نظمت المكتبة العلمية بالتعاون واستضافة معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى الحفل الثاني لإشهار كتاب “مشاهدات من فلسطين: رحلة أمل” في رام الله أمس للكاتبة الفلسطينية والناشطة الاجتماعية سامية ناصر خوري، وبحضور كبير وشخصيات سياسية واعتبارية واجتماعية مهمة من رام الله، كما وضم الحفل عددا من الأصدقاء والمثقفين الذين اكتظت بهم القاعة، وأدارت النقاش سيدر دعيبس وهي صديقة خوري وناشطة اجتماعية بارزة.
وعرفت دعيبس بالكاتبة وأشادت بكتابها الذي قدم صورة جميلة بكل ما تمثله الحياة الفلسطينية، حيث رأت دعيبس أن التفاصيل التي وقفت عليها خوري تشبه إلى حد كبير حياتها، وتمثل ايضا حياة أشخاص آخرين من الفلسطينيين. وتركت دعيبس لخوري أن تقدم كتابها بطريقتها التي تميزت بجذب الحاضرين إلى كل ما قالته.
وتحدثت خوري عن السبب الذي دفعها لكتابة الكتاب في بداية حديثها، حيث وجدت أنها بعد أن دونت الكثير من القصص التي مرت بها أن من الضروري أن تصل هذه القصص إلى العالم بشكل أو بآخر، وبتشجيع من أصدقائها الذين كانوا مطلعين على هذه القصص، جمعت ما بينها وولفتها لتصبح الكتاب الذي تقدمه اليوم بشكل خاص. وحول كونه باللغة الإنجليزية، قالت خوري إنه في الوقت الحالي مقدم إلى العالم خارج فلسطين ليدركوا حجم المعاناة التي مر بها الشعب الفلسطيني.
ويذكر أن الكتاب مقسم إلى فصول تحدث كل فصل فيها عن جانب مختلف في حياة الفلسطينيين، حيث تطرقت خوري في بعض الأماكن إلى قصصها الخاصة، فيما جاءت في فصول أخرى على بعض التفاصيل السياسية التي أحاطت بفلسطين في وقتها، وكانت أغلبها محطات عبرت فيها خوري عما فعله الاحتلال الاسرائيلي بالفلسطينيين، والذي أثر بشكل أو بآخر في كل فلسطيني، ولم يترك عائلة أو فردا دون أن يكون له قصة أو حالة عاشها الشعب الفلسطيني، وأضافت خوري “أنا أكتب لأخرج ما بداخلي وأدخله إلى الآخرين”.
وتذكرت خوري اللحظات الأولى التي شهدت فيها الاحتلال الاسرائيلي عام ١٩٦٧، إذ كانت متوجهة إلى الجليل مع لحضور حفل زفاف قريبتها، وفي اليوم التالي انقلب كل شيء ليتحول الفرح إلى أحزان، إذ تمكن الجيش الاسرائيلي من دخول الضفة الغربية والسيطرة عليها في غضون أيام، وتغيرت حياتهم منذ ذلك الوقت وحتى وقتنا هذا، حيث لا يمر يوم دون أن يعترضهم حاجز أو تواجههم مجموعة جنود إسرائيليين. وترى خوري أنها آفضل حظا من آخرين عانوا بشكل مضاعف، رغم أن ابنها تعرض للاعتقال وفقدت أحد أقاربها في عملية اغتيال.
وفي النهاية قبل الشروع في توقيع نسخ من الكتاب الذي توفره المكتبة العلمية، ذكرت خوري موضوع فصل آخر تحدثت فيه عن الموسيقى وأثرها الجميل على حياتها، وكيف تمكنت من تخطي الكثير من الألم والمعاناة لأن الموسيقى كانت معها. ورغم انتقادات البعض لها لأنها تحدثت عن هذا الجانب دون سواه، قالت خوري إن الثقافة هي روح المقدسي، ولولا هذه المراكز الثقافية من كتب وموسيقى وأدب وفن، لما تمكن المقدسي من الاستمرار في العيش، ولا تمكن من عكس حياته للآخرين على أنها حياة طبيعية لإنسان مثله مثل الآخرين على وجه الكرة الأرضية.