تعيش حركة المقاومة الاسلامية "حماس" حالة "تضعضع وارتباك" عقب توتر علاقتها مع جمهورية مصر العربية بعد ما عرف بـ"ثورة 30يونيو" التي اسقطت حكم جماعة الاخوان المسلمين التي تنتمي اليها فكريا، كما يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ابراهيم ابراش.
ويقول ابراش رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة في حوار مع "وكالة قدس نت للأنباء"، "هناك طرف (ثاني) في حماس يريد التنازل لمصر ولحلحة الامور، مقابل طرف (اخر) وهو من العسكريين متشدد يريد قلب الطاولة في كل الامور من بينها توجه ضربة لإسرائيل، وهو يعتقد بان ذلك قد يعيد هيبة حماس التي فقدت الكثير في قطاع غزة ويسبب احراج لمصر ايضا".
وذكر موقع "واللاي" هذا الاسبوع بان كتائب القسام الجناح العسكري للحركة الاسلامية كانت تنوي مهاجمة اسرائيل ولكن القيادة السياسية بالحركة رفضت واذعنت الكتائب لها، حسب الموقع العبري
ويوضح ابراش في هذا الشأن "هناك سياسيون وعاقلون في حماس منعوا التصعيد واطلاق صواريخ تجاه اسرائيل خشية من القضاء على حكم حماس في غزة بحرب اسرائيلية جديدة". حسب قوله
رؤية واضحة..
ويصف المحلل السياسي تصرفات حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة بعد قتال دامي مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ابو مازن في صيف 2007 بانها " تدل على عدم وجود رؤية واضحة وغياب بُعد النظر لدى حماس وحالة ارتباك واسعة"، مشيرا الى ما تناقلته وسائل اعلامية عبرية مؤخرا حول سحب الحركة لعناصر الامن المنتشرة عند السياج الفاصل مع إسرائيل.
ويضيف " هناك حالة ارتباك واسعة من خلال نشر عناصر ضبط اطلاق الصواريخ وسحبها وإعادة نشرها، لأنها (الحركة) تشعر بفقدان مصداقيتها وشعبيتها، وهناك من ينفرط من حولها بعد الازمة المالية التي تضرب في جذورها لذلك هي تشعر بإرباك شديد وقد يكون الخروج من هذا الارباك في مغامرة من خلال قصف اسرائيل بالصواريخ او يكون في تنظيم تحالفات جديدة ومن الممكن ان تكون مع دحلان مثلما تشهد الساحة". حسب قوله
سياسة فاشلة..
وعن السماح للفصائل بمهاجمة اسرائيل يرى أبراش الذي انهى درجة الدكتورة من جامعة مغربية "لو سمحت حماس للفصائل باطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل مع انها سياسة واضحة في فشلها ستجلب دمارا لا يوصف لغزة ومزيد من تشتت القضية، وذلك كان واضحا في العمليات العسكرية السابقة لاسرائيل في غزة من خلال التوقيع على هدنة مذلة جلبت الحرب قبلها الدمار والهلاك للشعب الفلسطيني لذلك اطلاق الصواريخ لا فائدة منه، فحماس تقوم بإرجاع بعض هيبتها من خلال العروض العسكرية والمناورات والانتشار على الحدود". حسب تعبيره
ماذا نريد..؟
ويشير المحلل السياسي ابراش والذي يشارك في مؤتمرات سياسية دولية قائلا "نحن لا نريد من حماس الاستسلام لإسرائيل ولا لأبو مازن( ..)بل نريد من حماس ان تقدم تنازلات نحو المصالحة والالتقاء مع ابو مازن الذي ايضا يعاني من وضع سيء في المفاوضات".
ويتابع حديثه "بعض قيادات حماس تعتقد ان الشعب ما زال جاهل ويعيش حالة امية وسمع وطاعة للشعارات الكبيرة التي تخرج من بعض قيادات حماس، وهذا القصور السياسي في الحركة الاسلامية والجهل لدى بعض قادتها في التعامل مع الوضع الداخلي والاقليمي والدولي وفي التعامل مع السياسية والاقتصاد (..) مازالوا يعتقدوا ان الشعارات الكبيرة يمكن ان تنطلي على الناس".حد قوله
وضع مأسوي..
ويستشهد ابراش على ذلك بالقول "مثلا الوضع في غزة الكل يعرفه جيدا الوضع الاقتصادي المالي المعيشي متدهور للغاية وللأسف بعض قيادات حماس تقول (سوف نزحف الى اسرائيل وانتقلنا الى مرحلة ان نغزوهم لا يغزونا)، معتبرا بان "هذا تفكير قد يقنع بعض البسطاء والفقراء من الناس، ولكنه يثير السخرية عند اغلب الناس لأنها اصبحت تعرف الحقيقة والوقع السياسي والشعارات التي تكون فارغة، لذلك (حماس)تلجئ الى تصريحات فضفاضة لتقنع البسطاء الذين تعتمد عليهم في قوتها العسكرية".كما قال
ويختم ابراش حديثه بالقول "للآسف سوف تستمر حماس في حالة التخبط، ولا ادري الى اين سيصل الوضع الكارثي..؟ فهناك ارتباك في كيفية التطرق داخل حماس الى ملفات عدة مثل المصالحة مع فتح وابو مازن وتسليم ابو مازن كل شيء"، مضيفا "غزة مقبلة على وضع مأسوي، وهناك ايام سيئة للغاية، وايضا الايام القادمة للضفة ستكون سيئة بسبب المفاوضات والمستوطنات والوضع لفلسطيني في لبنان وسوريا ايضا، نحن نحتاج دراسة واسعة للسياسة الفلسطينية الداخلية والخارجية حتى نخرج من عنق الزجاجة". وفق تعبيره
حاوره / يوسف حماد