تهديدات ليفني للرئيس في دائرة الممنوع

بقلم: رمزي النجار

يبدو أن لغة التهديد الإسرائيلية المتكررة على الدوام لرموز النضال الفلسطيني تعبر عن سياسة التخبط الإسرائيلية الواضحة في مواجهة الموقف الفلسطيني الصلب والمتمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فإسرائيل تعيش اليوم أسوء لحظات وجودها منذ سنوات طويلة بعد تكشف الحقائق وبيان المواقف الأوروبية الداعمة للقضية الفلسطينية والتغييرات على الساحة الدولية واختلاف موازين القوى وحشر أمريكا في الزاوية مما دعاها للتدخل نحو ايجاد حل سياسي للصراع العربي الإسرائيلي من خلال إحياء المفاوضات وطرح الأفكار الجديدة للحلول، ومع جولات المفاوضات خلال الشهور الماضية باتت الأمور تتضح أكثر فأكثر خاصة بعد التطرق لمواضيع الحل النهائي مثل الحدود واللاجئين والعودة والقدس، وبدأ السيد كيري في حيرة من أمره للخروج بحل وسط يرضي الطرفين ولكنه اصطدم بالعنصرية الإسرائيلية التي تقف حجر عثره أمام الحلول حتى وصل الصدام بين كيري والإسرائيليين إعلاميا في أكثر من تصريح يخرج هنا وهناك، وهذا دليل أن قادة إسرائيل يعيشون على أوهام خيالية لا تمس بالواقع شيء، مما أدى إلى فشل مهمة كيرى في إقناع الإسرائيليين بالحلول المقترحة لأنها لا تعبر عن وجهه النظر الإسرائيلية، وبالتالي كشف المستور وإزالة القناع عن الوجه الإسرائيلي أمام العالم .
اليوم إسرائيل تعيش أزمة حقيقية على كل الجبهات وخاصة بعدما آلت المدة المقرره للمفاوضات نهايتها في ظل غياب امتلاك الحلول والتمسك بسياستها العنصرية تجاه الآخرين، وبدأ قادة اسرائيل يفقدون أعصابهم واختلاق الذرائع للتهرب من استحقاقات السلام، والقيام بين الحين والأخرى بإطلاق تهديداتهم للفلسطينيين والقيادة، وما تهديد تسيفى ليفني الأخير باستهداف حياه الرئيس عباس خطوه اسرائيلية مكشوفه في دائرة الممنوع، حيث أن ليفني رئيسه الطاقم الإسرائيلي للمفاوضات لا يجوز لها بأي حال من الأحوال تهديد زعيم فلسطيني لممارسة الضغوط في أكثر من جانب لثنيه عن مواقفه التي تمثل الموقف العام للشعب الفلسطيني، وهذا ليس التهديد الأول والأخير للرئيس بل سبقه تهديدات للنيل منه في ظل تمسك الرئيس بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، والتجارب الإسرائيلية السابقة خير دليل، حيث قام الاسرائيليين بقتل رابين وقتل عمليه السلام ، وبعدها قتلت اسرائيل الرئيس ياسر عرفات لرفضة الحلول الاسرائيلية المقدمة خلال جولات المفاوضات المتعدده التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واليوم دفعت اسرائيل ليفني للهجوم على الرئيس عباس، للتهرب من التزاماتهم الدوليه وإزاحة الأنظار عن عدم رغبتهم في التوصل إلى اتفاق سلام وترحيل أزمة إسرائيل للفلسطينيين وتحريض الإسرائيليين المتطرفين للنيل من الفلسطينيين وقيادتهم .
وباعتقادي أن التهديدات الاسرائيلية للرئيس والقيادة الفلسطينية يجب أن تأخذ محمل الجد، مما يتطلب من القيادة الفلسطينية أن تعيد النظر في البيت الفلسطيني وتصويبه من الداخل نحو تلبيه طموحات الشعب الفلسطيني بالوحدة والتلاحم لمواجهه التحديات القادمة، ومواجهه تلك التهديدات الاسرائيلية بالانضمام إلى المنظمات الدوليه التابعة للأمم المتحدة.

بقلم / رمزي النجار
[email protected]