الصراع الدولي على أوكرانيا يحتدم لينقل العالم اجمع إلى صراع مستجد ابتدأت ساحته من سوريا وانتقل الصراع إلى عمق الجغرافيا الروسية عبر أوكرانيا ، الصراع الذي تشهده أوكرانيا ضمن محاوله امريكيه لاستعادة هيبتها ومكانتها الدولية ومحاولة استعادة نفوذها بعد أن تيقنت وحلفائها استحالة حسم الصراع على سوريا بفعل ما تتحقق من نجاحات للجيش العربي السوري على الأرض وهزيمة منكره للمجموعات المسلحة في غالبية مناطق الجغرافية السورية ، أزمة أوكرانيا ضمن ورقه حاولت أن تساوم من خلالها أمريكا والغرب روسيا ، قيصر روسيا يتعامل من خلال أزمة أوكرانيا بمواقف استراتجيه تستعيد روسيا بفعلها لهيبتها التي افتقدتها منذ عام 1991 تاريخ انهيار المنظومة الاشتراكية ، روسيا تستعيد هيبتها ووجودها في المنطقة وهي تدرك أن أي تنازل في ألازمه الاوكرانيه والصراع على سوريا نهاية الصعود الروسي ، لن تكون أوكرانيا بعيده عن سوريا ولبنان والمنطقة وهي تكاد تكون حلقه متكاملة ومترابطة وتدرك روسيا ذلك ، وعليه لا يمكن التقليل من شان ما يجري في أوكرانيا لان الأمر لا يتعلق بازمه داخليه تجنح في اتجاه حرب أهليه ويطرح لها حل داخلي يقوم على حكومة جامعه وانتخابات رئاسية وإصلاح دستوري ، للازمه في أوكرانيا تعقيدات وامتدادات دوليه وإقليميه وهي تسير سريعا لتطيح في العلاقات والتفاهمات الروسية مع أمريكا وأوروبا ولن تكون ألازمه السورية والتسوية المعدة لها في إطار جنيف 2 في منأى عن حقيقة الصراع الذي تشهده أوكرانيا ، أزمة أوكرانيا هو انعكاس حقيقي لعمق الصراع الروسي مع أمريكا والغرب لما تمثله أوكرانيا من منطقة جغرافيه فاصله بين الجانبين ، وان ما تشهده أوكرانيا هو صراع بين النفوذ الروسي على أوكرانيا وبين السعي الأمريكي الغربي الصهيوني لوضع حد للنفوذ الروسي والهيمنة على أوكرانيا وإلحاقها بالغرب ضمن محاولة تطويق روسيا ومنع تمددها واستعادتها لوجودها وقوتها عبر استعادة نفوذها الذي افتقدته في تسعينات القرن الماضي ، دعمت أوروبا ما يسمى الثورة البرتقالية عام 2004 بهدف وضع حد لما اعتبرته الهيمنة الروسية على أوكرانيا وتوجيه ضربه قاضيه لأحلام موسكو الامبراطوريه ، لكن الرياح الاوكرانيه التي جرت لم تكن بمستوى أحلام الغرب ، فوز فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من روسيا في الانتخابات التي جرت في 2 فبراير 2010 على فيكتور يوشنيكو زعيم الثورة البرتقالية صدم أحلام الغرب بتحقيق أهدافهم ، وبعد أن قال الأوكرانيون كلمتهم، أدرك الغرب أن سياسة تصادمية مع أوكرانيا قد لا تكون ذات جدوى، فاعتمد سياسة ظاهرها التقارب وباطنها المراوغة، فباركت أميركا نجاح يانوكوفيتش في الانتخابات، ومثل ذلك فعل الاتحاد الأوروبي، وانتهزوا الفرصة الملائمة لإلقاء مشروع «الشراكة الشرقية»، الذي أدى رفضه من جانب الحكومة الأوكرانية بحجة الأمن القومي إلى نشوب احتجاجات عارمة من الأوكرانيين الموالين للاندماج بالغرب. (يضم البرنامج إضافة إلى أوكرانيا ومولدا فيا وجورجيا كلا من أذربيجان وأرمينيا وبيلاروسيا). وتحولت هذه التظاهرات مع مرور الزمن إلى دامية بين فريقين أحدهما يدفع في اتجاه أوروبا واتحادها وهو جانب المعارضة، وآخر في اتجاه روسيا وهي الرئاسة والحكومة والنظام. وتحولت الأمور رويدا إلى ما يشبه الربيع العربي. المعارضة احتلت الميادين، والساحة المسماة بـ «الاستقلال» رافعة شعارات لمحاربة الفساد، والحلم الأوروبي.تعد أوكرانيا إحدى أهم البلدان استراتيجياً في الصراع الدائر بين القوى العظمى حاليا نظرا إلى موقعها الاستراتيجي وغناها بالثروات الباطنية. وهي دولة محورية في منطقة دول البحر الأسود نظرا لموقعها الجغرافي المميز الذي يربط دول الاتحاد الأوروبي بها ولربطها بالبحر الأسود والاتحاد الروسي، وتشكل ممرا إجباريا لحركة التجارة الأوروبية ـ الآسيوية في ترابطها بالاتحاد الروسي. بناء على هذا الموقع الجغرافي أضحت مركز اهتمام كبير لدى الغرب وأميركا. تدرك روسيا أن التحاق أوكرانيا في أوروبا سيعني التزامها بعدد من المواثيق والمعاهدات المشتركة وهذه تتعارض ومصالح روسيا إضافة لإمكانية انضمامها لحلف الأطلسي ما يعني تطويق روسيا عسكريا ، وتهديد روسيا بمنظومة الصواريخ ، تمثل أوكرانيا أهمية محوريه لتوسع الاتحاد الأوروبي شرقا على حساب روسيا ، بعد أن أصبحت بولندا عضوا في الاتحاد وأصبحت رومانيا وبلغاريا مؤهلتين للعضوية فيه ، كما أن أوكرانيا تمثل محورا مهما للولايات المتحدة في صراعها لتحجيم الدور الروسي ، وسط كل تلك التساؤلات والتكهنات يثار التساؤل حول مدى انعكاس أزمة أوكرانيا على سوريا باعتبار أن الصراع الروسي الغربي يدور راهنا على جبهتين في الشمال أوكرانيا وفي الجنوب سوريا ، كلتا الدولتين هما ضمن دائرة الاهتمام الروسي وضمن ألاستراتجيه الروسية للعودة للتنافس على الصراع الدولي والإقليمي وإعادة اقتسام النفوذ مع أمريكا والغرب ، أمريكا والغرب ضمن إستراتجيتهما هي فتح جبهتين ضد موسكو كما حصل عام 1980 في بولونيا وأفغانستان ، في بولونيا جرى استنفار قوى دينيه مسيحيه لبراليه مدعومة بنخب كاثوليكيه ويهودية وفي أفغانستان استغلال العامل الإسلامي ، روسيا تدرك عمق الصراع الذي تشهده المنطقة وهي قد تدفع بالصراع ليقود إلى إشعال المنطقة في الشرق الأوسط ضمن محاولة إضعاف النفوذ الغربي الأمريكي ، وهي قد تقدم على تقديم السلاح للجيش العربي السوري وبدعم حزب الله وتدعم مواقف حزب الله في صراعه مع إسرائيل ، وفي نفس الوقت فان حسم الصراع في سوريا لصالح ألدوله السورية هو إضعاف لأمريكا وحلفائها ، أوكرانيا لن تضعف موقف روسيا في سوريا ولن تؤدي لإضعاف الموقف الروسي من ألازمه السورية ، وان حقيقة التفاهمات الامريكيه الروسية بشان ألازمه السورية قد تصبح في مهب الريح خاصة وان المنطقة قد تكون مقدمه على تغيرات في ظل الموقف الروسي المتشدد وفي ظل ألاستراتجيه الروسية المصممة على التغير في موازين القوى الدولية ، إن التهديدات الامريكيه الغربية ضد روسيا لن تثني روسيا عن موقفها وان الغرب يبقى بحاجه للغاز الروسي وان روسيا تدرك أن قوتها في تغير وفي تصاعد وإنها لن تهادن على مناطق الصراع التي تعتبرها جزء من إستراتجيتها وعليه فان موقفها الداعم من سوريا ولبنان قد لا يتغير بل على العكس من ذلك سيقود إلى دعم حلفائها وتزويدهم باسلحه نوعيه تمكنهم من مواجهة المخاطر التي يتعرضون لها وفي هذا إخلال بلعبة التوازن في المنطقة وقد تكون هذه خطوة موسكو في حال استمرار التعنت الأمريكي الغربي من أزمة أوكرانيا التي ستمتد لتنعكس على تأجيج حمى الصراع في منطقة الشرق الأوسط تحريرا في 3/3/2014