مفاوضات شرم الشيخ تتواصل لليوم الثالث: تفاؤل حذر ووصول وفود رفيعة لبحث خطة وقف الحرب وتبادل الأسرى

كوشنير.webp

تتواصل في شرم الشيخ، لليوم الثاني على التوالي، مفاوضات بين وفود من إسرائيل وحركة حماس، وبمشاركة وسطاء من مصر وقطر وتركيا، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات حول تطبيق خطة أميركية لوقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى. وأفادت مصادر متعددة بأن المحادثات شهدت زخماً مع انضمام مسؤولين رفيعي المستوى، وسط تفاؤل حذر بإمكان تحقيق اختراق، مقابل استمرار فجوات في ملفات أساسية.

مطالب حماس وضمانات الانسحاب

ذكرت مصادر لـ“التلفزيون العربي” أن حماس طلبت ضمانات واضحة لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق بعد انتهاء المرحلة الأولى، وتمسكت بأن تقدّم إسرائيل جدولاً زمنياً محدداً للانسحاب الكامل من قطاع غزة. وأشارت مصادر أخرى إلى أن الحركة شددت على أن إطلاق الأسرى والانسحاب يجب أن يسيرا في مسار واحد غير قابل للتجزئة، مع المطالبة بإضافة لفظ “الكامل” إلى نصوص الانسحاب، وفتح جميع المعابر وإدخال المساعدات بإشراف أممي، ورفض أي وجود عسكري إسرائيلي في مناطق مثل محور فيلادلفيا وتلة الشجاعية.

الموقف الإسرائيلي ومسار البحث

قال مسؤول إسرائيلي رفيع إن الاتصالات “لم تُختتم بعد اليوم”، وإن المفاوضات ستستمر خلال الساعات المقبلة، فيما نقلت قنوات إسرائيلية أن جلسات اليوم الثاني تركّزت على دراسة خرائط الانسحاب خلال المرحلة الأولى. ووفق تقارير إعلامية، يسود تفاؤل مشوب بالحذر بإمكان التوصل إلى تفاهمات، في ظل استمرار خلافات جوهرية بشأن الضمانات ومسارات التنفيذ.

دور واشنطن وتحركات الوسطاء

ذكرت تقارير أميركية أن الرئيس دونالد ترامب عقد اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي لبحث تقدم المفاوضات، وأن مبعوثين أميركيين في طريقهم إلى شرم الشيخ لدفع المحادثات. وأكدت الدوحة مشاركة رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الاجتماعات، فيما ينضم عن الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وعن تركيا رئيس الاستخبارات إبراهيم قالن، في خطوة تهدف إلى تسريع وتيرة المباحثات.

القاهرة: اجتماعات مستمرة ومسار أممي محتمل

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن المباحثات متواصلة في شرم الشيخ بمشاركة إقليمية، مشيراً إلى أن الوفد الأميركي سينضم رسمياً إلى الاجتماعات. وتعمل غرفة عمليات مصرية بالتنسيق مع قطر على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق، مع تزايد انخراط الوفود الفنية والسياسية.

ملف الأسرى وقوائم الإفراج

أفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل تتحفّظ على بعض الأسماء المطروحة للإفراج، فيما تشمل قوائم حماس شخصيات فلسطينية بارزة. وتركّز المناقشات الحالية—وفق المصادر—على جداول وتيرة التبادل وخرائط الانسحاب، مع بقاء الضمانات محور الخلاف الأبرز.

الصورة العامة: ديناميكية إيجابية بلا اتفاق وشيك

رغم المؤشرات الإيجابية، أكدت مصادر إسرائيلية أن الفجوات ما زالت كبيرة، وأنه “لا يمكن الحديث حتى الآن عن اتفاق وشيك”. وتحدثت تقارير عن أن فشل إحراز تقدم خلال وقت قصير قد يدفع واشنطن لطرح مقترح تسوية نهائي. ولم يتسنَّ التحقق بشكل مستقل من تفاصيل ما يدور في الجلسات المغلقة.

المفاوضات تمضي في مسار متسارع مع دخول لاعبين رفيعي المستوى، ويتركز التقدم المحتمل على ترتيبات المرحلة الأولى (وقف النار/تبادل الأسرى/خرائط الانسحاب). لكن حسم الملفات الحساسة—وخاصة الضمانات والوقت المحدد للانسحاب الكامل—يبقى شرطاً لازماً لأي اتفاق نهائي.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة