اشتاق الياسر حيّا روائح تراب الارض وتمرغ الجسد بين حباته فشاء القدر للجسد ان يغوص مختارا او حتى جبرا في اعماقه يتنعم بروائح نسيم وعبق رياح الجنة نعيما وارتاح الجسد عناء الحط والترحال وصراع الأجيال وحقد ذوي القربى وغيرة الأهل وحقد الغرباء عناوين تناثرت بين الحلا معانيها تغنغلت بين اعماق بواطن الأرض بحور من الشعر تعمقت مع الروح في الوجدان مناكبها سيدي الختيار تاهت بين الضلوع مكامن الفرح تلاعبت مشاعره ورقصت صواريها فانعمت عليك الروح بطياف خيال مراحل من العمر تعمقت وتغيرت بين الوفا تواليها …
تسرب الدم بين العروق بين خوابي الجسد استكانت الروح كمنت في القلوب كلماتها بصوت حزين جميل شدا كلمات ختاميّة سكنت الجسد مع الروح في الكثير من الاحيانا
سيدي الراحل منا وفينا تغيرت ألوان الحياة وتبعثرت قوافيها كطيف صيفي مع اشراقة شمس يوم حزين كانت معانيها ربما تاهت بين العروق مراحل ألم وربما تنوعت بين ثناياها الكثير من الأحزانا .. سيدي روائح عطرك تنشر بين الضلوع الكثير من الأمل وتجسد في القلب الكثير الكثير من الاحزانا ’ تلاعبت بالروح كالوان طيف على قلب حزين مجروح تعبانا كلمات مبعثرة مرسلة معانيها لعاشق الارض والوطن عاش هائما به كان نشوانا ’ سيدي انت اليوم غريق بين احضان تراب الأرض كطفل خانته عثرات تعدد الأزمانا سيدي انت اليوم في اعماق الارض ساكن هانئ اراد الإثبات وباصرار كيف يمكن ان يبقى في هذا الزمان انسانا ..
سيدي الراحل فينا في مثل هذه الايام كان التوقيع عالميا وعربيا على وثيقة اغتيالك يوم البداية بداية النهاية ولم يكن يعلم هؤلاء ان النهاية عندنا بداية ولم تكن يوما في عقولنا معاني للنهاية فحياتنا جمعها بدايات , مثل هذه الايام تكاتفت الانظمة العربية قبل الغربية وباياد صهيونية لتوقع بالدم قرار تصفية الجسد لتبقى الروح في قلب كل شبل فلسطيني وكل امرؤاة فلسطينية وكل رجل , ايام تقاعست الامة لتصدّر لنا علامات الغمّة وترسل في الاعماق غيمة الحزن القادم لتكتب باقلام معمدة بدماء شهداء الوطن لتوقع على ورقة السواد العربي مشروع اغتيالك سيدي لكي ترحل ..
في مثل هذا اليوم تنكس الاعلام وتصَم الآذان وتحترق الاوطان ويموت في الاعماق شعور الانسان في مثل هذه الايام تناغمت ايادي الغدر الصهيونية والتخاذل العربي مقدمة على انغام موسيقية عسكرية حزينة استعدادا لحصار الزعيم ’ حصار الياسر الراحل الباقي ’ في مثل هذه الايام كان اليقين لدى الياسر ان ملامح بداية النهاية قد لاحت في الأفق وان الرسالة السوداء قد وصلت معانيها وتم التوقيع عربيا ودوليا على شهادة الوفاة قبل الوفاة ليصبح الزعيم الشهيد الحي عقبة امام عتاة الظلم التاريخي ومتصدري المؤامرات...
تعلم الرمز كيف تكون البدايات العظيمة وعلمنا كيف يجب ان تكون النهايات الأكثر عظمة ولكن للغدر علامات وملامح مؤلمة للنفس والقلب والروح وخاصة عندما تكون من أناس كان بينه وبينهم مراحل طويلة من المحبة والاخوة والصداقة وربما النضال ’ جميعها وضعت في حاويات الزبالة وبيعت المبادئ بثمن رخيص لايساوي قطرة دم شبل ’ ذاك الشبل الذي سقط ببندقية صهيونية وتزكية عربية ’ في مثل هذه الأيام تلبدت غيوم الغدر السوداء فوق سماء المقاطعة وانتشر طائر البوم محلقاً حول الزعيم ورفاقه ’ كانت بدايات مراحل مشروع الخيانة والغدر مشروع اغتيال الزعيم الراحل ياسر عرفات وتنعمت زعامات العرب براحة ابدية وتنفست الصعداء واستبشرت برحيل قائد عظيم وعنيد كان يقض مضاجعهم ورافضا للإحتواء ..
لا اريد ان ادخل في تفاصيل عملية الاغتيال فالجميع يعلمها جيدا والجميع عاصرها ويحفظ مراحلها المؤلمة عن ظهر قلب ولكن الحديث اليوم ذو شجون اشتياقا منّا لزعيمنا وحنينا الى ماضي مازال حاضرا في الارواح قبل الأجساد واعلم جيدا ان ابواق البكاء والحزن المصطنع والنفاق المبطن ستفتح على مصراعيها وتقام الاحتفالات والمهرجانات وكأنها عرس جنائزي دات فرحة دفينة خلف تلك الوجوه المصطنعة وهياكل بعض اشباه الرجال ’ رحم الله فقيدنا الحي فينا ورحم الله شهداءنا وضمد جراح جرحانا ندعوا الله الفرج لأسرانا والدعاء لوحدة فتحنا والتمنيات بعودة الانتماء الحقيقي الى فلسطين ولاشيئ غير فلسطين فهي الأم الحاضنة والهدف المفقود والمنشود ..
انهض سيدي واستنهض كل مجارحك
واصرخ من الأعماق واصدح
حياتنا ليست ملكا لاحد
علموا ابناءكم القيادة العرفاتية
واصنعوا لهم مجدا باياد فتحاوية
كما فعلها القائد فينا
وصنع منا ولنا تاريخا من نور ونار
,, ليصل بنا الى مشارف قدسنا العربية
,,اكملوا من بعده المشوار واحموا الديار
وثوروا كما ثار الثوار
****
اشتاقت الكوفية اعتلاء الرؤوس
واشتاقت الراية قمم السقوف
وارحموا صور الرمز من البقاء على الرفوف
اجعلوها عالية بين معالم الوطن تطوف
وفي كل بيت وكل شارع ومع كل طفل صغير شبل
حلم لرؤية ذاك الاب العطوف
****
انهضي غزة من سباتك واستنهضي الهمم
وعاندي عنادك وقاتلي وصارعي الخوف في اعماقك
وارفعي الظلم عن كاهل ابنائك
واشهدي وشاهدي قيام عنفوان الفتح باياد اشبالك
وا أسفاه على غير مأسوف عليهم
باعوك وتاجروا بدمائك الزكية
وعند اول ذكرى تناسوا الرمز
ليبحثوا عن طريدة جديدة او مراكز قرار سخية
دون البحث عن الانتماء او حباً لقضية ,,,