ما اشبه الامس باليوم احداث متشابهه ولكن الاطراف مختلفة , بالأمس كان واقعنا العربي عندما قطع الغرب له العهود والوعود والمواثيق المختلفة اذ ابتعد عن الخلافة العثمانية ووضع يده بيد الغرب وكانت النتيجة , الضعف والهوان والاستعمار الذي اصاب العرب وما زلنا الى يومنا هذا نعاني الامرين وفلسطين شاهدا على ذك .
روسيا بلد اطلق عليها بالمعسكر الشرقي وخاضت مع الولايات المتحدة غمار الحرب الباردة , و الان تعود لتتربع روسيا على كرسي التحكم بالعالم من جديد فهي التي وقفت حاجزا منيعا امام القوات الامريكية للحيلولة دون عدم ضربها لسوريا والبحث عن منافذ اخرى تلهي بها العالم , وألان وبعد الانقلاب على شرعية يناكوفيتش الرئيس الاوكراني السابق الموالي لروسيا , تسعى روسيا لإعادة امجادها في بلاد القرم .
والتي كانت خاضعة لحكم التتار المسلمين وخاضت روسيا حروبها ضد دولة التتار واثخنت فيهم القتل وأعلنت روسيا ضم القرم لها عام 1783 ,وخاضت روسيا حربا ضد الدولة العثمانية لإحكام سيطرتها على القرم وأخرها كان عام 1854 بعد توقيع معاهدة باريس وتم ضم بلاد القرم الى روسيا بعد ان كانت تابعة للخلافة العثمانية وبعد قيام الاتحاد السوفيتي اهدى الرئيس السوفيتي اوكراني الاصل نيكيتا خروتشوف القرم الى اوكرانيا عام 1954
فروسيا كدولة تسعى لإعادة امجادها تعلم علم اليقين ان اوكرانيا بلد حساس بالنسبة لها فأوكرانيا هي الجسر الواسع لروسيا عبر اوروبا وإمدادات الغاز الى اوروبا تمر من خلال اوكرانيا , وأوكرانيا بلد استهلاكي بسبب اعداد السكان المتزايده به حيث يقدر عدد سكان اوكرانيا ب 46 مليون نسمة , وبالتالي فهي الحلقة الصعبة في نمو الاقتصاد الروسي وتسارعه , وفي حال انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي هذا يعني كسر الشوكة الروسية بالنسبة للغربي واضعاف الروس اقتصاديا
بقلم د حسين موسى اليمني
أكاديمي وكاتب في العلاقات الدولية والاقتصادية
06-03-2014