رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، عودة المطالب الإسرائيلية بتعويض اليهود الشرقيين عما خلفوه وراء ظهورهم في بلادهم الأصلية قبل الانتقال لإسرائيل غداة الإعلان عن قيام الدولة عام 1948، قائلة: إن تعويض هؤلاء اليهود قد يصبح قضية أخرى.
وأضافت المجلة البريطانية، أنه مثلما يتذكر اللاجئون الفلسطينيون وذراريهم بيارات البرتقال ودور السينما التي فقدوها في "يافا" بقيام إسرائيل عام 1948، يردد اليهود ممن كانوا ذات يوم يعيشون بالعراق الأناشيد العربية ويستعيدون ذكريات عهود كان فيها معظم بنوك وشركات نقل العراق يديرها اليهود.
ونقلت "الإيكونوميست"، عن أستاذ جامعي وسط لفيف من الأساتذة اليهود عراقيي الأصل قوله متنهدا، منذ أن طردنا والعراق يتراجع ويتردى حاله من سيئ إلى أسوأ"، مشيرا إلى أن موقف المسؤولين الأمريكيين لم يحسم بعد حول طرح رسمي لقضية اليهود المطرودين من الأراضي العربية كجزء من إطار عمل مقترح لديهم لتأسيس صندوق دولي لتعويض الفلسطينيين الذين فروا من أراضيهم مع إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948. ورصدت المجلة انتقاد قادة يهود السفرديم القادم معظمهم من دول عربية مفاوضيهم للتواني عن إثارة القضية على نحو أكثر قوة.
ونقلت عن ليفانا زامير، رئيس اتحاد اليهود المصريين في إسرائيل القول: لماذا تطالب إسرائيل بتعويض عن ضحايا الهولوكوست ولا تطالب بتعويض عن طرد اليهود من العالم العربي؟ لأن قادتنا أشكيناز "يهود أوروبا"، أما نحن فمزراحيم "شرقيون"، عانينا نوعا آخر من المحارق، مليون يهودي من الدول العربية فقدوا كل شيء.
ورصدت الإيكونوميست، تخوف تسيبي ليفني، كبيرة المفاوضين الإسرائيليين وهي من اليهود الأشكيناز، من طرح مثل هذه القضايا وتأثير ذلك على حل مشكلات أخرى ناجمة عن احتلال إسرائيل لقطاع غزة والضفة الغربية بعد حرب 1967، ونوهت المجلة عن طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرارا وتكرارا قضية تعويضات اليهود العرب، مرجحة أنه يستهدف بذلك مجابهة أية مطالبات من الجانب الآخر بتعويض مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أخرجوا من ديارهم عام 1948.
ونبهت المجلة البريطانية، إلى أن القادة الصهاينة عندما روجوا لفكرة أن اليهود وجدوا وطنهم الحقيقي، وبعثوا وكلاء من الموساد للم شتات اليهود من العالم العربي، لم يكونوا يعتبرون هؤلاء لاجئين، ورأت "الإيكونوميست" أنه رغم التعقيدات، فإن طرح قضية تعويض اليهود الشرقيين "المزراحيم" من شأنه دفع المفاوضات السياسية، لافتة إلى أن المزراحيم الذين يشكلون نسبة 55 %من اليهود الإسرائيليين كانوا أعربوا عن ميلهم للتصويت لصالح أحزاب اليمين الرافضة لإبرام اتفاق من شأنه إعلان قيام دولة فلسطينية، وذلك في جزء منه؛ لأن هؤلاء المزراحيم لا يزالون يسكنون الحزن على ما خلفوه وراءهم في بلادهم الأصلية
ورجحت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، أن تعويض هؤلاء وتحويلهم إلى حمَلة أسهم من شأنه رفع أعداد الإسرائيليين المصوتين لصالح تسوية في أي استفتاء.
ونقلت عن صموئيل موريه، أستاذ الأدب العربي بالجامعة العبرية- يهودي عراقي- "بالطبع سندعم أية تسوية، إذا أقرت حقوقنا".
واختتمت المجلة البريطانية تعليقها بقول إيهود عيران، أكاديمي إسرائيلي: إن تعويض ضحايا قيام دولة إسرائيل من اليهود والعرب على السواء من شأنه تمهيد الطريق للتطبيع بين إسرائيل والعالم العربي، تماما مثلما أسهمت خطة ألمانيا لتعويض ضحايا الهولوكوست من اليهود في تحسين العلاقات بين إسرائيل وأوروبا.