أكد محللون سياسيون أن ربط إسرائيل عدم وجود أي اتفاق نهائي مع السلطة الفلسطينية دون ضمان أمن إسرائيل، وعدم قبولها بتحويل الضفة الغربية لقطاع غزة 2، يأتي في إطار الخوف الحقيقي من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في حال فشلت المفاوضات، وشيطنة السلطة لدفعها نحو تكثيف عملياتها الهجومية للجم المقاومة الفلسطينية.
قالت وزيرة القضاء الإسرائيلية والمسؤولة عن ملف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية تسيبي ليفني، "لن يكون هناك اتفاق مع السلطة الفلسطينية دون ضمان أمن إسرائيل، فالشرط الأكبر لأي تسوية تتمثل بعدم تحول الضفة الغربية لقطاع غزة 2 وجاءت أقوال ليفني خلال مؤتمر الأمن الدولي الذي عقد في ميونخ الألمانية مؤخرا.
أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي وليد المدلل بأن توالي تصريحات القادة والمسئولين الاسرائليين ضد السلطة الفلسطينية يهدف لشيطنتها باعتبارها غير جادة في عملية التسوية وتتنصل من مسؤولياتها، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تريد أن تقدم شيء للشعب الفلسطيني بانتهاجها سياسة الهجوم والعنجهية ضد السلطة والطاقم المفاوض وتحميله مسئولية أي إخفاق.
وقال المدلل " بأن إسرائيل تعلم أن الضفة الغربية تختلف عن قطاع غزة بشكل كلي، وأن السلطة الفلسطينية هي الحامي الرئيسي لأمنها من خلال ملاحقة المقاومين والعمل على استتباب الأمن في الضفة رغم ذلك تحاول إظهار مخاوفها حيال السلطة الفلسطينية" .
وأضاف" هناك جولات من التفاوض تعقد بين السلطة الاحتلال بشكل مستمر دون بوادر اتفاق قريب بين الطرفين، ولهذا يحمل الجانب الإسرائيلي الطرف الفلسطيني مسئولية فشل المفاوضات من خلال تبرير دعم الإرهاب وعدم القيام بالمهام المؤكلة بها فضلا عن وضع شروط تعرقل عملية السلام والتهامها بالتحريض ضدها في المحافل الدولية" .
تخبط وقلق..
وبدوره أكد المحلل السياسي هاني البسوس أن الاحتلال الإسرائيلي يعيش حالة قلق مستمرة منذ فترة طويلة خوفاً من اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية كونه يعتبرها تختلف عن قطاع غزة، خصوصا وأن مساحتها أكبر بكثير من غزة ، وتميزها بالمناطق الإستراتيجية والمرتفعات والكثافة السكانية العالية، فضلا عن تداخلها مع المدن المستوطنات وهذا من شأنه أن يولد الرعب لدى الاحتلال .
وأوضح البسوس "أن إسرائيل تسعى بكل ما لديها من قوة للحفاظ على قوة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية عبر مواصلة التنسيق الأمني للحفاظ على سلامة المواطنين الاسرائليين وخاصة في المستوطنات القريبة من القرى الفلسطينية"، مشيراً إلى وجود تخوفات جادة من فشل المفاوضات الأمر الذي سيشعل غضب الفلسطينيين وقد تتدحرج الأوضاع إلى انتفاضة ثالثة.
قال "قادة الاحتلال معنيين بأن يقوموا بخطوات استباقية وتدابير ضرورية خشية من تصعيد قد يجر الضفة الغربية لقطاع غزة 2 وتدخل في دوامة صراع واشتباكات هي بغنى عنها" .
تؤمن بالمفاوضات..
وأضاف " السلطة الفلسطينية غير معنية في إطلاق العنان للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية ويظهر ذلك من خلال حملات المداهمة والاعتقالات المتواصلة ليلا ونهارا في صفوف حركتي الجهاد الإسلامي وحماس من أجل كبح جماح المقاومة والمحافظة على سير المفاوضات والتنسيق الأمني "كما قال
وبين البسوس أن نجاح المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني سيدفع الأخير بالقيام بحملات مكثفة ضد عناصر المقاومة ومن يعارض سير عملية المفاوضات . حسب قوله
تقرير/ ماهر المبيض