قررت كتل "القائمة الموحدة- العربية للتغيير" و"الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" و"التجمع الوطني الديمقراطي" في الكنيست، اليوم الثلاثاء، مقاطعة الجلسة البرلمانية المخصصة لبحث ما يسمى "بالسيادة الإسرائيلية" على المسجد الأقصى المبارك، بمبادرة النائب المتطرف من حزب الليكود موشيه فيغلين.
وأكدت الكتل الثلاث أن هذا البحث لا شرعية له، ويتم بمبادرة نواب اليمين المتطرف وبتواطؤ واضح من الائتلاف الحاكم ورئيسه بنيامين نتنياهو.
وشددت الكتل إن مدينة القدس مدينة محتلة، وهوية المسجد الأقصى المبارك، الاسلامية والفلسطينية والعربية ثابتة والسيادة فيه تعود لأصحابه، وفي الوضع القائم فإن مسؤولية السيادة هي للمملكة الاردنية، وبتنسيق كامل مع منظمة التحرير الفلسطينية، ولهذا فلا شرعية للكنيست ولا لحكومة اسرائيل أن تبحث بالوضع القائم لأنه ليس من صلاحياتها.
وتدعو كتل الموحدة والجبهة التجمع الى وقف كل الانتهاكات والاستفزازات الاحتلالية وعناصر اليمين ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وخارجها، وضد الشعب الفلسطيني عموماً.
وتؤكد الكتل الثلاث أن الضمان الوحيد لأمن واستقرار وسلامة المدينة المقدسة والأقصى المبارك وكنيسة القيامة، هو في أن تتحرر من الاحتلال الاسرائيلي لتكون العاصمة الوطنية والسياسية والدينية للشعب الفلسطيني ودولته المستقلة.
من جهة أخرى إعتقلت القوات الخاصة الاسرائيلية، اليوم الثلاثاء، ثلاثة شبان مقدسيين كلا من:" طارق الزربا، رامي اللبان، والمصاب ناصر الزغير وتم اقتيادهما لغرف التحقيق في القدس المحتلة، على إثر اندلاع مواجهات عنيفة صباح اليوم في المسجد الاقصى المبارك بين المرابطين والمعتكفين وجنود الاحتلال وتم اطلاق قنابل الصوت والرصاص المطاطي بكثافة واستخدام رش الغاز الفلفل وتم اغلاق باب المسجد القبلي بالسلاسل الحديدية، ورد الشبان عليهم برشق الحجارة والمفرقعات النارية.
وافاد رئيس نادي الاسير الفلسطيني في القدس ناصر قوس في حديث خاص مع مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء":" بأن أكثر من عشرين مصاباً وصفت اصابتهم بالمتوسطة جراء اصابتهم برصاص المطاطي تركزت باتجاه القدم والرأس والجبين والأنف، والبعض الاخر اصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاقهم لرش الغاز الفلفل.
وقال قوس:" بأن ثلاثة شبان مقدسيين تم إعتقالهم على أحداث المسجد الاقصى المبارك، ويضيف:" بأن العشرات منذ ساعات أمس الاثنين وحتى ما بعد عصر اليوم تواجدوا في رحاب المسجد الاقصى لتصدي للهجمات الصهيونية بحق المسجد الاقصى والتي تزامن مع عقد جلسات للبحث في قضية المسجد الاقصى المبارك في الكنيست الاسرائيلي.
في نفس السياق قال حراس المسجد وسدنته:" بأن قوات الاحتلال اغلقت ابواب المسجد الاقصى المبارك منذ ساعات الصباح وبقي ثلاثة ابواب مفتوحه امام المصلين وهي باب حطة وباب السلسلة وباب المجلس.
بدوره قال سكان باب المجلس:" بأن جنود الاحتلال المتمركزين عند باب المجلس احتجزت عشرات البطاقات الشخصية في صفوف النساء وطلاب المدارس والشيوخ واستبدلتها بإسم البوابة، واندلعت اشتباكات بالأيدي بين الشبان وبين جنود الاحتلال بعد محاولة الجنود لإبعادهم عن بوابة باب المجلس.
وأفادت مراسلتنا بالقدس المحتلة:" بأن قوات الاحتلال استخدمت بحق الصحفيين والمصورين المقدسيين عند باب المجلس القوة وعرقلة عملهم وقام الجنود بوضع ايديهم على عدسات الكاميرات لمنع من التقاط الصور ورصد الانتهاكات بحق المواطنين خلال عملية احتجاز بطاقاتهم الشخصية.
من جهة أخرى إجتمعت دائرة الاوقاف الاسلامية ودار الافتاء الاسلامي مع عضو الكنيست العربي أحمد الطيبي للبحث في التصعيد الاسرائيلي بحق المسجد الاقصى المبارك والهجمات الإسرائيلية بحقه.
كما التقى النائبان عن الحركة الإسلامية، طلب أبو عرار، ومسعود غنايم، ظهر اليوم الثلاثاء، الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف، في مكتبه في المسجد الأقصى المبارك، وذلك للاطلاع على آخر المستجدات، وقضية الاقتحام الذي حدث اليوم صباحا من قبل الشرطة الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى وأدى إلى جرح قرابة 20 شخصا، منها إصابتان بالمطاط في الرأس.
وقد سرد الشيخ عبد العظيم مجريات الأمور مبينًا أن ما كان اليوم من اقتحام ليس له سبب، وقد بلغ عدد الاصابات جراء الاقتحام قرابة عشرين، منها اثنتان في الرأس. وتطرق الشيخ سلهب إلى قضية رهن البطاقات الشخصية للمصلين وللمصليات من قبل الشرطة الإسرائيلية المتواجدة على بوابات ومداخل المسجد الأقصى والتسويف في إرجاعها.
كما وبيّن الشيخ سلهب أنه من الملاحظ أن السلطات الإسرائيلية في اتجاه تغير الوضع القائم، وهذا ملاحظ من خلال الطرح المتكرر لقضايا المسجد الأقصى في الكنيست، أو من خلال ملاحظة زيادة وتيرة الاقتحامات، وأن المتطرفين يريدون ويسعَوْن إلى رفع أسهمهم من خلال إثارة موضوع المسجد الأقصى. كما تطرق لتركيب كاميرات للشرطة داخل الباحات، واستدعاء عدد من المصلين للتحقيق في الشرطة والمخابرات، ومنع السلطات الإسرائيلية الصيانة لشبكة المياه وغيرها، علما أن شبكة المياه قديمة جدا، وشكر الشيخ النائبين على اهتمامهما والتنسيق.
من جهتهما، أكد النائبان على حرصهما وحرص القائمة العربية الموحدة، والنواب العرب، على الوقوف في وجه أي محاولات إسرائيلية للنيل من المسجد الأقصى أو تقسيمه. وبيّنا أن القضية أكبر من "موشيه فيغلن"، وأن المسجد الأقصى تابع لجميع المسلمين، وعلى العالم الإسلامي أن يتحمل مسؤولياته تجاه الأقصى. وبيّنا أنهما سيتصديان لكل محاولة تسعى لتغيير الأمر الواقع في المسجد الأقصى، وأنهما يعارضان دخول اليهود إلى المسجد الأقصى بأية صفة، لأنهم يأتون بهدف الصلاة رغم أن الشرطة تصرح أنها تعارض صلاة اليهود في باحات الأقصى، لكنهم يصلون وأحيانا على مرأى من الشرطة.
وطالب النائبان من الأوقاف التواصل الدائم معهما في كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى ومدينة القدس. وشكرا الأوقاف على عملها، وحراس المسجد الأقصى، وكل الجهات التي تعتني به، من المملكة الأردنية إلى غيرها، وأكدا أن على البرلمانات العربية أخذ دورها كذلك في كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى.