثوابت الفلسطينية ورفضه المطلق بالدولة اليهودية، نرى أن (إسرائيل) تتمسك برفضها المطلق للدولة الفلسطينية، والحدود والمستوطنات والقدس واللاجئين والمياه والأمن.
هذه اللاءات الاحتلالية رد عليها الرئيس أبو مازن بقوله : " إن القدس هي البداية والنهاية، ومفتاح السلام، والقلب النابض لدولة فلسطين وعاصمتها التاريخية الأبدية، وتتمسك فلسطين قيادة وشعبًا بالثوابت الوطنية، وترفض أن تكون المفاوضات غطاءً لاستمرار البناء الاستيطاني فوق أرض فلسطين، ومحاولات (إسرائيل) تغييب أو طمس أو تأجيل قضية القدس من جدول الأعمال، ومطلب الاعتراف ب(إسرائيل) 'كدولة يهودية'. ، وترفض الوجود العسكري الإسرائيلي على أراضي فلسطين، وأنه لا سلام ولا استقرار ولا اتفاق دون أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين."
وقال الرئيس: "في الوقت الذي نؤكد تمسكنا بمتطلبات الحل العادل، تواصل سلطات الاحتلال ارتكاب الممارسات والمواقف التي تهدف لإفشال الجهود السلمية وتعزيز احتلال الأرض الفلسطينية الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة على فرص السلام وعلى الاستقرار في المنطقة."
إن (إسرائيل) ترفض تحديد سقف زمني للوصول إلى اتفاقات تنهي الاحتلال، وتعمل على أن تستمر المفاوضات إلى مالا نهاية، بحيث تتحول الأهداف إلى نتائج ضئيلة مع تكريس كل معالم الاحتلال فوق الأرض الفلسطينية.
وقبل بدء المفاوضات الحالية قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: " نرفض الدولة المؤقتة والحلول المؤقتة، وأن الصمت الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية والكيل بمكيالين شجع (إسرائيل) على المضي بالتوسع والتهويد والاستيطان والفصل العنصري وتدمير فرص واستحقاقات حل الدولتين."
تتواصل التهديدات المستمرة للرئيس الفلسطيني وآخرها ما أعلنته ليفني" رئيسة الطاقم الإسرائيلي المفاوض إنه إذا ما واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس التمسك برفضه الاعتراف بيهودية الدولة ومواقفه غير المقبولة إسرائيلياً ودولياً فـ"سيدفع ثمن ذلك".
وهذه التهديدات المتوقعة لا يحتاج الرئيس الفلسطيني أن يرد عليها، فقد قال سابقاً : " بأنه من الممكن أن تقوم (إسرائيل) باغتياله كما فعلت مع الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي وقع معها اتفاقية أوسلو للسلام عام 1993، وأضاف ياسر عرفات لم يكن شخص متطرف وهو من وقع اتفاقيات أوسلو مع (إسرائيل) وأنا وعرفات من خريجي نفس المدرسة المؤمنة بالسلام ولكن الإسرائيليين اغتالوه، وإن أقدموا على اغتيالي فأنا شخص مؤمن بالله وقدره."
إن الانجازات السياسية والدبلوماسية والإنسانية والحضارية التي قدمها شعبنا وقيادتنا الفلسطينية وفي مقدمتها الرئيس أبو مازن، يجب أن تستمر وستستمر، وإننا لا ننتظر عطف العالم علينا على أساس أننا شعب اللاجئين، بل على العالم كله أن يقف بجانب شعبنا الفلسطينية في احتياجاته الوطنية وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وثوابتنا الفلسطينية.
إن العدوان والتهديد لا يفرض السلام، وحتى لو كان لدى (إسرائيل) كل القوة السحرية الهائلة، فلن تجبر أي فلسطيني على أن يتخلى عن أرضه وحقه في دولته وفي الحياة الكريمة، وسوف يستمر النضال حتى انسحاب (إسرائيل) مادام هناك طفل فلسطيني، والحقوق الفلسطينية تبدأ بالثوابت وتنتهي بالثوابت .