أشارت نتائج دراسة حول أثر قروض المشاريع الصغيرة في محافظات الضفة الغربية، ودورها في تمكين الأسرة اقتصاديا واجتماعيا، إلى وجود أثر إيجابي على حياة الأسر المقترضة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضحت الدراسة التي أعدها، طلبة برنامج ماجستير الإحصاء التطبيقي في كلية الدراسات العليا في جامعة بيرزيت، بالتعاون مع المؤسسة الفلسطينية للتنمية والإقراض– فاتن، أن آثار الدراسة كانت واضحة أكثر بالنسبة للمقترضات الإناث، لما له من أثر واضح في تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا.
ولفتت الدراسة إلى أن الذين اقترضوا مبالغ مالية صغيرة تمكنوا من تحقيق المزيد من الاستقرار الاقتصادي مقارنة بظروفهم قبل الحصول على القرض، كما أن المقترضين الأقل تعليما سعوا نحو تأمين عمل واستقرار وظيفي، أما كبار السن فكانوا يتجهون إلى الادخار، وتوجهت النساء لتملك وزيادة الأصول، بينما سعى الشباب للحصول على الدعم.
وقال عميد كلية الدراسات العليا طلال شهوان، إن تطرق برنامج الماجستير في الإحصاء التطبيقي لهذا الموضوع ينبع من مسؤولية هذا الحقل في استخدام المعرفة العلمية في مجال دراسة وفهم الظواهر الاقتصادية والاجتماعية المحلية والإنسانية وخدمة المجتمع، ولا شك أن انخراط طلبة البرنامج في النشاطات التطبيقية على هذه الشاكلة له دور هام في تطوير قدراتهم ومهاراتهم الأكاديمية والمهنية.
من جهته، قال مدير مؤسسة فاتن أنور الجيوسي إن مشاركة "فاتن" في دعم هذا البحث جاء لإعطاء فرصة لطلبة الإحصاء لتطبيق المعرفة النظرية العلمية على الواقع الفعلي والعملي وأخذ مؤسسة فاتن كحالة دراسية لهم.
وأضاف أن دور المؤسسة لم يقتصر على توفير التمويل ودعم الريادة والمبادرين، بل أعطينا أولوية لجميع قطاعات التنمية الاقتصادية والمجتمعية، ولهذا خصصت مؤسسة فاتن ستة صناديق للتدريب والتعليم والتوفير والتأمين الصحي والتكافل، وصندوق المسؤولية المجتمعية، والتي كان لهذا الأثر الكبير على البعد الاجتماعي والتنموي.
من جهته، قال مدرس مساق حلقة البحث والمشرف على بحث الطلبة صالح الكفري، إن هذه التجربة الفريدة أتاحت الفرصة أمام الطلبة للعمل كفريق متماسك مكون من 20 طالبا، مضيفا أن دعم مؤسسة فاتن ساهم على زيادة حرص الطلبة على إنجاح الدراسة.
وأضاف: "نظرا لانتشار المشاريع الصغيرة وتعدد المؤسسات الإقراضية والتنموية في فلسطين تأتي أهمية البحث وقياس الأثر الحقيقي للدور الذي تلعبه في محاولة تمكين الأسرة اقتصاديا واجتماعيا، حيث إن هذا النوع من التقييم يجب أن يجذب انتباه واضعي السياسات إلى أهمية التمويل الصغير و أهمية البحث عن أساليب جديدة ومختلفة لتطويرها.
وأعرب الطلبة عن أملهم أن تقدم جامعة بيرزيت والجامعات الفلسطينية بشكل عام، ومختلف الجهات والمؤسسات المختصة المزيد من الدعم للطلبة ضمن برامج الدارسات العليا أو البكالوريوس على حد السواء لمثل تلك البحوث والدراسات