أيد رجل الدين الأردني من أصل فلسطيني عمر عثمان الشهير بـ "أبو قتادة"، التفجيرات التي نفذتها جماعات سلفية متشددة خلال الفترة الماضية في لبنان، واستهدفت المعاقل الرئيسة لـ "حزب الله".
وقال عثمان قبيل مثوله أمام محكمة أمن الدولة الأردنية أمس رداً على سؤال لصحيفة"الحياة" اللندنية عن موقفه من التفجيرات التي استهدفت وتستهدف لبنان: "أؤيد هذه التفجيرات جملة وتفصيلاً، فحزب الله هو الذي بدأ المعركة ضد المسلمين في سورية، وعليه أن يتحمل النتائج".
وأضاف عثمان الذي كان يقف خلف قضبان سميكة يحرسها جنود مدججون بالسلاح مرتدياً زي السجن (بني اللون): "من حقنا أن ندافع عن أنفسنا، ومن حقنا أن نضغط على الحزب الضال في شتى الطرق للخروج من معادلة الصراع في سورية". وأضاف: "على العدو أن يدرك جيداً أنه لا يفرض قواعد اللعبة ولا مكانها"، في إشارة واضحة إلى أن الحرب باتت مفتوحة مع الحزب.
وعن المدنيين الذين استهدفتهم تفجيرات "القاعدة" في لبنان، أجاب: "المؤكد أن حزب الله يتحمل مسؤولية هؤلاء. والرأي الشرعي الذي لا جدال فيه أن هؤلاء يُبعثون على نياتهم يوم القيامة".
ورفض "أبو قتادة" اعتبار ما يجري بأنه يُذكي الصراع الطائفي في المنطقة، وقال: "أهل السنة ليسو طائفة، وشعارنا أننا ندعو إلى الله مسلمين أمام مرتدين، وسنة أمام زنادقة".
وعندما سألته "الحياة" عن إمكان توجيه رسالة ما إلى زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، أجاب: "انتهى وقت الكلام والرسائل بيننا وبينه". لكنه وجه رسالة إلى لبنان بأن يضغط على "حزب الله" لسحب عناصره من سورية اذا أراد إخراج نفسه من معادلة الصراع.
في إطار آخر، جدد "أبو قتادة" انتقاد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقال: "المطلوب من المقاتلين في سورية أن يلتحقوا بجبهة النصرة، لأن اسم الدولة وسلوكها مرتبطان بالمشاكل الجانبية وصرف الجهاد عن وجهته الحقيقية المتمثلة في قتال النظام". وأضاف: "المصلحة الشرعية تقتضي بأن يكون هناك تنظيم واحد للجهاد في سورية، وأنا أدعو إلى أن يكون جبهة النصرة، لان اسم الدولة بات مرتبطاً بحرف الجهاد عن مساره".
ولفت إلى أنه ما زال على اعتقاده بأن تنظيمَي الدولة و "جبهة النصرة" خرجا من رحم عقيدة واحدة، ووجه إليهما انتقاداً لافتاً عندما قال: "الفرق بينهما هو الهوى، والصراع بينهما قبلي".
وكرر حديثه بأنه يعتبر القتال بين الدولة وبقية الجماعات السورية "قتال فتنة"، وقال: "من يحرض على القتال بين جماعة وأخرى هو مجرم، كائناً من كان، وكل من يبرر حمل السلاح بين الجماعات المجاهدة هو ضال، والحل هو إعمال الشرع والتحكيم".
وكان "أبو قتادة" بدأ الحديث قبيل جلسة محاكمته بمهاجمة المسؤولين عن السجون الأردنية، وقال انه امتنع مع المعتقلين الجهاديين عن تناول طعام السجن احتجاجاً على أوضاعهم ومنع أقاربهم من غير الدرجة الأولى من زيارتهم، مضيفاً أن أحداً من المسؤولين لم يستمع اليهم.
واستمعت محكمة أمن الدولة في الجلسة التي عقدتها أمس إلى شهود النيابة في قضايا الإرهاب المتهم بها "أبو قتادة"، وقررت تأجيل النظر فيها إلى 27 الشهر الجاري.
وابو قتادة المولود في 1960 في بيت لحم، وصل في 1993 الى بريطانيا لطلب اللجوء وتم ترحيله منها الصيف الماضي الى الاردن اثر مصادقة البلدين على اتفاق يهدف الى تأكيد عدم استخدام اي ادلة يتم الحصول عليها تحت التعذيب ضده خلال اي محاكمة في المملكة.