ومن عجائب بعض النسوة في المدينة أوالحضر أوالقرى أنهن ..عندما يغضبن لأمر ٍ هن فاعليه.. تغادر الواحدة منهن البيت ، طالبة لجوءا سياسيا عاجلا لأهلها ،وهناك ،وعلى عجالة تنسى عشرة الزوج ،وشريك العمر ورفيق الدرب ..تنسى أجمل ذكريات الحياة وأقرب الناس إليها ،ولأنها استوطنت بيت أهلها وأقول استوطنت وإن كان الفرق هنا هو أنها انتقلت لرقعة جغرافية قديمة وليست جديدة ،لأن الموطن الأصلي والشرعي لها هو بيت الزوجية وليس بيت أهلها ..تلك هي الحقيقة المغيبة عن فكرها ووجدانها وذلك هو الواقع ..المهم ما أن تصل ذاك المكان ، وإلا يحلو لها بأن تنهال على زوجها بقذائف صاروخية موجهه وغير موجهه منها ما هو بالليزر ومنها ما هو مميت كما الكورنت (kornet missile)..وناهينا عن الشتائم والصراخات ،والعويل والدموع الزائفة التي تبرأ منها دموع التماسيح.. ولو فتشنا عن الأسباب نجدها غاية في التفاهة ومتناهية في الصغر لكن معظم النار من مستصغر الشرر..!! .
أنسيت تلك الزوجة التي كم أطلقت من السهام لتفتك بقلب ٍ من أحبها يوما وأحبته أنها حتما ما ستعود ..وحينها كيف الشعور عندما تواجهه ، وقد نهشت لحمه ،وفتت عظامه أمام أقربائها الذين ينقلون الخبر من قلب الحدث عبر الأثير وما أكثر وسائل النقل التقنية في أيامنا وما أكثر الواشون الذين أصبحوا أكثر دقة وسرعة متناهية كل التقنيات في نقل الخبر أي كما نقول بلغة الورد الكتابية قص ولصق ولكن بطريقة خاصة كالمقبلات الحارة التي تزيد المشكلة هياجا وتخريبا ،ولو تأملنا معظم حالات الأزواج في مجتمعاتنا العربية الذين تزوجوا على زوجاتهم كان السبب الرئيسي غالبا بسبب تعنت الزوجة أو غرورها وغباؤها الاجتماعي ولو علمت أن هنا لك من الأزواج لو شعروا بمجرد لحظة أنهم أخطئوا بالاختيار لشريكة العمر لن ينتظروا طويلا ،أو يعيشون على إطلال الماضي ..ولن يتركوا زوجاتهم أيضا ليطلقن أجنحتهن عبر أعنان السماء بكل حرية ليهفن فوق غصن آخر ..بل سيتمسكوا بهن أكثر ليس حبا أو عشقا أو هياما هذه المرة بل انتقاما من نقض العهد والخيانة..خيانة الشراكة ، والجبن والاستفزاز ..عندئذ يصر الرجل من أولئك الأزواج على تحويل زوجته من ملكة البيت وملكة لكل شيء في حياته بداية من قلبه إلى مجرد خادمة له ولرعاية أولاده .. قد يتحير أو يقاسي أولئك الأزواج في توفير لقمة العيش.
لكن الشيء الذي لا يعلمنّه أمثال تلك النسوة أن الرجال..وأقول الرجال لا أشباههم لا يعاندون أبدا ..ولا يمكن كسر أنوفهم أو إذلالهم لأسباب مادية أو غيرها ، وعندما يحدث ذلك التنغيص وتعكير الأجواء ،طيلة فترة الرحيل ..عندها فقط سيعلمنّ إنهنّ قد تحولن من الرقم واحد إلى اثنين في ظل زوجة جديدة تشاركهن في كل شيء ،والفرق واضح وعميق فمن النساء وهن كُثر من هي نسمة رقيقة حالمة، ومنهن كالريح تعصف بكل شيء ،وعندها ليس لأزواجهن إلا أن يقولوا كما قال العزيز لنسوة المدينة فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَ سيدنا يوسف عليه السلام قُدَّ مِن دُبُرٍ فقَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ،وليس لهم إلا ذات الدعاء الذي ورد في الحديث عن الريح والذي روته عائشة رضي الله عنها حيث قالت :كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذا عَصِفَتِ الرِّيح قالَ : اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا ، وَخَيْرِ مَا فِيهَا ، وخَيْر ما أُرسِلَتْ بِهِ ، وَأَعُوذُ بك مِنْ شَرِّهِا ، وَشَرِّ ما فِيها ، وَشَرِّ ما أُرسِلَت بِهِ »..!!