لا تجد مفرا من الحديث في معتركات ودهاليز السياسة وما ساء فيها ومنها في قطاع غزة، فالسائق وربة البيت والطالب ومصفف الشعر والقائمة تزيد هم محللون سياسيون، لا لقلة المحليين في غزة ولكن لما لأمورها من تعقيد وصعوبة في الخروج بتفاؤل حيال ما يجرى على الارض.
لا يعرف من اين يخرج هؤلاء عن هذه الطقوس بشيء من التغيير حيال هذا الواقع حتى لو كان مختلفا عليه دينيا، فاصبح كل شيء يقلل الاهتمام بأمور الحال سواء من خلال رحلة ترفيهية وان كانت صعبة في دول مجاورة او من خلال الاحتفال ببعض الاعياد والمناسبات العالمية مثل يوم الام ويوم التسامح ويوم الحب والتي اصبحت تلقى رواجا شائع الصيت بل وتحولت الى حرفة ومهنة لكسب الزرق لدى المحال التجارية.
خلال الساعات القادمة يدخل يوم الـرابع عشر من فبراير / شباط بلونه الاحمر وهو يوم شهير في العالم يعرف بعيد الحب او يوم الحب تخليدا لرمز الحب عند الاغريق القدماء.
ينشر محمد العسكري الورد الاحمر والالوان الحمراء الفاقعة للفت النظر علها تجلب الزبائن الذين اعتادوا ان يبتاعوا بعض الهدايا الرمزية والثمينة لمن يحبون سواء من عائلتهم او زوجاتهم او صديقاتهم ويقول رامي وهو شاب كان يتزود ببعض الهدايا التي تحمل اللون الاحمر "انه جلب هدية لصديقته وزميلته في الجامعة لأنه يوم الحب".
ومع ان ذلك مخالف للدين ولكن وضع البلد " بخنق ولازم نرفه عن حالنا شوي لازم نروح عن انفسنا بطريقة جميلة واعتقد انها مش حرام بصورة مغلضة مثلما يقول البعض" يقول رامي
اما البائع محمد العسكري والذي يملك محل تجاري صغير في مخيم جباليا شمال قطاع غزة ، فيقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،"هذا اليوم يجلب لنا المال الجيد الوضع لا يساعد على شيء نحن ننتظر يوم الحب ويوم عيد الام بفارغ الصبر لأننا نبيع اشياء كثيرة، الناس تشتري بغزارة ولا احد يلتفت الى الحاجز الديني ليس من باب التقليل ولكن انت تعرف الوضع الصعب في غزة والناس تذهب الى أي شيء يفرحها سواء ان يقدم هدايا لصديقته او امه او زوجته او ما شابه ذلك."
الشابة رنا والتي في يدها اليمنى محبسا ذهبيا تقول لمراسلنا "انا سعيدة بيوم الحب لأنني سوف اقدم هدية غالية الثمن لخطيبي، سوف يكون سعيد"، وبدت رنا منتشية وهي تبتاع هدية مغلفة بغطاء احمر وقلوب مزركشة عليها بعض الورود الحمراء.
وتضيف رنا " صحيح هذا اليوم حرام ولكن نحن لا نفعل شيء بهذا الاعتقاد، وتبادل الهدايا يعد امرا وديا في هذا اليوم او غيره لذلك اعتقد ان هناك تشدد في الامر".
وبدا ملفتا رجلا ملتحي يقوم بطلب هدية حمراء كبيرة لزوجته من صاحب المحل وعندما سأله عن السبب قال "احنا بدنا ننبسط لانو مش شايفين حاجة حلوة من فترة، لو بدنا نسمع كلام الشيوخ كان ما انبسطنا ابدا في الحياة".
وأكمل الشاب الملتحي حديثه " هناك من يشتري في هذا اليوم هدية جميلة لشخص يحبه ، وهناك من يلعب برؤوس المسلمين ويقول ان هذا الامر حرام لا اعرف ماذا اقول انا سعيد بيوم الحب واتمنى ان تكون المحبة بيننا جميعا في فلسطين وغزة وان نحتقل بكل شيء جميل وحلو ويضيف لون عاطفي لحياة كل المتحابين".
الطفلة كنانة وهي مسيحية كانت ترتاد احد المحال في مدينة غزة التي توشحت باللون الاحمر قالت لمراسلنا " هذا اليوم جميل واعتقد ان من يقول غير ذلك لا يريد ان يفرح الناس وترتسم بسمة عريضة على شفاههم".
اما احد عناصر الشرطة في منطقة الرمال الحيوية في مدينة غزة قال ممتعضا " هذا حرام نحن نحتفل بعيد ويوم مثل الكفار، الاولى ان نحتفل بأعياد المسلمين بصورة عاطفية وشعاعها المحبة (..)اعتقد انه يجب منع مثل هذه الاحتفالات ولو الامر بيدي لما سمحت لاحد ان يحتفل في بلاد المسلمين"، فقال احد المارة الذي كان يستمع لحوارنا " كويس انو الامر مش بايدك" متهكما على حديث الشرطي.
اما الداعية والطبيب الفلسطيني طاهر لولو فقال "الغبش الذي حدث مع الناس والمواطنين حول "يوم الفالنتين"، والفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي هذا كله لا اريد ان اقول حرام شرعا ولكن هذا لا صلة له في الدين اطلاقا".
واوضح في حديث عبر الهاتف لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،" في الاسلام منع الوقوع في الحرام منذ الازل وما يؤدي الى الحرام لان الذي يؤدي للحرام فهو حرام، فحب النظرة الاولى ثم الخطبة والزواج هذا حب مباح لا غبار عليه ولكن حب النظر الى فتاة حتى تغيب عن العين(..) يجب ان يدرك المسلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال "النظرة الاولى لك والثانية عليك.. قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم".
ولفت بالقول "الاسلام دعا للحب وأيد الحب فالرسول عليه الصلاة والسلام قال "الحب مركبي" وحديثه الاخر "لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، ولكن في حب الولد لأهله وجيرانه وحب المسلمين لبعضهم والحب الفطري الذي يعيش في قلوب الاسرة كريمة."
وعن يوم الحب الذي يصادف يوم غد الجمعة، قال الداعية الإسلامي "لا يجوز الاحتفال بهذه الايام هذه الايام غير اسلامية وما انزل بها الله من سلطان كيوم غدا، لأنه وبدل ان تذهب الأموال في طريق غير طريقها ، يجب ان تجمع من اجل المساكين والمحتاجين".
وشدد الطبيب بالقول "هناك اشخاص في غزة لا تستطيع الحصول على جرعة دواء لأبناهم الذين يحتضرون اليس الاولى ان تذهب هذه الاموال الى من يحتاجها".
ويوم الحب أو عيد الحب أو عيد العشاق أو "يوم القديس فالنتين" مناسبة يحتفل بها كثير من الناس في بعض أنحاء العالم في /الرابع عشر من شهر فبراير شباط من كل عام ، وتحديدا في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية.
وأصبح هذا اليوم محتفلا به في بعض دول العالم ولو بصورة رمزية وغير رسمية خاصة في الدول العربية والاسلامية، حيث يعتبر هذا هو اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم.
تقريروعدسة/ يوسف حماد