في يوم الخميس بتاريخ 13/2/2014 وفي تمام الساعة الثانية والنصف عصراً ، توجه الشهيد ابراهيم منصور إلى المنطقة الحدودية (منطقة ملكة ) شرق غزة وعلى بعد (500-600 م) تقريباً لممارسة عمله اليومي في جمع الحصى وبرفقة العامل / رفيق الهركلي حيت تفاجأ الشهيد وزميله بإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي المتمركزة في المكان ومن قناص محترف عليهما ودون تحذير ، وأصيب ابراهيم برصاصة حية في الرأس مباشرة وأصيب زميله برصاصة في أسفل القدم اليسرى وبقي الشهيد ينزف حوالي ساعة ونصف حسب إفادة شهود المنطقة ومنع الاحتلال سيارات الإسعاف من الاقتراب من المكان ونقل المصابين وبعدها خاطرت سيارة مدنية وانتشلت المصابين وتوجهت بهما لمستشفى الشفاء بغزة. وأُدخل المواطن منصور قسم العناية المكثفة في المستشفى وبعد حوالي نصف ساعة أٌعلن عن استشهاده.
التحق الشهيد بقافلة شهداء الحركة العمالية الذين قضوا من أجل لقمة العيش وشيع في موكب جنائزي مهيب وتبناه فصيل معين ونصب له بيت عزاء كبير وجاء المعزون من كل مكان وعلى رأسهم أصحاب الجاه والسلطان لكي يعزوا الأسرة بمصابها الجلل وانقضت أيام العزاء الثلاثة ومضى عشرون يوما وأسرة الشهيد المكونة من سبعة أفراد وهم شيماء ( إبنة ) 12 عام . و رأفت ( إبن ) 11 عام . ونسرين ( إبنة ) 10 أعوام . وشهد ( إبنة ) 8 أعوام. ونور ( إبنة ) 5 أعوام . ومحمد إ ( إبن ) 3 أعوام وآدم إبراهيم منصور ( إبن ) عام ونصف بالإضافة إلى زوجته ووالده والذي تبين أنه يعاني من صعوبة في الكلام بسبب تعرضه لعدة جلطات على انتظار وعلى أحر من الجمر من يدق عليها الباب لكي يقدم لأطفالها المساعدة ويمسح على رؤوسهم كما قال "رسولنا الكريم خاصة وأنهم أيتام ولكن بدون جدوى".
مركز الديمقراطية وحقوق العاملين بغزة ومن خلال الباحثين عبد الرازق حرارة منسق المركز في محافظة غزة والمحامي على الجرجاوي المستشار القانوني للمركز زارا الأسرة في حي الشجاعية – التركمان منطقة القبة – متفرع من شارع المنصورة شرق غزة وأجريا تقريرا عن وضع هذه الأسرة.
وحسب إفادة أسرة الشهيد عن وضعها الاقتصادي قالت "وضعنا اليوم صعب جداً بعد المعيل ومصدر الرزق الوحيد لها وأطفال أسرة الشهيد في كنف جدهم المريض البالغ من العمر (74 عاما حسب إفادته ) وهو مريض بالضغط المزمن الحاد وتعرض لعدة جلطات دماغية ، بالاضافة الى عمهم المتعطل عن العمل والذي بحاجة الى مساعدة .
وبمحاولة الحديث مع أطفال الشهيد وخاصة البنات الثلاثة رفضن الحديث أو الكلام عن ابسط حياتهن وأخذن في البكاء عندما تم ذكر إسم والدهن وهو ما يدل على الوضع النفسي الصعب الذي يمرون به لدرجة أنهن سألن عمهن متى سيعود والدهن للمنزل .
وعند سؤال أخ الشهيد ، هل زاركم أحد من مؤسسات حقوقية أو نقابات عمالية ؟ أجاب "أن من زارهم فقط هي مؤسسة بيت سيلم والصليب الأحمر فقط ، ومركز الديمقراطية وحقوق العاملين ."والذي موضحا بأن أخيه كان يعمل في منطة ايرز ( المنطقة الصناعية ) عامل حدادة وبعد إغلاق المنطقة الصناعية توجه للعمل كسائق على سيارة يملكها شخص اخر وباجرة لا تتعدى (20-30 شيكل ) يومياً ، وبانه بعد انقطاع السولار المصري واغلاق الانفاق ، ترك العمل كسائق واتجه للعمل في جمع الحصى من المناطق الحدودية الخطرة لتوفير قوت اطفاله وان هذا العمل (جمع الحصى ) كان منذ شهرين فقط قبل استشهاده وان قيمة هذا العمل لا تتعدى (50 شيكل يومياً ) رغم المخاطرة التي يتعرض لها .
وبمتابعة الوضع الاجتماعي للشهيد تبين لباحتي مركز الديمقراطية وحقوق العاملين والذي يهتم بهذه القضايا بأن الشهيد لديه أخوين ( أحمد و باسم ) وهما عاملين ومتزوجين ولديهما أسر ومتعطلين عن العمل وتعيش الأسرة في غرفتين ، تبين بالمعاينة بأنهما ملك للعائلة وانه يسكن بها حوالي (30 فرداً ) معظمهم من الأطفال .ويضيف شقيق الشهيد بأن الشهيد وأولاده مخصص لهم غرفتين من ( الكرميد ) وان منافع المنزل مشتركة لكل من يعيش في المنزل ، وأن الشهيد لا يوجد له اية املاك ولا يتلقى أية مساعدات من أية جهة سوى كوبونة عينية من برنامج (CHF) ، كما ان المنطقة التي يسكن بها الشهيد هي منطقة ريفية وزراعية وحدودية معرضة للإجتياح والقصف على مدار الساعة .
ويعاني بعضا من أطفال الشهيد منصور من أمراض مختلفة وبحاجة لعلاجات باهضة الثمن فلقد تبين للباحتين أن الطفلة / شيماء (12 عاما) تعاني من خلع في الكتف الايمن نتيجة الولادة ، وتجد صعوبة في الكتابة كما أنها تعاني من مشاكل في العيون ( حول ) وبحاجة الى علاجات يومية وعمليات خارج قطاع غزة ولكن الوضع الاقتصادي لاسرة الشهيد تمنعها من توفير تكاليف هذه العمليات . وأن الطفلة / نسرين (10 سنوات ) و الطفلة /نور (5 سنوات) تعانيان ايضا من مشكلة العيون التي تعاني منها البنت الاكبر للشهيد (شيماء ) وهن بحاجة ايضا لعلاجات وإجراء عمليات مستقبلا ولديهن تقارير طبية رسمية بهذا الخصوص.
أسرة الشهيد وبعد أن فقدت معيلها تستصرخ كل الضمائر الحية وأهل الخير والرئيس أبو مازن ورئيسي الحكومة برام الله وغزة والدكتور كمال الشرافي وزير الشؤون الاجتماعية والدكتور محمد عياش ورجال اعمال والمغتربين بأن ينظروا بعين العطف والرحمة والشفقة لها وتبنيها وتقديم المساعدة المستمرة لها والعمل على تحسين ظروف أطفالها وتوفير الحد الأدنى لهم من مقومات الحياة الكريمة عن طريق تقديم المساعدات لها من ملبس أو مأكل أو بيت صغير يؤويهم بعد فقدان أبيهم ، وتقديم يد العون لمساعدة البنات في تلقي العلاج أو إجراء عمليات جراحية داخل أو خارج قطاع غزة .
تقرير/ عبدالهادي مسلم