الـمـصـالحـة الـوطـنيـة فـي عـيـون اهـل فـلـسـطـيـن !

تجتاح وسائل الاعلام المحلية في الاراضي الفلسطينية هذه الايام مستجدات المصالحة الوطنية بين حركة حماس التي تحكم قطاع غزة منذ 2007 وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس(ابو مازن)، هذه المستجدات رفعت سقف التوقعات لدى الكثير من الفلسطينيين في الصفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وهذه المناطق التي يريدوها من فلسطين التاريخية لإقامة دولتهم المستقبلية عليها.

ولكن يبدو للوهلة الاولى ان الذي يعاني من ويلات الانقسام الفلسطيني وينتظر بفارغ الصبر اتمام المصالحة هو قطاع غزة أكثر من الضفة الغربية واكثر من القدس الشرقية وان كانت هي هدف المنقسمين، حيث يترنح هذا القطاع تحت حصار مطبق منذ سنوات من قبل اسرائيل التي تقول ان "بعض المواد الاساسية التي تدخل القطاع  تستخدم في تصنيع المتفجرات والقذائف الصاروخية التي يتم استهداف جنوب اسرائيل بها من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية."

الوجوه تأمل اكثر من الكلمات التي تخرج من باطن الانسان الفلسطيني الذي اعتاد عدم اتمام اتفاقات المصالحة، حيث تم الاتفاق في 2007 باقدس بقاع الارض عند المسلمين في بيت الله الحرام بمكة المكرمة ولكن الاتفاق لم يطبق على ارض الواقع وذهب ادراج الرياح، تبعه اتفاق القاهرة الذي عقد في عام 2010 وايضا اصبح اثرا بعد عين ولم يطبق على الارض وكان اخر ما لم يتم الاتفاق عليه هو اتفاق العاصمة القطرية الدوحة 2012 بين رئيس المكتب السياسي لحركة حاس خالد مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس وايضا بقيت هذه الاتفاقات حبيسة الادراج المغلقة لأسباب لا يعرفها الا حركتي فتح وحماس.

الشارع في قطاع غزة يبدي تفاءلا حذرا ولكنه مصحوب ببعض الامل الكبير لان الوضع تغير الان واصبحت الموازين لا تاتي كما تشتهي الرياح وفق رامي ابو ربيعة المحامي من بلدة جباليا شمال القطاع.
يضيف ابو ربيعة لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، "هناك ضغط على احد اطراف الانقسام ووضعه حرج للغاية لذلك اعتقد ان المصالحة في طريقها للانتهاء، ولكن انا اتمنى ان لا يحدث شيء قبل اتماها بلحظات يبطل مفعولها".
المواطنة ام علي رحمة في عقدها السابع تقول متهكمة " احنا كل واحد بعمل الي بدوه اياه احنا وولادي وولاد ولادي نتمنى ان تتم المصالحة، ولكن هناك من يريد وكثير لا يريد لانهم مستفيدين من انقسام الوطن، هل تعتقد ان هذه مصالحة ام تبادل مصالحة..؟

وتضيف السيدة بمزيد من التهكم، "اليي بدوا يتصالح ما بستنى لمن يسير وضعه صعب"، في اشارة الى الوضع المالي الصعب الذي تعاني منه حركة حماس وبدى جليا في صرف مستحقات موظفيها الشهرية، السيدة الهرمة تختم قولها "الوضع لا يحتمل مزيد من الانقسام البلد سوف تموت قهرا وظلما واشياء كثيرة يجب ان يشعر بعض المسؤولين بالوطنية قليلا".
الطالب الجامعي نائل خضر قال" المصالحة مصطلح كبير ارجو ان يكون المتصالحون على قدر المسؤولية بهذا الاسم ويخرجوا من عباءة انفسهم تجاه الوطن واهل الوطن ورب الوطن ، لقد انهكنا بالكلام ونريد بعض القوة والحقيقة والصلابة في التطبيق، ويجب ان تكون نابعة من الايمان المطلق بعقيدة التصالح ومش تصفيط حكي بس وصور وكاميرات وفنادق وتبويس خدود فقط" وفق حديث خضر
الشاب علي براجنة من القدس المحتلة قال لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" اعتقد ان المصالحة في طريقها الى الضوء بفعل تغير الاوضاع الاقليمية والعربية، ويجب ان تتم قبل أي وقت اخر حتى لا تصبح القضية الفلسطينية من ادوات الجر، فالوضع اصبح خارج عن نطاق مصالحة داخلية بين فصلين بالنسبة للوضع العربي والاقليمي."

في حين رات الطالبة الجامعية لينا القواسمى من الخليل بان الوضع القائم " مثل كل مرة المصالحة سوف تفشل في اخر خطة، ولكن نفسي وانا لا اتمنى الا ان تتم ارجو وادعى الله ان يفك الغم الوهم عن اهل غزة ونراهم في ضيفتنا في يوما من الايام."

وتوصلت فتح وحماس لعدة اتفاقات مصالحة كما انف ذكره ، تنص على تشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة، غير أن معظم بنودهما ظلت حبرا على ورق، ولكن عادة اجواء التفاؤل الى هذا الملف مع التصريحات التي اطلقها قادة الحركتين عقب اجتماع ضم رئيس حكومة غزة اسماعيل هنية وقيادة حماس مع وفد من اعضاء اللجنة المركزية لفتح بالضفة الغربية زار غزة لعدة ايام .


تقرير/ يوسف حماد

 

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -