يصعب اعلان الفشل.. المفاوضات تتجه نحو توقيع اتفاق الاطار وتمديدها

اجمع محللان سياسيان على ان المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وصلت الى نقطة مفصليه وهامة ، وان لقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما كلأ من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن ) في 17 مارس الجاري ، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم ، سيترتب عليه الحدود النهائية لاتفاق الاطار والحل المرجح الموافقة عليه وتمديد المفاوضات .

ويقول المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني هاني حبيب ، ان " المفاوضات وصلت الى نفطة بالغة الصعوبة استنادا لما اشار اليه الرئيس الامريكي باراك اوباما قبيل لقاءه بنيامين نتنياهو ، بقوله ان "على الجانب الاسرائيلي ان يقبل بدولة فلسطينية مع تراجعات اسرائيلية تفتح المجال امام نجاح المفاوضات ."

ويضيف حبيب ، " المرحلة الحالية من المفاوضات يتم فيها رسم حدود اتفاق الاطار الذي (ستفرضه) الولايات المتحدة الامريكية على الطرفين (الفلسطيني والاسرائيلي ) ، مع ابداء كلا منهما ملاحظته دون ان يعلنها على الملأ ، والذهاب الى تمديد المفاوضات ولو لنهاية العام الحالي .

ويشير حبيب في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء " ، الى ان الطرف الاسرائيلي يعلم يقيناً ان اتفاق الاطار ، لمصلحته بشكل عام وعليه ان يوافق على هذا الامر ،و يعلم ان الجانب الفلسطيني سوف يرفض هذا الاتفاق الذي لا يلبي الحقوق الدنيوية للفلسطينيين وعليه سيتم تحميلهم مسؤولية فشل العملية التفاوضية .

ويقول " لقاء القمة الامريكية يبدأ مع لقاء اوباما في نتنياهو ، وسيلتقي الرئيس الفلسطيني ابو مازن اوباما في 17 مارس الجاري ، وحتى ان يأتي هذا اللقاء سوف يتم تحديد بالضبط الى اين تتجه الامور نحو الموافقة على اتفاق الاطار وتمديد المفاوضات او فشل العملية التفاوضية ."

لكن حبيب ، يؤكد ان الإدارة الامريكية معنية في نجاح المفاوضات والخروج ولو باتفاق محدود ، حتى تعوض تراجعاتها في العديد من الملفات بالمنطقة ، وهي تضغط على الجانب الفلسطيني كونه الطرف الاضعف الذي لا يملك خيارات واسعة بينما الطرف الاسرائيلي يمارس سياساته على الارض دون ان تلحق به خسائر كبيرة .

وينوه الى ان اتفاق الاطار في كل الاحوال لا يلبي المصلحة الفلسطينية في ظل الظروف والوضع الراهن بالمنطقة وميزان القوى المائل بشكل حاد لصالح اسرائيل ، والسلطة الفلسطينية تعلم ان توقيع اتفاق في الوقت الراهن لن يكون من مصلحة الفلسطينيين .

بدوره اعتبر المحلل السياسي اكرم عطا الله ، ان مسار المفاوضات يتجه نحو ما تريده الولايات المتحدة الامريكية وهناك مؤشرات على انها لن تفشل في هذه العملية التي بدأت بها ومارست خلالها حضور عالي وضغوط من خلال وزير خارجيتها جون كيري وانها هي الطرف المقرر في هذه العملية .

ورأي عطا الله ، في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء " ان اجتماع الرئيس الامريكي باراك اوباما مع نتنياهو واللقاء المنوي عقده مع الرئيس الفلسطيني، يفيد ان الثقل الامريكي على انجاح المفاوضات بدأ يتصاعد ، وان الامور تتجه نحو ما تريد امريكا( ...) ولو ان الامور كانت تتجه نحو فشل المفاوضات لكانت الولايات المتحدة رفعت يدها عن المفاوضات ، فهي لا تضع اوباما في حرج بأن يعلن فشل المفاوضات بعد اجتماعه مع ابو مازن  ونتنياهو .

ويقول عطا الله " المفاوضات لها ثلاث سيناريوهات ، الاول النجاح الكامل لها ، والفشل الكامل لها والاخير هو حل الوسط توقيع اتفاق الاطار لتمديد المفاوضات ، ويتضح من مجريات المفاوضات انها تتجه نحو السيناريو الوسط ومن المستبعد ان تفشل امريكا في هذا الامر وتمارس ضغوط على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لتحقيق ذلك ".

ويتفق عطا الله ، مع حبيب ، في ان اسرائيل ترفع سقف مطالبها وشروطها وتنتقص من السيادة الفلسطينية حتى تدفع الجانب الفلسطيني الى رفض اتفاق الاطار وبتالي تحميله المسؤولية .

وينوه الى ان المفاوضات منذ اكثر من شهرين وهي تدار بطريقة غير مباشر بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني من خلال الوسيط الامريكي ولا يوجد جلسات تفاوضية مباشرة .

ويلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي في واشنطن اليوم الرئيس اوباما حيث سيتمحور الحديث بينهما حول المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية والملف الإيراني.

فيما ذكر أن أوباما سيلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن في وقت لاحق من الشهر الحالي وهو ما يشير إلى تدخل الرئيس الأميركي بشكل مباشر ولأول مرة في جهود السلام التي يبذلها وزير خارجيته جون كيري منذ نحو عام.

ويأمل كيري في التوصل إلى إطار عمل لاتفاق السلام بحلول نهاية نيسان (أبريل) المقبل.

ومن المتوقع أن يضغط أوباما على الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل عقد اتفاق سلام على أساس أنه بعد سبعة أشهر من استئناف الجولة الحالية لمحادثات السلام فقد حان وقت اتخاذ القرارات.

وفي اخر تصريح لأوباما في مقابلة التي اجرها يوم امس ، الصحفي "جفري غولدنبيرغ" ، قال " دون اتفاق سلام لن يكون بوسع الولايات المتحدة الدفاع عن اسرائيل امام المجتمع الدولي، محذّرا تل أبيب بأنها ستواجه مزيداً من العزلة الدولية والخطر الديموغرافي، وانتقد استمرار البناء في المستوطنات " مضيفا " أن كلا من عباس ونتنياهو هما الأقدر على عقد اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين..

وقال أوباما إن ابو مازن " شخص ملتزم بالجهود السلمية والدبلوماسية لتسوية القضية .. ونحن لا نعرف كيف سيكون خليفته". كما أن "بيبي (نتنياهو) رجل قوي بما يكفي لكي يقوم بأي شيء إذا اقتنع أنه في صالح إسرائيل".

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -