ما أن نسمع بقدوم موجة ثلجية أو منخفض جوي ،وما أكثر المنخفضات بعدما توارت مرتفعاتنا ، المهم أن كل واحد منا يسعى على عجالة وبكل جد لأخذ كافة التدابير والتجهيز لوسائل التدفئة ،وللخلاص من تلك الموجة الصقيعية والثلوج التي كم أصابتنا في عقر دارنا من قبل ،فمنا من يجمع الحطب ليشعله في موقد ساعة الصفر حيث تحلو لحظات السمر ،با لتفاف الجميع حول ذاك الموقد كالطاولة المستديرة في قاعة البرلمان ،ومنا من يشري مدفأة جديدة بعدما انقضى العمر الافتراضي لمدفأته القديمة التي تعطلت فبدت عليها تجاعيد الشيخوخة فأصبحت هزيلة ، كما مصالحتنا الوطنية ،ومنا من يسعى جاهدا لتوفير البنزين ليشغل موتوره الكهربائي ،وقبل انقطاع الوقود الذي بدأ ينقرض شيئا فشيئا كما الديناصورات بالعصر الطباشيري ..!! ،ومنا من يكتفي بالالتفاف ببقايا بطاطين صوفيه ممزقة كنسيجنا العربي اليوم ، عسى أن تقيه برد الموجة ،ومنا من لا يمتلك سوى أن يلتحف بالفضاء من غير حول له ولا قوة إلا بالله رغم إدراكه لسباحة جدرانه الخاوية فوق نهر جاري كسفن ٍ شراعية ضلت الطريق ولا تدري بأي أرض ترسو ...لكن المحصلة هي لا تدفئة ممكنة للجميع ،بل هي تجارب ساقطة ولن أقول فاشلة لأني أمقت ذات الكلمة ،ولو تساءلنا ما السبب في ذلك لوجدناه بكل بساطة يتراءى لنا جميعا وهو أن موجة الصقيع التي تحيط بظاهرنا حتما ترحل مهما اشتدت بقسوتها،حتى التقت حلقتا البطان ..ومهما طالت إلا أنها ترحل بميلاد إشراقه شمس ٍ جديدة ..لكن هناك أمواج ثلجية تحيط بنا ، متجمدة كالقطب الشمالي .. نالت قلوبنا المتحجرة بكل قساوة في مجتمعنا العربي فأنّى لها أن ترحل ..!!