الطيب ودحلان .. لغز قاهرة السيسي

بقلم: طلال الشريف

تحدث "ميدفيدف فتح" سمير المشهراوي في مقاله الأخير عن سعي جبريل الرجوب للتحالف مع دحلان قبل فنعة استحداث موقع نائب الرئيس الفلسطيني التي سعى لها باستماتة كل من شعت والرجوب والرقص على أوتارها مما حدا بشعت للوقوع برقصته في المحذور المصري غير المرتجع العواقب واستذكاء الرجوب لانتهاز الفرصة الأقرب للظفر بموقع نائب الرئيس ففقد النيابة للرئيس والتحالف مع دحلان في لحظة واحدة بسبب انتهازية متخبطة ومتأصلة لدى جبريل.

ما أكتبه هنا ربط وتحليل وليس معلومة، فقد تفاجأ الجميع قبل أسبوعين بخبر لا ندري مدى صحته عن فصل الطيب عبد الرحيم وفي الاسبوع الماضي تفاجأ الجميع أيضا بهجوم غير مسبوق من شعت والرجوب على دحلان ويبدو أن سر قوة الهجمة مبنية على معطى جديد أتاح لهؤلاء المجنحين الطامعين في منصب نائب الرئيس في غياب الطيب عبد الرحيم الرجل الأكثر دهاءً واستحقاقا للمنصب أو الأكثر تأثيرا لاختيار من يكون نائبا للرئيس.

لو تطرقنا لقوة كلمات " ميدفيدف فلسطين" سمير المشهراوي أيضا فقد نستنتج أيضا بنفس السياق على ما يبدو أن قوة جديدة ذكية قد تكون انتقلت من رام الله إلى القاهرة مثل الطيب عبد الرحيم الذي إلتقط أو منح طرف الخيط في اللحظة المناسبة التي تؤسس لمرحلة العد التنازلي لتغيير قيادة فتح الحالية ومن ثم لمرحلة تعد في المنطقة من لحظات الحسم.

لغز قاهرة السيسي ليس غريبا حين تتناقل الاخبار عن نقل مكتب دحلان للقاهرة في الوقت الذي يتواجد هناك الطيب عبد الرحيم مقيما أو غاضبا فالسياسة لا تعرف إلا المصالح ودحلان والطيب بالتأكيد لهما علاقات متميزة مع القاهرة التي ما انفكت تاريخيا تحتضن المعارضات والثورات من قديم الزمان بدء بالجزائريين ومرورا بالفلسطينيين واليمنيين والسودانيين والليبيين واللبنانيين والعراقيين وأخيرا السوريين ويبدو أنه عاد الدور للفلسطينيين من جديد لأهمية الحالة الملحة لدى المصريين الآن لحسم موضوع الحالة الفلسطينية.

بوجود تفاهم بين دحلان والطيب عبد الرحيم وتأييد مصر الجديدة سيتبعه ثلثي إن لم يكن أكثر من أعضاء اللجنة المركزية الفتحاوية فغالبيتهم على علاقة جيدة ومتفاوتة من الرجل الأقوى في فتح محمد دحلان ومن السياسة المصرية وكذلك أعضاء المجلس الثوري وبقية التنظيم.

إذا صحت توقعاتي بتحالف دحلان والطيب عبد الرحيم في قاهرة السيسي فإن الحالة الفتحاوية قد قاربت على النهوض في مواجهة اتفاق كيري بفشله أو باقراره فهي محطة صعبة جدا على وطن مقسوم وحركة تقود النظام السياسي مترهلة ومشتبكة في داخلها دون حسم في مواجهة حالة التغيير الجذري في فلسطين. والطيب رجل ذكي ويكون قد قرأها جيدا.

وإذا لم تصح توقعاتي فهل يكون تواجد الطيب عبد الرحيم في القاهرة هو لإزاحة دور محمد دحلان ؟ ولكني أستبعد هذا نتيجة للعلاقات الأقوى بين دحلان والمؤسسة المصرية ، وستكون قراءة الطيب عبد الرحيم خاطئة وسيمضي مع الرئيس ونهاية مشواره القريب .. دعونا نرى الأيام فهل كبير المتآمرين على دحلان يصبح حليفه؟ .. السياسة ليس لها دين ولا أصدقاء ولا أعداء دائمين !!