لا يختلف شرق جباليا عن غربها عن شمالها ولا جنوبها حتى، في لفيف المعاناة اليومية التي تضرب قطاع غزة الذي يصمد في وجه كل شيء رغما عنه لا قوة في صبره بل لعدم قدرته على فعل شيء الا الصبر، ناهيك عن احتدام قسوة الحياة على اهلها في معطيات تفتك بسكان هذا القطاع في كل عام جديد من حصار هنا وهناك.
يحتشد مئات الفتية والشبان واصحاب عقيدة المقاومة الشعبية بجوار السياج الفاصل شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وان اختلفوا في مرماهم فمنهم من ذهب تأكيدا على خيار المقاومة السلمية ومنهم من خرج للاستجمام والترفيه ورؤية الأراضي الزراعية الخضراء في الجانب الاسرائيلي وفيهم من يخرج ليراقب من خرج.
بعد صلاة العصر من كل يوم جمعة يقترب الشبان والفتية ومعهم من حجارة واعين تشاهد الجانب الاخر من السياج الفاصل، حيث جيبات عسكرية اسرائيلية من طراز "هانفي" وكاميرات مراقبة الكترونية برفقة أسلحة رشاشة اعتاد الفتية والشبان على رصاصها وشكلها ولونها وصوتها، اما الرصاص فيخرج خلسة ويتموضع في اجساد المتواجدين باختلاف اعمارهم وهامتهم.
تبدا الاصابات بالوصول الى مشفى كمال عدوان القريبة من جباليا والحالات الخطرة منها تذهب الى العناية الفائقة في مشفى الشفاء بغزة وتكون بفعل الرصاص الذي يصيب الاطراف والمناطق الوسطى من الجسد وقليل في الاجزاء العلوية منه، قضى منهم حتى يومنا هذا 6 فتية وجميعهم دون سن الـ(18 عاما( كان اخرهم بلال عويضة الذي التقط صورة تذكارية بجوار السياج الفاصل ولم يهنئ بها حيث باغتته رصاصة من قناص اسرائيلي استقرت في صدره فاودعته في قبره قبل ان يشاهد صورته على هاتفه النقال.
حال الفتية والشبان الجرحى لا تختلف عن غيرهم من المتواجدين شرق بلدة جباليا، فمن لم يصبه الرصاص افقده الغاز المسيل للدموع الوعي والادراك والحركة وشل دماغه لساعات ومن يرى الكلمات ليس كمن تعيث في حلقه رائحة الغاز شرق جباليا، المنطقة التي كانت مسرحا للعمليات العسكرية الاسرائيلية في حقبة الالفية الاولى واصبحت الان نعلين وبعلين قطاع غزة. وفق الحاضرين
نعم..!!
امين عام المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي يقول لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، عن هذه المسيرات " نعم هي مسيرات تقدر ومثمنة، و نحن نامل ان تستمر هذه المسيرات وترتفع اكثر، نحن كمبادرة نشارك بالشباب في كل مرة شرق جباليا، هدفنا ان يتصاعد المد في المقاومة الشعبية في كافة الاراضي المحتلة، واذ استطعنا ان ننشئ قرية هنا وهناك تخيل تأثير ذلك في عشرات النشاطات في تلك اللحظة، سيزعج اسرائيل كثيرا".
وعن دور الفصائل في هذه المسيرات التي تنتهي بإصابات بين الفتية والشبان قال البرغوثي " نحن كمبادرة نشارك بصورة دورية وهناك فصائل وطنية واسلامية ، تشتراك في هذه المسيرات وفق توافق فصائلي عليها سلفا". حسب قوله
كافة الاشكال..
القيادي في حركة حماس يحيى موسى قال لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،" نعم انا اؤيد هذه المسيرات الشعبية شرق جباليا، وشعبنا الفلسطيني من حقه ان يقاوم بكافه الاشكال ومن كل المواقع، لان الاحتلال معتدي ويمارس كافة اشكال التعرض بالأذى للشعب الفلسطيني، لذلك من حقه ان يدافع عن نفسه بكافة السبل العسكرية والمدنية والشعبية والسلمية، كل النضال الفلسطيني نضال مشروع، وهذه الحركات والمسرات هي حركتا وطنية فلسطينية، وهي مقدرة ولها تضحيات عظيمة وكبيرة". حسب حديثه
لم تحقق شيء..
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف قال " هذه المسيرات جزء واداة من ادوات المقاومة التي يجب ان يستخدمها الشعب الفلسطيني، ولكن اعتقد انها لم تحقق شيء للشعب الفلسطيني، وعلى الصعيد الاعلامي ايضا لم تفعل الشيء الكثير، مع اننا نعرف ان هذا العدو لم يعرف الا لغة القوة ولا تؤلمه الا الضربات العسكرية، لا بس بمسيرات تحرك العالم الدولي، ولا بس استخدم الادوات السلمية، ولكن يجب ان لا نفرط في استخدمها ولا نعول عليها كثيرا ولا على نتائجها".
وأضاف الصواف لـ"وكالة قدس نت للأنباء" ،"المفترض ان نتوقف عن هذه الاعمال ويجب ان تكون في الوقت المناسب والمكان المناسب حتى لا يتعرض شعبنا للأذى والاصابات ويجب ان لا نلقي بأنفسنا امام هذا العدو ونكون فريسة سهلة، ويجب ان ندرس كل الخيارات التي تؤذي شعبنا بالمجان ويشفي الاحتلال غليله من ابناء شعبنا بسهولة". حسب قوله
يذكر ان منطقة شرق جباليا تشهد مسيرات دورية مدعومة من بعض المجموعات الشبابية، وبحضور الكثير من الشبان والفتية لإلقاء الحجارة على جنود الاحتلال.
اصابات ..
وأصيب عصر امس الجمعة عدد من الشبان بالرصاص والاختناق بالغاز المسيل للدموع ، بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار وقنابل الغاز، تجاه مجموعة على مقربة من الحدود الشرقية لبلدة جباليا .
وقال مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" إن "4 شبان أصيبوا بالرصاص الحي والغاز، بعد أن قامت قوات الاحتلال بإطلاق نيرانها وقنابل الغاز بكثافة تجاه شبان اقتربوا من الشريط الحدودي خلال فعالية أسبوعية بالمكان".
ولفت المراسل إلى طواقم الإسعاف وصلت للمكان ونقلت المصابين إلى مشفى كمال عدوان لتلقي العلاج، ووصفت المصادر الطبية إصابتهم ما بين الطفيفة والمتوسطة.
وكان موقع "واللا" الإخباري الاسرائيلي، سلط الضوء على الأوضاع الجارية على الحدود مع قطاع غزة، قائلا "إن حركة حماس تقوم بتشجيع المظاهرات العنيفة أيام الجمعة من كل أسبوع والتي يقيمها ائتلاف شباب الانتفاضة كالتي تحدث في قريتي بعلين ونعلين في الضفة الغربية".
ويدعي الموقع في تقرير نشره مؤخرا عن جنود إسرائيليين يخدمون بالقرب من السياج الحدودي قولهم "إن كل يوم جمعة يتوافد المئات من الفلسطينيين في منطقتي الشجاعية والشمال ويقفون على مسافة تصل إلى مائة متر من الجدار الحدودي، ويقومون بإلقاء الحجارة تجاه القوات الأمنية المتواجدة في الجانب الإسرائيلي".
من جانبه علق ضابط مسئول في القيادة الجنوبية التابعة للجيش على الموضوع قائلا "الحديث يدور عن احتجاجات ربما ستستمر في المستقبل أمام أعين حركة حماس ويمكن القول بتشجيع منها"، لافتا إلى أنها تشبه تلك التي تنظم في مناطق الضفة الغربية.
وأضاف الضابط المسئول "طلبنا من الجنود المنتشرين على الحدود الرد وبصورة مباشرة وسريعة من أجل منع أي تدهور"، لافتا إلى أن كل من يتجاوز المائة متر من الحدود سيتم إطلاق النار عليه بصورة مباشرة، وهناك عدداً من الفلسطينيين قد أصيبوا بأعيرة نارية في الجزء السفلي من أجسامهم ممن شاركوا في تلك المظاهرات.
ويرى ضابط آخر من القيادة الجنوبية أن حركة حماس تعلم بتلك المظاهرات بل وتقوم بالترويج لها، وترى بأنها نوع من التنفيس عن الشارع الفلسطيني المحاصر، كما أنها تنظر إليها كنوع من الحفاظ على المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.
عدسة / معتصم دياب
تقرير/ يوسف حماد