الفلسطينيون جميعهم وجهتهم مصر العربية وهم يعتبرون مصر وشعبها السند والظهير للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، وان امن مصر القومي هو من امن فلسطين ، وان الحملات الظالمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل بعض الإعلاميين وأصحاب الأقلام الصفراء وفي هذا الوقت بالذات هي حملات مشبوهة تستهدف النيل من صمود الشعب الفلسطيني وتهدف لتحقيق أهداف أمريكا وإسرائيل للضغوط على الشعب الفلسطيني بهدف تقديم تنازلات لإسرائيل على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية ، وان ما تتعرض له وسوريا والعديد من الدول العربية من تآمر يستهدف عروبتها هو جراء مخطط أمريكي صهيوني بهدف شق الوحدة العربية وأبعادها عن أولوية القضية الفلسطينية ، وان محاولات استغلال الظروف الاستثنائية المصرية واستغلال الأموال والهبات الامريكيه والعربية لشراء ضعاف النفوس لأجل تأليب المصريين على الفلسطينيين ضمن هدف أبعاد مصر عن القضية الفلسطينية وإحداث هوة في المواقف العربية لإبعادها عن القضية الفلسطينية وإشغالها باتهامات جزافية تستهدف الشعب الفلسطيني.
إن قرار محكمة الأمور المستعجلة المصرية هو قرار يمس بمقاومة الشعب الفلسطيني المشروع وهو قرار يمس بالقضية الفلسطينية خاصة وان القرار يضع المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي ويضعها في قفص الاتهام العربي باتهامات تفتقد لدليل مادي ملموس ، لا احد ينكر ارتباط حركة حماس بالإخوان المسلمين ولا احد ينكر علاقة حماس بالتنظيم الدولي بالإخوان المسلمين لكن تبقى حماس حركة مقاومه فلسطينيه ، إن محاولة استغلال الخلافات الفلسطينية وتوظيفها لصالح المخطط الهادف للنيل من القضية الفلسطينية تتطلب من حركة حماس سرعة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة لتفويت ألفرصه على كل الهادفين للاصطياد بالماء العكر وذلك ضمن توحيد الجهود الفلسطينية والتصدي للحملات الظالمة التي يتعرض لها الفلسطينيون ضمن مخطط أمريكي صهيوني يهدف لحرف الأنظار عن القضية الفلسطينية وأولويتها العربية ، إن قرار محكمة الأمور المستعجلة هو ذي خلفيه سياسيه ولن يستند على خلفيه قانونيه ووقائع ملموسة تستند لدليل وإنما هي تستند لمعلومات تنقصها دلائل حسية مثبته حتى وان كان هناك دليل ضد أشخاص بعينهم فليس من حق محكمة الأمور المستعجلة التعرض لاسم المقاومة ووصفها بالإرهاب لان في هذا القرار توصيف يتماشى مع الادعاءات الاسرائيليه والامريكيه وان المحكمة في قرارها تساوقت مع مواقف امريكيه وأوروبيه وإسرائيليه وفي هذا تشويه لصورة الموقف المشرف للقيادة العسكرية المصرية والموقف للشعب المصري ولكافة القوى والأحزاب المصرية المؤيدة والمساندة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، خاصة وان مصر من تتولى ملف المصالحة الفلسطينية وتسعى بجهودها لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
لا يمكن لأي عاقل مصري أو عربي أن يقتنع أن القرار الذي اتخذته محكمة الأمور المستعجلة المصرية باعتبار حركة حماس حركة مقاومه إرهابيه أن يخدم الأمن القومي المصري ، لان مصلحة الأمن القومي المصري هو بحماية المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها وألوانها وان من واجب مصر وحفاظا على أمنها القومي حماية المقاومة الفلسطينية والدفاع عنها وتعزيزها ومساندتها بوجه الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان والتوسع الذي يشكل خطر داهم على امن مصر القومي ،على حركة حماس أن تتأنى في ردة فعلها على قرار محكمة الأمور المستعجلة المصرية ، خاصة وان هناك اليوم في مصر من يحشد الرأي العام المصري مستهدفا بذلك الشعب الفلسطيني ويهدف للوقيعة بين الشعبين المصري والفلسطيني وحرف الأنظار عن أولوية الصراع مع إسرائيل ويعمل لأجل تحجيم الدور المصري والعمل على قوقعة مصر على نفسها وإبعادها عن دورها العربي والإقليمي ، مستغلا في الوقت ذاته مواقف حركة حماس من واقع ما تشهده مصر من تغيرات ، إن ربط حركة حماس بحركة الإخوان المسلمين وبالتنظيم الدولي بحركة الإخوان المسلمين هو ضمن أهداف ترمي لزج الشعب الفلسطيني بمعركة ما يشهده العالم العربي ضمن محاولات الإضرار بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ضمن حمله امريكيه صهيونيه وعربيه لخدمة أهداف وتطلعات إسرائيل بهدف الاساءه للشعب الفلسطيني والاساءه للمقاومة الفلسطينية وللحق المشروع للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ، إن قرار محكمة الأمور المستعجلة المصرية بما يحمله من مخاطر يتهدد امن مصر القومي.
القرار لا يعبر عن موقف سياسي رسمي من قبل القيادة المصرية التي تدرك خطورة وانعكاس القرار على مصر نفسها ، إن دقة المرحلة وخطورتها وما تتركه من انعكاسات تتطلب من قيادة حماس التعامل بحذر مع قرار محكمة الأمور المستعجلة وان في هذا القرار وحيثياته وتبعاته محاولة استدراج لحركة حماس وفصائل المقاومة لمعركة ضد قرار محكمة الأمور المستعجله بما تتضمنه من محاولات لتعميق الوقيعة بين الشعبين المصري والفلسطيني واعتبار تلك المعركتين ضمن الحملات الاعلاميه التي يرغب البعض من المصريين بتأجيجها وهو ضمن محاولات الابتزاز من قبل متصدري الحملة في مصر الذين يستهدفون القضية الفلسطينية والمس بقدسيتها وبالشعب الفلسطيني ، إن هؤلاء الكتاب وهم ينبرون للدفاع عن إسرائيل وان مصر تحملت الكثير تجاه القضية الفلسطينية هم مأجورون ، لان هناك من يدرك أن القضية الفلسطينية هي عمق استراتيجي لحماية الأمن القومي المصري ، وان الخطر الحقيقي التي تتعرض له مصر وأمنها القومي هو مخططات التوسع الإسرائيلي والسعي الإسرائيلي للهيمنة على القرار والموقف المصري ، وان غزو مصر اقتصاديا وثقافيا وتدمير مقومات الاقتصاد المصري هو ضمن المخططات الاسرائيليه الامريكيه ، وان محاولات البعض لإدخال القضية الفلسطينية في متاهات المحاكم لتصنيف الشعب الفلسطيني ووصمه ووصفه بالإرهاب أمر مرفوض من قبل غالبية الشرفاء من الوطنيين المصريين ومرفوض من قبل كافة فئات الشعب الفلسطيني ، وان امن وسيادة مصر هي من امن فلسطين.
وان كان هناك من يخرق امن مصر وسيادتها ليعاقب هو شخصيا بجراء فعلته وعلى القضاء المصري الذي نعتز بعروبته ووطنيته أن يكون حريصا حرصه على امن مصر تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته وان لا يزج في مشروعية مقاومة الشعب الفلسطيني في متاهات ما يهدف البعض من المصريين المعروفين بتوجهاتهم وانتماءاتهم غير المصرية ويهدفون من وراء ذلك لتحقيق أهداف إسرائيل لشق الوحدة التاريخية والعلاقة المصيرية التي تربط المصريين بالفلسطينيين ، وعلى حركة حماس أن لا تنجر إلى فخ هؤلاء وان توقف جميع حملاتها الاعلاميه وردود فعلها الغاضبة خاصة وان ذلك يتعلق بمصير القضية الفلسطينية ولن يكون مقتصرا أو مرتبطا بحركة حماس لان هذا ما يهدف لتحقيقه أولئك الذين يحملون لواء محاربة الفلسطينيين ويهدفون لتحقيق امن إسرائيل وأهدافهم ونواياهم لم تعد بخافية على احد ، إن على قيادة حركة حماس أن تدرك خطورة المرحلة وما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر وان تشرع فورا على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وهذا هو الرد الحقيقي على كل أولئك الذين يحاولون تشويه ونصاعة وأحقية ومشروعية المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.