المصالحة الوطنية الفلسطينية للخروج من مأزق الوضع الفلسطيني والرد على الحملات الاسرائيليه

بقلم: علي ابوحبله

هناك خطر محدق بالقضية الفلسطينية وان الحملة المحمومة التي تشن ضد الرئيس محمود عباس مرتبطة بتعقيدات الوضع الدولي والإقليمي ، وان الولايات المتحدة الامريكيه واسرائيل تعيشان المأزق بسبب فشل مشروعهما للشرق الأوسط الجديد ، وان فشل التآمر على سوريا ونجاح الديبلوماسيه الفلسطينية قد وضع إسرائيل وأمريكا بمأزق بنتيجة ما يواجهه كيري بنتيجة التعنت الإسرائيلي ورفض حكومة نتنياهو للحل السياسي المستند للثوابت الوطنية الفلسطينية ضمن الحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية ، الرئيس الفلسطيني محمود عباس يشكل صمام الأمان للقضية الفلسطينية بسياسته التي تقوم على تفويت الفرص على الاسرائليين بتمسكه بالسلام كخيار استراتيجي وذلك ضمن ما تسهده المنطقة من فوضى واضطراب حيث يحرص الرئيس محمود عباس بالحفاظ على تمسك الفلسطينيين وتشبثهم بأرضهم ووطنهم وتفويت ألفرصه على العدوانية الاسرائيليه المستمرة وتعرية الموقف الإسرائيلي أمام الرأي العام الدولي بمخطط إسرائيل للاستيطان وتهويد القدس والتي تشكل أعمال إسرائيل الاستيطانية وعدوانيتها خرق فاضح للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة وخاصة اتفاقية جنيف ولائحة لاهاي ، إن المصالحة الوطنية الفلسطينية تعيد للفلسطينيين وحدتهم وتجعلهم أكثر قوه في مواجهة التحديات التي تستهدف الانتقاص من الحقوق الوطنية الفلسطينية وان الرئيس محمود عباس يسعى نحو تحقيق هذه المصالحة وذلك من اجل الحفاظ على الجغرافيا الفلسطينية ووحدة النسيج الاجتماعي الفلسطيني لتفويت ألفرصه أمام أي محاوله لتكريس الانقسام الفلسطيني وشق وحدة الوطن الفلسطيني ، إن الوحدة الوطنية هي الحاجة الطبيعية لكل من فتح وحماس لان الوحدة تشكل الدرع الحقيقي للمقاومة الفلسطينية المشروعة ، وان استعادة الوحدة هي تكريس لرمز سيادة ألدوله الفلسطينية وشرعيتها التي اكتسبتها باعتراف دولي في الأمم المتحدة حيث تم الاعتراف بدولة فلسطين في الهيئة ألعامه للأمم المتحدة واكتسابها لصفة دوله مراقب ، وان استمرار الانقسام يلحق ضرر جسيم بالمشروع الوطني الفلسطيني ، وان في إنهاء الانقسام ما يؤدي إلى الاتفاق على برنامج وطني مشترك ومرجعيه سياسيه موحده ، إن إنهاء حالة الانقسام تمكن من مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية ، وان لقاءات حماس وفتح أوجدت حاله من الارتياح الشعبي حيث أن الرغبة الشعبية هو حقيقة بتجاوز تلك الخلافات والشروع لتطبيق كافة الاتفاقات بما يضمن عودة العلاقات الفلسطينية دون النظر او الالتفات لأية ضغوطات قد تمارس على هذا الطرف أو ذاك للحيلولة دون إتمام المصالحة ، ودون الأخذ بعين الاعتبار لأية تهديدات تمارس لأجل عدم إتمام عملية المصالحة وإنهاء الانقسام ، إن التهديدات الاسرائيليه تتصاعد عقب أي محاوله يقترب الفلسطينيون بعضهم من بعض وان هناك تهديدات إسرائيليه تستهدف الفلسطينيين ضمن محاولات الضغط التي تمارسها إسرائيل للمس بالثوابت الوطنية الفلسطينية ، وان هذه التهديدات تحمل أشكال مختلفة منها التحضير لعدوان على قطاع غزه ومنها تهديدات نفسيه وتهديدات جسديه وتصفيات كتلك التي تستهدف حياة الرئيس محمود عباس ، وهي جميعها ضمن محاولات إسرائيل للضغط على القيادة الفلسطينية لحثها على تقديم تنازلات ترغب حكومة نتنياهو بتحققها ، وان الإعلام الإسرائيلي المشارك بالحرب الاعلاميه التي تستهدف النيل من الفلسطينيين وخاصة لجهة محاولات الإعلان عن بحث بديل عن الرئيس محمود عباس ضمن محاولات زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي الفلسطيني ظنا من حكومة نتنياهو بنجاح محاولاتها لشق وحدة حركة فتح ضمن محاولات تأجيج نيران الصراع التي تهدف لتحقيق هدف إسرائيل لإيجاد قياده بديله يكون بمقدورها تقديم تنازلات وهي ضمن الحملة ألنفسيه حيث ذكرت صحيفة معاريف الاسرائيليه بتقرير نشرته مؤخرا ووصفته بالسبق الصحفي أن رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي نتنياهو قد بدأ برحلة البحث عن بديل للرئيس الفلسطيني محمود عباس وذلك من خلال إرسال مبعوثه الشخصي المحامي اسحق مولخو إلى دبي للقاء محمد دحلان لأكثر من مره وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تعمل على إبقاء الخطوط مفتوحة مع دحلان بانتظار اليوم التالي لإنهاء الرئيس محمود عباس لمهام منصبه كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية ، هذه الحرب الاعلاميه التي تستهدف إسرائيل من خلالها شق وحدة الفلسطينيين تأتي ضمن محاولاتها لممارسة ضغوطها والضرب على وتر الخلافات الفلسطينية لتحقيق أهدافها لتحقيق تنازلات تريد إسرائيل أن تتحقق لها ، ومع أن هناك تضليل إعلامي إسرائيلي وكذب إسرائيلي قد لا ينطلي على غالبية شعبنا الفلسطيني ، وان الرد الحقيقي على كل تلك المحاولات الاسرائيليه هو بإنهاء كل الخلافات والصراعات الداخلية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية استنادا لكافة الاتفاقات التي تنهي عملية الانقسام والشروع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تشكل المخرج الحقيقي من مأزق الوضع الفلسطيني الحالي وان بتحقيق الوحدة يمكن التغلب على كافة الضغوطات الممارسة على القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني من قبل الولايات المتحدة الامريكيه والكيان الإسرائيلي وتفويت ألفرصه على الحملات الاسرائيليه وإعادة القضية الفلسطينية لتتصدر الاولويه الدولية والاقليميه خاصة وان المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد قد فشل في تحقيق أهدافه لتصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني