المحرر بربخ: زواجي رسالة للاحتلال والمصنفين بان شعبنا واحد

ويستمر الاسرى في قهر القيد الذي لم يستطع التمكن من إرادتهم ,فبعد تهريب النطف من السجون ,ليبعث الله حياة من ظلمات جدران الزنازين ,الأسير رامي بربخ من خان يونس الذي اعتقل في العام 1994 وأمضى عشرين عاما في غياهب المعتقلات وخرج ضمن دفعة الأسرى القدامى "ما قبل أوسلو" التي ابرمها الرئيس عباس ,يتحدى الحدود ويخطب أخت زميله الأسير من أل خضرا من طولكرم في رسالة واضحة بان كل فلسطين واحدة.

بدا الحوار مع الأسير المحرر رامي بربخ بالتعريف عن نفسه وذكر فترة محكومتيه التي امتدت من 31/3/1994 حتى 31/12/2013 وخرج ضمن دفعة الأسرى القدامى الثالثة موجها التحية للرئيس محمد عباس على نجاحه في إخراج هؤلاء الأسرى من براثن القيد ,معربا عن فرحته باستقبال جماهير الشعب الفلسطيني له ,قائلا "لم اشعر أنني اعتقلت 20 عام عندما قوبلت بحفاوة من جماهير شعبنا,وان الـ20 سنة لا تذكر أمام عظمة هذا الشعب " .

وقال المحرر بربخ واصفا ارتباطه بفتاة من الضفة الغربية,أنها فرحة العمر,متوجها بالشكر للواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي تقدم وكيلا للأسير بربخ في طلب العروس من ذويها وقام بإتمام إجراءات عقد القران ضمن وفد من حركة فتح ضم كل من: روحي فتوح الرئيس الأسبق,والقيادي والنائب عن حركة فتح ماجد أبو شمالة ,كما خص الأسير بربخ النائب عن حركة فتح أشرف جمعة بعظيم الشكر لما لعبه من دور محوري في إتمام هذه الخطوبة .

وأوضح الأسير بربخ بأنه التقى بعروسه أثناء فترة اعتقاله ,حيث تعرف على فتاة أحلامه أثناء زيارتها لصديقه وزميله في الأسر,وقال وجدت فيها كل ما كنت ارسمه في خيالي للفتاة التي أود الارتباط بها ,فدخلت البيت من بابه ,مضيفا "أقول لأبناء شعبنا في القطاع والضفة الغربية وفلسطيني الداخل"- "الاحتلال استطاع أن يضع الحدود والحواجز الاصطناعية لكنه لم يستطع أن يضع الحدود بين أبناء شعبنا وان يفصل بيننا كأبناء شعب ,فنحن نستطيع أن نتغلب على هذه الحواجز و الزواج من أهم أدوات التقارب ,بين أبناء شعبنا من القدس والضفة والشتات والداخل وكل مكان يوجد به أبناء الشعب الفلسطيني"، معتبرا زواجه رسالة لإسرائيل قبل غيرها في العالم "بأننا سنظل شعب واحد ودم واحد ومصير مشترك ".

وأشار الأسير بربخ إلى الواقع الفلسطيني بلمسة من الحزن قائلا " عندما وطأت أقدامنا تراب الوطن وعانقنا أبناء شعبنا كنا نتمنى أن نراهم موحدين غير منقسمين" مضيفا أن واقع الانقسام كان من أكثر الأشياء المحزنة والمحبطة لمعنوياتنا لنا في الأسر والتي أرخت بظلالها على وقاعنا الاعتقالي ,لاسيما أثناء نضالنا من اجل نيل حقوقنا من إدارة السجون , وأضعفت موقفنا أمام هذه الإدارة , إلا أننا بحمد الله استطعنا تدارك الأمر والتغليب سريعا في السجون على الانقسام,ونأمل أن يتم تداركه قبل فوات الأوان في الوطن والجلوس على طاولة المصالحة الأمر الذي سينعكس إيجاب على أسرانا دخل الأسر وعلى كل شعبنا ."

وشدد الأسير بربخ" أنا ابن فتح ولدت فتح وسأبقى فتح وأموت فتح ,وان الانقسام الفتحاوي أمر مؤسف ,كنت أتمنى أن أرى فتح موحدة ,فان الانقسامات أمر خطير على الحركة ,وعلى الجميع أن يدرك بان من أتى بالشهيد عرفات هي فتح ومن أتى بالرئيس أبو مازن هي فتح ومن أتى بمحمد دحلان فتح ومن أتى بكل قياداتنا الأحياء منهم ومن استشهدوا هي فتح ",معتبرا أن "هذا الانقسام الفتحاوي له آثار خطيرة على مستقبل الحركة, وانه امتد أحيانا إلى داخل السجون",معتبره حتى اخطر من الانقسام الوطني .

وأكد الأسير بربخ على رفضه للتصنيف داخل الوطن والحركة ,معتبرا أن زواجه رسالة واضحة للمصنفين ,متمنيا أن تكون هذه الآفة واضحة للمسئولين داخل الحركة ,معتبرا هذه التصنيفات مؤامرة من أطراف دولية وإقليمية للقضاء على عظمة فتح ,مؤكدا أنها "مؤامرات وخدع للتلاعب بأبناء حركة فتح وأنها شرك نصب للإيقاع بنا وقد وقعنا ,وقد كنا نسمع بهذا الاختلاف عبر وسائل الإعلام ونشعر بالأسى ونتمنى أن نسمع ناطق إعلامي بلسان واحد للحركة" .

في الختام وجه الأسير رامي شكره لكل أبناء الشعب الفلسطيني ولكل من سانده من اجل إتمام إجراءات زواجه ,أملا بان تنتهي إجراءات نقل العروس من الضفة الغربية لقطاع غزة مؤكدا أن هناك من يتابع هذا الأمر ومنهم النائب اشرف جمعة ,كما وجه الأسير بربخ رسالة إلى زملائه في الأسر قائلا" إن أهم ما كان يميز الأسرى هي المعنويات العالية ورغم المؤبدات التي أراد من خلالها السجان إفقادنا عزيمتنا ,إلا أننا خرجنا بعد عشرين عام وأتمنى أن أرى جميع إخوتي من الأسرى خارج المعتقلات واني أؤمن أن هذا سيحدث قريبا بعون الله وإصرار قيادتنا وإنني سأكون مع أبناء شعبنا في استقبال باقي أسرانا فهم محررين حتما ."

تقرير:رمزي نادر

 

المصدر: خان يونس - وكالة قدس نت للأنباء -