قال الرسام والفنان الفلسطيني هاني عباس "أصعب سؤال يمكن أن يوجه لأي شخص، هو من أنت ..؟ كنشأة و أحوال شخصية(..) ولدت في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا عام 1977 و درست في مدارس وكالة الغوث، و كنت أملأ جدران منزلي و منازل الأقارب و المقاعد المدرسة بالرسوم و الاشكال، و غالباً كانت العقوبة بانتظاري".
يضيف الفنان الفلسطيني المقيم في جنيف "أكملت بعدها دراستي في دار المعلمين الأولى بدمشق و في كلية التربية بجامعة دمشق و عملت معلماً لمدة خمسة عشرة عاماً تقريباً في مدارس دمشق، لم تشغلني الوظيفة و الالتزام بها عن حلمي الدائم و هاجسي بالرسم، حيث بدأت بنشر رسومي الكاريكاتورية السياسية عام 1998، و في نفس العام أقمت أول معرض فردي لي في جامعة دمشق .. وتابعت بعدها النشر و اقامة المعارض و المشاركة في بعض المسابقات كمشارك أحياناً و عضو للجنة تحكيم أحياناً أخرى، حيث نشرت رسومي بشكل دوري في صحف عربية و محلية".
وعن شعور التهجير والمهجر قال رسام الكاريكاتير عباس في حوار مع مراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، "لست مهاجراً، في الحقيقة مهجّر، بانتظار العودة".
وأضاف "التهجير الأول كان ينقش في ذاكرتنا، عبر أحاديث أجدادنا و صورهم الحقيقية أمامنا، أم التهجير الثاني فقد عايشناه لحظة بلحظة و دمعة بدمعة و دماً بدم، و لا تزال هذه التجربة مستمرة حتى الآن و لا ندري كيف سيكون الفصل الأخير منها".
وعن هدف الرسام عباس قال" في الواقع فكرة الوصول تعني النهاية، أفضل دائماً أن لا أصل، أي أن أظل أسير في هذا الطريق الشائك، هكذا أفضل". حسب قوله
وحول مسمى "الريشة الحزينة" على رسومات عباس التي تعد صورة حقيقة عن الم الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج قال رسام الكاريكاتير "الكثير يقول لي أي ريشتي حزينة، هذا انطباع صادق لحالتي في الواقع، انا مرتاح لأن ريشتي تعكس حالتي الحقيقية هذا مهم لأي منتج فكري".
وعن واقع القضية الفلسطينية والانقسام الداخلي قال عباس "تبدو القضية الفلسطينية في أسوأ أوقاتها الآن، انا لست منجماً و لكن ليس لدي القدر الكافي من التفاؤل"، مضيفا، "من المصائب الكبرى أن تتحول القضية برمتها إلى تصالح أو خلاف بين هذا الفصيل و ذاك التنظيم، ليست هذه صورة الثورة الفلسطينية العظيمة التي رضعناها مع حليب أمهاتنا و ضحى الآلاف من شعبنا كرمال عيونها، ما يجري مؤسف، مؤسف إلى أبعد من حدود الخيانة".
وعند سؤاله ماذا تعنى لك غزة قال "غزة عزيزة على قلوبنا ككل فلسطين، لم نتعلم ان نميز أي مدينة عن أخرى، نحبها كلها بأهلها الصامدين و الأحرار".
وعن انتقاده للفصائل في رسوماته الكاريكاتيرية تساءل عباس، هل الفصائل فوق الشعب لتسلم من النقد..؟، وقال "وضع الفصائل سياسياً الآن لا يرضي أحداً، و يصل لحد المأساة، هكذا ببساطة و دون أي مواربة، هم بحاجة لعمل جدي للتوحيد و ليس للتفريق و لصالح الشعب و ليس لصالح الشخصيات، و من يدعمها".
ويكمل الحديث عن رسوماته وشخصيته الفنية والمهمة في تجسيد صورة الواقع الفلسطيني قائلاً "لست في وضع تهتم فيه الناس أو وسائل الاعلام بحياتي الخاصة، أولئك نجوم التلفزيون و السينما و المطربين، أصحاب الفرص الأكبر في الانتشار، وما أهتم به هو عملي و قضيتي التي أبذل أيامي لأجلها".
وختم الفنان الفلسطيني قوله "أحب كل رسومي، ولكل منها خصوصية و ذكرى، قد تكون رسمة الجندي و الوردة، أو التفاحة و السماء، ربما من أكثر الرسوم التي أحبها".
يذكر ان الفنان الفلسطيني هاني عباس فر من مخيم اليرموك كما الآلاف من اللاجئين بعد المعارك الطاحنة التي طالته في ظل الصراع الدائر في سوريا منذ اكثر من ثلاث سنوات.
تقرير وحوار/ يوسف حماد