مؤتمر ميونيخ للأمن يبحث لتحقيق امن إسرائيل في ظل غياب الأمن العربي

بقلم: علي ابوحبله

مؤتمر ميونخ يهدف لوضع الدراسات والخطط التي تهدف لتحقيق الأمن لأمريكا وأوروبا والغرب ، ويشارك المشاركون بالدراسات والنقاشات التي تمكن من وضع قواعد وأسس تخدم المصالح المتعلقة بالدول الكبرى والمهيمنة على اقتصاد وثروات العالم ، وان الدول المشاركة في هذا المؤتمر ومن ضمنها إسرائيل في غالبيتها تملك رؤيا لتحقيق أمنها ومصالحها ،إلا أن النظام العربي يشارك دون أن تكون لديه رؤيا مستقبليه لكيفية تحقيق وامن واستقرار المنطقة العربية ولا يملك رؤيا استراتجيه لنظرية الأمن القومي العربي ، مؤتمر ميونخ لهذا العام يعقد بحضور ما يقارب خمسمائة مشارك بينهم رؤساء دول ورؤساء حكومات ومنظمات دوليه وما يزيد على خمسين وزير خارجية وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لحلف الناتو اندريس فوغ راسموسن ووزيرا الخارجية والدفاع الأمريكي جون كيري وتشاك هاغل ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ، ومسئولون عرب وإسرائيليين وبحضور احمد الجربا ممثلا عن قوى الائتلاف السوري ، في ظل هذا الخليط من الرؤى والأفكار والتوجهات عقد مؤتمر ميونخ للأمن والسلم العالمي حيث احتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسه ، تناول مؤتمر ميونخ للأمن مواضيع متعددة تتعلق بالصراعات الدولية والاقليميه وقد تصدر الموضوع السوري وموضوع الاتفاق مع إيران محور المباحثات والمناقشات كما تم بحث موضوع الوضع في أوكرانيا والتجسس من قبل الولايات المتحدة ، أما الموضوع الفلسطيني تمحور في دعم جهود كيري في اتفاق السلام مع الفلسطينيين حيث تكشفت خلال جلسات المؤتمر بعض التفاصيل عن اتفاق الإطار الذي تسعى واشنطن لوضعه خلال أسابيع بين الفلسطينيين والاسرائليين كأساس لاتفاق نهائي ، وبين التفاصيل بقاء نحو ثلثي المستوطنين الاسرائليين في الضفة الغربية ، وتقديم تعويضات ماليه لليهود الذين اجبروا على مغادرة البلاد العربية التي كانوا يعيشون فيها بعد اغتصاب فلسطين عام 1948 ، وان اجتماعا للجنة الرباعية الدولية للوساطة في محادثات السلام الاسرائيليه الفلسطينية عقد في ميونخ على هامش اجتماعات المؤتمر الأمني ، وصرحت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كأثرين اشتون أن هذا الاجتماع يأتي في لحظة اتخاذ قرارات صعبه وجريئة .

ثمار السلام للاسرائليين والفلسطينيين هائلة بحسب وصفها ، مضيفة نأمل بالمساعدة لتصبح القرارات واقعا لمواصلة العمل من اجل التوصل لاتفاق سلام عن طريق التفاوض ووضع حد للصراع وتحقيق التطلعات المشروعة للجانبين ، جون كيري يدفع باتجاه تامين غطاء لجهوده وهو يدفع باتجاه تمديد عملية المفاوضات بحسب ما نسب إلى مارتن أنديك المبعوث الخاص بشان المفاوضات الاسرائيليه الفلسطينية قوله للزعماء اليهود انه في حال قبول الطرفين لاتفاق الإطار فمن الممكن تمديد مباحثات السلام لمده تزيد عن الإطار الزمني البالغ تسعة أشهر والذي حدده وزير الخارجية الأمريكي حيث المسعى الأمريكي للوصول لاتفاق نهاية 2014 ، وفي موضوع متعلق بالشأن الفلسطيني مدح رئيس الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل علانية وزيرة العدل في حكومة نتنياهو ورئيسة الوفد الإسرائيلي تسيبي ليفني على أقوال أدلت بها بشان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مؤتمر ميونخ حيث ردت عليه ليفني ليتك تستطيع الجلوس بجانبي على المنصة ، هذا وقد ثار جدلا حول قضية الاعتراف المتبادل بين إسرائيل والدولة الفلسطينية حيث ادعت ليفني بان نهاية الصراع فقط على أساس دولتين لشعبين دولة الشعب اليهودي ودولة فلسطين وشرحت ليفني أيضا بان الفلسطينيين اثبتوا شرعيتهم وأحقيتهم لدوله بسبب أن الشعب اليهودي بني إسرائيل ، ونهاية الصراع سيكون بناء فهم متبادل بان كل دوله ستشكل الحل القومي لكل شعب ، بالرغم من المغالطة التاريخية لادعاءات ليفني وبعدم صدقية ادعاءاتها وتوصيفها لحقيقة الصراع توجه إليها الأمير تركي الفيصل من مكان جلوسه وقام بمدحها أمام الجمهور على أقوالها قائلا انا افهم لماذا أنت المفاوضة عن إسرائيل فردت عليه ليفني ليتك تستطيع الجلوس معي على المنصة وتتحدث عن هذا ، وهي بهذا تلمح لرغبة إسرائيل بتحويل التعاون السري إلى تعاون أكثر علانية ، هذا وقد اتهم المسئول السعودي تركي الفيصل روسيا وايران وحزب الله علانية بالتدخل في سوريا وحملهما مسؤولية ما يجري في سوريا متجاهلا دور السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة الامريكيه وفرنسا وحلفائهما بتزويد المجموعات المسلحة بالمال والسلاح ودعم أعمال الإرهاب التي تمارس ضد الشعب السوري ، بعض المؤتمرين المتآمرين على سوريا يدفعوا بالازمه السورية باتجاه جلب التدخل الخارجي وإعادة الملف السوري للأمم المتحدة لاستصدار قرار من مجلس الأمن يهدد الحكومة السورية ويسمح بتمرير المساعدات ،

وفي ندوه عقدت بعنوان كارثة سوريا ادعى الجربا أنهم يحاربون ضد إرهاب ألدوله وتنظيم ألدوله الاسلاميه في العراق والشام والقاعدة وحزب الله في سوريا ، متجاهلا عن حقيقة الإرهاب الذي تمارسه المجموعات المسلحة التي تتبع المعارضة السورية التابعة لقوى الائتلاف ومدعومة من قبل الداعمين لقوى الائتلاف ، مؤتمر ميونخ ومنذ نشاته ولغاية تاريخه في حقيقته وواقعه هو لبحث الأمن المتعلق بأمريكا وأوروبا وهو يتجاهل حقيقة المصالح العربية والأمن القومي العربي لان ما يهدف المؤتمرين لتحقيقه هو امن إسرائيل ، وان موضوع القضية الفلسطينية لا ينظر إليه إلا من زاوية امن إسرائيل ومصالح إسرائيل التي هي على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية ، وان الموضوع السوري حيث تبين ان بعض القوى العربية المشاركة في المؤتمر تنطلق في توجهاتها وخطابها من زوايا ما يحقق امن إسرائيل وذلك من زوايا ومفهوم أن محور طهران سوريا حزب الله هو الخطر الذي يتهدد النظام العربي وتحديدا منطقة الخليج العربي ، إن حقيقة وجوهر ما تم بحثه في ميونخ لا يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة العربية وان واقع المؤتمر قد كشف عن حقيقة وأبعاد التعاون مع بعض من النظام العربي وإسرائيل وان مفهومهم للأمن ينطلق من كيفية تامين وتثبيت هذا النظام المرتبط وجوده وبقاؤه بأمن إسرائيل وتشكل إسرائيل مظلة الحماية والأمن من خلال المظلة الامنيه الكبرى وهي أمريكا ، عملية الفرز الأمني تظهر جليا عملية التمحور والانقسام في الرؤى وكيف أن النظام العربي ينظر بخطورة وريبة للمحور الروسي الإيراني السوري وقوى المقاومة في المنطقة وهم في هذا يحاولون تامين الدعم والمساعدة للمخطط ا لأمريكي لتامين الضغط لتمرير التسوية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية والعمل ضمن هدف تامين التدخل الخارجي ضد سوريا بهدف إسقاط سوريا لكن وبحقيقة الواقع تبقى الأمنيات غير الواقع الذي أصبح عليه العالم الذي لم تعد فيه أمريكا القوى القطبية الاحاديه التي بإمكانها التحكم في حكم العالم وبفرض وصايتها على هذا العالم الذي يرفض سياسة الهيمنة والتحكم وان توصيات مؤتمر جنيف للأمن تبقى ضمن التوصيات ليس إلا
.



========