لو يعلم أهالي الزوجات المستنكفات عن الرجوع، واللائي رغم ظلمهن وافتراءاتهن إلا أنهن قد غادرن بيوتهن بذريعة سوء المعاملة من قبل الزوج ..لو يعلم أولئك الأهل أنهم بقراراتهم التعسفية وردود أفعالهم وعنادهم وتسرعهم .. عندما يثأرون لابنتهم ،عبر دفع الزوج ظالما أكان أو مظلوما إلى طريق المحاكم ظنا منهم بتأديبه وكسر أنفه .. إنهم بذلك يطلقون على حياة بناتهم رصاصة الرحمة أو الطلقة الأخيرة .. لأنهن لن ينعمن بالراحة ولا بالطمأنينة فيما بعد ..فبمجرد أن تطأ قدمي الزوج أرض المحكمة والتي حتما سيغادر ها ،تكون تلك بداية النهاية وإسدال للستار على حب ٍ تفحم فصار رمادا ، وذكريات حلوة تلوثت بالشوك فسقطت عمدا .. خلف القضبان..لأنه بكل بساطة يتم ذلك انتقاما لكبريائه وكرامته ورجولته ،وعندها يتحول الحب إلى نهر فاتر فقد عذوبته ، بل كجلمود صخر ،والذكريات حينها تتحول إلى سراب كالدخان المتطاير في الأرجاء .. مما يسفر عن ذلك أن تتجرع مثل تلك الزوجات ذات المرارة ..مرارة الكأس ولا خلاص لهن سوى أن يلقين بأنفسهن في ساحة المحكمة من جديد ، ولو كلفهن ذلك أن يزحفن كاللحيات الرقطاوات ،ولكن هذه المرة ليس انتقاما ولا لإرضاء لغرورهن بل طلبا لحريتهن كما يزعمن .. وماذا يفيد الندم ..فبعد مغادرة القطار المحطة هل يبقى شيء سوى قضبان خاوية هي أشبه بقضبان المحاكم ..لكن حقا شيئا ما يبقى هو جزاء العامل من جنس عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر..!!