توفي في ساعة متأخرة من مساء الاثنين مفتى قطاع غزة السابق الشيخ عبد الكريم الكحلوت عن عمر يناهز 79 عاماً، بعد تدهور حالته الصحية ورقوده في العناية المركزة عدة أيام بمستشفى الشفاء بغزة.
ويعدّ الشيخ الكحلوت من أبرز الوجود الدينية في فلسطين، ومن المقرر ان يشيع جثمانه بعد ظهر الثلاثاء من المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة .
وفى هذا المصاب، نعت وزارة الاوقاف والشؤون الدينة بغزة الى الأمة العربية والإسلامية الشيخ الجليل، متقدمة الى أسرة الفقيد آل الكحلوت بأحر التعازي والمواساة سائلة المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء.
وقالت الوزارة في بيان صدر عنها "فقد آلَمنا الخبر، وأبكانا النبأ، وأفجعنا المصاب الجلل، فالفقيد كان ملءَ السّمع والبصر. فالعين تدمع والقلب يحزن وإنا على فراق شيخنا لمحزونون. ونرجو الله عز وجل أن يجمعه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً."
واعلنت الوزارة عن تحملها كافة الترتيبات والإجراءات الخاصة بالعزاء، داعية ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بجميع أطيافهم ومستوياتهم إلى المشاركة في تشييع هذا العالم الكبير الجليل.
وولد العلامة الشيخ عبد الكريم الكحلوت في قرية نعليا في 15 ديسمبر 1935، وهاجر مع أسرته إلى غزة بعد النكبة واحتلال فلسطين عام 1948، وأنهى علومه الدراسية في المعاهد الأزهرية بمصر عام 1960، وحصل على ليسانس الشريعة والقانون من الأزهر عام 1966، وتتلمذ على أيدي علماء الأزهر أمثال الشيخ محمود وفا، الشيخ أحمد عبد القادر الماوي، الشيخ الساكت، الشيخ محمود شهدة، الشيخ محمد ضيف الله وغيرهم.
وعيّن الشيخ الفقيد عام 1971 مدرساً بالمعهد الديني الأزهر بغزة لمـدة 23 سنة، واختير خلالها موجهاً للمواد الشرعية واللغوية بالمعهد الديني لمدة 8 سنوات، وكان أميناً للجنة الفتوى بالمعهد لمدة 10 سنوات، واختير عضواً في لجنة اختيار المدرسين للمعهد لمدة 15 سنة.
وفي عام 1978 عين مدرساً بالجامعة الإسلامية بغزة لمدة ثمانية عشر عاماً حتى عام 1996، واختير مقرراً للجنة المناهج في الكلية الشرعية بالجامعة الإسلامية، كما عمل في عام 1994 مدرساً بجامعة الأزهر بغزة لمدة أربعة أعوام، وعمل إماماً وخطيباً وواعظاً بوزارة الأوقاف منذ عام 1967 حتى فترة قريبة من وفاته.
وفي عام 2005 عُين عميداً للمعاهد الأزهرية بفلسطين بموجب مرسوم رئاسي صادر عن الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2005.
كما تقلد الشيخ الفقيد وظيفة الإفتاء، فعين مفتياً لمحافظة غزة خلال الفترة (1994-2006)، وأثبت من خلال هذا الموقع جدارة العالم المدرك، فكان أعلم أهل فلسطين بالحلال والحرام، وكان بهذا الاعتبار عضواً في مجلس الفتوى الأعلى بفلسطين منذ عام 1994 إلى يوم وفاته.