تعكف مجموعة "ستاند وذ أس" [وتعني قِف معنا]، وهي مجموعة ضغط إسرائيلية يمينية على تجميع معلومات عن العشرات من الأشخاص المدافعين عن حقوق الفلسطينيين على موقع إلكتروني خصّصته بأكمله لهذا الغرض، مع أن هذا الموقع يتضمن معلومات عن شخصيات معادية للسامية مثل "كيفن مكدونالد".
وكانت المجموعة قد عمّمت ملفا عن علي أبو نعمة، على سبيل المثال، وهو أحد مناصري حقوق الفلسطينيين ومشارك في تأسيس موقع الانتفاضة الإلكترونية، وذلك قبل يوم من القائه لخطاب حول فلسطين في بورت توانسند بواشنطن في 2010.
وقد حمل الملف بين طيّاته خطة تبيّن ما يتعيّن على النشطاء المحليين [المناصرين لإسرائيل] اتّباعه عندما يوجهون الأسئلة لأبو نعمة. ومما جاء في الملف على سبيل المثال "عندما يأتي علي أبو نعمة لحرم جامعتكم، تهيّأوا للقاء مناصر للمواقف الفلسطينية المتطرفة."
ويكمن الهدف من إنشاء الموقع الإلكتروني (stand4facts.org) في مساعدة "مناصري إسرائيل على الردّ على المتحدثين المناهضين لإسرائيل الذين يتوجهون إلى الجامعات" [للتعريف بالقضية الفلسطينية] ومجابهتهم.
ويُعلن الموقع الإلكتروني أنه ما كان ممكنا إنشاؤه لولا "الدعم المالي السخي الذي قدمته مؤسسة نيوتن دي، وراتشيل بكر بالشراكة مع مؤسسة الجالية اليهودية في لوس أنجلس".
وتندرج ذخيرة المعلومات التي جمّعتها مجموعة "ستاند وذ أس" عن المتحدثين والمجموعات المناصرة لحقوق الفلسطينيين ضمن الجهود التي تبذلها لتحسين صورة إسرائيل في الجامعات [الأجنبية]، وتنفق المجموعة نصف أموالها في سبيل تحقيق ذلك.
وعندما تستعرض الموقع الإلكتروني، تكتشف بأن المجموعة تصف منظمة كسر الصمت التي توثّق انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان بكونها منظمة "هامشية تناصر قضية منظمات متطرّفة تعارض وجود إسرائيل"، فيما تصف المجموعة منظمة عدالة الحقوقية بأنها تتبنّى "أجندة بعيدة المدى ترمي لنزع شرعية الدولة اليهودية وتشويه سمعتها"، فيما تصف منظمة رصد حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش" بأنها "مجموعة ضغط مناهضة لإسرائيل."
وتخصّص المجموعة على موقعها موادا أكبر بكثير للنيْل من نشطاء أفراد متضامنين مع الفلسطينيين. وقد جمّع الموقع في المجمل موادا عن 101 متحدث يزور على نحو متكرر الجامعات.
ويعرض الموقع لمحة عامة عن كل متحدث "مناصر لحقوق الفلسطينيين"، تتضمن معلومات عن سيرة حياته، واقتباسات من أقواله التي انتقد فيها إسرائيل متبوعة بتعلقات المنضمّين إلى النقاش، وأسئلة ليتم طرحها عليها وغير ذلك.
ويصف الموقع في ذخيرة معلوماته التي جمّعها عن نورا عريقات، وهي محامية فلسطينية أمريكية مناصرة لحقوق الإنسان، بأنها محامية "أمريكية فلسطينية شابة وجذابة تثير مشاعر عدائية تخفي هجماتها ضد إسرائيل ودفاعها عن الفلسطينيين في لغة حقوق الإنسان نسائية التالية لمرحلة الحداثة التي تستخدمها".
ومن ضمن الأسئلة التي يقترح الموقع على النشطاء المناصرين لإسرائيل أن يطرحوها على نوارا ما يلي: "يتعيّن عليك، بصفتك محامية أن تدركي جيدا الفرق بين جنوب أفريقيا التي قوانينها تؤسّس للنظام العنصري وإسرائيل التي تسعى قوانينها لضمان المساواة في الحقوق الإنسانية والمدنية لكافة مواطنيها. فهل تخدعين الجمهور الذي تتحثين إليه عن قصد عندما تدّعين بأن إسرائيل نظام فصل عنصري؟ وهل تدركين حقا الاختلاف بينهما؟ لكي ننعم بالسلام، يتعيّن على "الفلسطينيين والإسرائيليين" أن يفهم كل منهما ويحترم رواية وتاريخ الآخر، فما هي الجوانب من تاريخ إسرائيل ووضعها التي ترينها -ويراها الفلسطينيون- بأنها مقنعة وشرعية؟"
ويصف الموقع والدا الناشطة الأمريكية راشيل كوري، وهما "كريغ وسيندي كوري"، بأنهما "يسافران إلى دوائر مناهضة لإسرائيل."
ومن بين المتحدثين الآخرين الذين يتعرّض لهم الموقع لمناصرتهم لحقوق الفلسطينيين أسعد أبو خليل، وآنا بالتزر، وداليت بويم، وفيليس بينيس، ونورمان فنكلشتاين، وناديا حجاب.
وعلاوة على المعلومات التي يقدّمها الموقع للمتحدثين ومجموعات النشطاء المناصرين لإسرائيل في الجامعات الإجنبية، فإنه يقدّم لهم أكاذيب وتحريفات عن إسرائيل وعما يستطيعون أن يتصدون له. فالمجموعة على سبيل المثال لا ترى بأن مذبحة دير ياسين كانت مجزرة، بل "معركة عسكرية بين العرب واليهود سقط فيها لسوء الحظ ضحايا مدنيون"، وترى أيضا بأن أسرائيل لم تكن تتسبّب بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، بل تزعم "أن الصهاينة طلبوا من الفلسطينيين مرات كثيرة ألا يفروا من المناطق التي أمنّوها، وأنهم شجعوهم على البقاء في بيوتهم ومجتمعاتهم." وفيما يتعلّق بالحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة عام 2008، تزعم المجموعة على موقعها بأن "الجيش الأسرائيلي بالكاد قتل مدنيين فلسطينيين في عملية "الرصاص المصبوب"، حيث أن ما يتراوح بين 75-85٪ من الضحايا كانوا نشطاء إرهابيين وفقا لجيش الاحتلال الإسرئيلي والأمم المتحدة ومصادر أخرى."