هنا في بيت اسكاريا القرية الفلسطينية العريقة الضاربة جذورها في عمق التاريخ في منطقة بيت لحم.. هنا حيث القرية التي يعيش فيها 650 فلسطيني وفلسطينية .. وتحاصرها مستوطنات غوش عتصيون اللعينة من كل الجهات .. تحاول خنقها وتجفيفها لازالتها من موقعها الاستراتيجي الهائل .. ترتفع القرية اكثر من 1000 متر عن سطح البحر وبالعين المجردة منها يمكن رؤية الساحل الفلسطيني بوضوح.. هنا غير مسموح للسكان البناء وترميم الايل للسقوط من المنازل وحتى غير مسموح اقامة المنشآت الزراعية.. هنا بلدة فلسطينية حولها المحتلون الى غيتو يغلقونه على السكان متى ارادوا .. هنا يوجد مقام للنبي زكريا .. ويصر السكان على الاحتفاظ باسم قريتهم ( بيت اسكاريا ) ويرفضون ان توضع على بطاقات هوياتهم تسمية ( غوش عتصيون )
الى هنا وصلت مشاريع الاغاثة الزراعية حدائق منزلية وخزانات مياه واستصلاح وتعمير الاراضي.. لتعزز صمود السكان .. ولتشعرهم انهم ليسوا وحدهم في مواجهة غول الاستيطان الزاحف .. والذي اجبر خلال العامين الماضيين 32 شاب للرحيل عن البلدة والسكن في المدن والقرى الفلسطينية خارجها.
هنا يتجسد الصمود الفلسطيني بابهى صوره .. وتتجلى مقاومة الاقتلاع والتهجير .. فرغم الحياة الشبه بدائية والخدمات الواهية ورغم احاطة المستوطنات لهم واقترابها حتى من بيوتهم وروح العداء الفظيعة التي يحملها المستوطنون الغرباء لهم ... رغم كل ذلك .. يصر السكان على البقاء في ارض الاباء والاجداد يفلحون الارض ويزرعون اجود كروم العنب واللوزيات ويربون المواشي ويلعب اطفالهم في الدروب الصغيرة والقليلة.
هنا الكرم الفلسطيني وحسن الضيافة .. هنا الوعي السياسي النابع من التجارب والواقع
هنا تذكرت اغنية الفنان الفلسطيني مصطفى الكرد في بداية سنوات السبعينات ( في بيت اسكاريا في عقربة حرثوا ارضي بالحقد زرعوها بالسم وطردوا الناس ..... )
بقلم : خالد منصور
مخيم الفارعة – 26/1/2014