"الرد يجب ان يكون بصواريخ الآر. بي. جي فقط"، استفزني شاب فلسطيني امام منزلي عائلة وشحة في بير زيت بعد تدميرهما من قبل قوات الوحدات الخاصة والناحل يوم الخميس الماضي. وقد استفزني لأن هذا الشاب الذي اعرفه منذ طفولته، يعرف موقفي بشأن طقوس السلاح وتمجيدها في الجانبين. وهذا الشعار تردد خلال جنازة معتز وشحة الذي قتلته وحدة النخبة في شرطة اسرائيل من نقطة الصفر، دون أي قتال. "
هذا ما تكتبه عميره هس، في مقالة نشرتها في "هآرتس" العبرية وناقشت فيها الفارق بين استخدام الكفاح المسلح والنضال الشعبي ضد الاحتلال، مضيفة ان رفع شعار "الآر. بي .جي" ، لا يعبر فقط عن التوق الى الرد الملائم، وانما عن الاستهتار بالنضال غير المسلح. ولكن هذا ليس الصوت الوحيد. فقد وصلت الى خيمة العزاء في بير زيت، يوم الجمعة، حافلة محملة بالنشطاء الذين شاركوا في النضال الشعبي غير المسلح ضد الجدار الفاصل في بلعين. فمعتز شارك شخصيا في عدد من التظاهرات في النبي صالح، حيث قتل الجيش في عام 2011 مصطفى التميمي، وبعد سنة قتل رشدي التميمي.
وتضيف الكاتبة انه في ظل التصعيد الاسرائيلي للعنف، الذي لا يريد الإسرائيليون السماع عنه، سيكون هناك دائما الشباب الفلسطيني الذين سيجذبهم خيار الـ" آر.بي.جي" التي عفا عليها الزمن وغير الفعالة. وهذا ليس فقط لدى الشباب. فقد قال عامل بناء (50 عاما)، يعمل في حي جديد في مستوطنة "ايخوت حاييم": "ماذا يمكنني أن أفعل؟ لوكنا نستطيع لكنا قد فجرناهم جميعا، ولكن لا بد لي من اعالة أولادي؟".
وتضيف هس: عندما تغذي اسرائيل بلا توقف الشعور بالعجز والتوق الطبيعي الى الانتقام، تبرز المبادرة الفلسطينية للتحدي من خلال التظاهرات وتفكيك الحواجز، واسقاط الواح الاسمنت في الجدار، والمعسكرات القروية في المنطقة "سي" وطواقم التفكير التي تعمل خارج الاطار المؤسساتي. ورغم ان العمل الشعبي يعرض المشاركين فيه الى خطر التنكيل والاصابة والاعتقال والموت على ايدي الجنود الاسرائيليين، فانهم لا يبحثون عن الاكتفاء الفوري بمحاولات الانتقام بالسلاح او تخيله". ونجاح حركة المقاطعة BDS وما تسببه من غضب للاعلام الاسرائيلي، يعتبر ذخيرة في ايدي من يريد الاقناع بأن استخدام السلاح غير ناجع، وانه اللعبة التي تمتاز فيها اسرائيل، والتي يمكنها ان تقود الى نقطة وحشية لا عودة منها. ومع قدوم البشائر السيئة بشأن ما سيحمله اتفاق الاطار الامريكي، تهدف المبادرات الشعبية الفلسطينية الى توفير الوقت الذي سيتم خلاله حدوث تغيير في السياسة الداخلية الفلسطينية، تحتم على القيادة الاصغاء الى شعبها والتعلم منه.