الإرهاب التكفيري يضرب مجدداً في لبنان، والحرب الإجرامية الإرهابية غدت مكشوفة وعلنية عليه، ومسلسل العمليات التفجيرية المسلحة والمفخخة ، التي تنفذها قوى الشر والظلام في أراضيه تتواصل وتتزايد يوماً بعد يوم. وفقط بالأمس تم استهداف جسر للجيش اللبناني، وقبل أيام جرى هجوم انتحاري مزدوج في الضاحية الجنوبية لبيروت العاصمة، المعروفة كمعقل لحزب الله، وبجوار ممثلية ثقافية إيرانية.
وقد جاءت هذه التفجيرات والعمليات الإرهابية بعد أيام قليلة على إعلان تشكيل حكومة موحدة بمشاركة معظم القوى والأطياف والمشارب السياسية اللبنانية . وعليه فأن التوقيت هو واضح ، ويستهدف الحراك السياسي الأخير لتخفيف حدة التوتر والاحتقان الداخلي الذي يحاصر ويخنق الأجواء اللبنانية .وكذلك لها أهداف أخرى تدميرية ، في مركزها وصلبها اغتيال كل بارقة أمل تلوح في الأفق لإيجاد مخرج للأزمة السورية والوصول إلى تسوية سياسية تحفظ وتصون سورية العروبة والمقاومة.
ما يراد للبنان وتسعى إليه قوى وجماعات التكفير الإرهابية ، التي تغذيها أمريكا وإسرائيل وبعض دول الخليج وتركيا الأردوغانية، أن يتحول إلى مركز ووكر وحاضنة وبوابة للإرهاب إلى سورية كي يتواصل العنف والقتل والتدمير فيها، خدمة للمشروع التفتيتي التكفيري الطائفي العنفي في المنطقة، الرامي إلى ضرب قوى المقاومة ومنع استقرار دول المنطقة وأمنها وإشاعة الفوضى المنظمة فيها.
الهدف بات واضحاً للجميع وهو إسقاط سورية الدولة وتحييدها كقوة إستراتيجية ، وضرب استقرارها وتدمير مؤسساتها وهدم بنيتها ، ومعاقبتها على مواقفها المقاومة الشريفة الكريمة ورفضها الرقص والتغريد في الجوقة الأمريكية .
إن الإرهاب لن يكون عابر سبيل في لبنان، ولذلك يجب تطويقه ومحاصرته واقتلاعه قبل أن تمتد جذوره عميقاً في التربة اللبنانية، والضرب بيد من حديد كل من يسعى ويعمل ويحاول زعزعة الأمن والاستقرار تحت شعارات زائفة لن تنطلي على احد، لأنها ستؤدي إلى تفجير الصراع وتأجيج الفتن بين اللبنانيين.
وفي الإجمال، فإن مواجهة الوضع المأساوي الذي يعيشه لبنان اليوم يتطلب المزيد من التضامن والتماسك والوحدة الوطنية، وإجراء حوار وطني وسياسي مسؤول وجدي وواعٍ ، لأجل وضع خطة وطنية لمواجهة الأتي من التحديات في المستقبل.