الفراغ والملل ... الفخ الذي أوقع هناء!

الفراغ والأوقات الضائعة هي إحدى الآفات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، تتحدث"هناء" _اسم مستعار_ 18 عامًا عن تجربتها المريرة وكيف نجت في الرمق الأخير "حسب ما نقل موقع المجد الأمني".

وتقول هناء "بعد انتهائي من الثانوية العامة (توجيهي) لم يحالفني الحظ، جلست في بيت العائلة في انتظار صاحب النصيب على رأي والدتي، بدأ الملل والفتور يتسلل إلي ولا أجد ما يشغلني، نصحتني إحدى قريباتي بأن أتصفح الإنترنت وأن اشترك في موقع الفيسبوك، فهناك الكثير من الصديقات يمكن أن اقضي وقتي معهم".

وتضيف "لم أكن أجيد استخدام الإنترنت أو موقع الفيسبوك، لكني لم أتردد في التعلم أنشأت حساب على موقع الفيسبوك بمساعد إحدى صديقاتي، وبدأت في الولوج إلى الموقع من خلال جهاز الموبايل (الجوال) الخاص بي".

وتتابع هناء "شعرت بالسعادة خاصة بعدما وجدت الكثير من صديقاتي وتعرفت على أشخاص آخرين لا أعرفهم إلا من خلال الفيسبوك، وبدأ شعوري بالملل والفراغ يقل تدريجياً".

وتلفت إلى أنه وخلال الأشهر الأولى من استخدام الفيسبوك وصلتها الكثير من طلبات الصداقة، كنت أوافق على بعضها وأتجاهل الأخر، كانت معايير قبولي الطلبات (الاسم – الصورة – وبعض المشاركات).

وتشير إلى أنها قبلت صداقة أحد الشباب وبدأت في الحديث معه بشكل مستمر، تعرفت عليه بصورة دقيقة وبدأت العلاقة بيننا تتحول إلى حب وغرام خلال الأشهر الأولى، خاصة عندما عرفت منه أن يسكن في نفس المدينة التي أعيش بها، كنت أشاهد صوره على الفيسبوك وأتابع صولاته وجولاته، كانت مشاركته "رائعة وتجذبني"، حتى وثقت به.

وتنوه هناء إلى أنه طلب منها صورة شخصية لها، فقبلت طلبه بالرفض رغم إصراره، فأظهر انزعاجه واتهمنها بأنها لا أثق به، لكنها كنت مصرة على عدم إرسال صورتها له، وفي إحدى المرات وخلال هامعه شعرت بتغيير في أسلوبه وطريقته في الحديث معها، سألته عن السبب، فأجاب بكل برود "لقد حصلت على صورك يا .." ونعتنها بلفظ خادش للحياء.

وتلفت "صعقت من كلماته والتي لم اعتد على سماعها منه، وسألته عن أي صور حصل، فأرسل لي مباشرة أحدى صوري الخاصة أثناء زفاف شقيقي الأكبر، وألحقها بصورة أخرى، ثم شرع يهددني بنشرها وتركيبها على جسم فتاة عارية في حال لم استجب له ولطلباته!!".

وتتابع هناء "صعقت من طلباته وتحوله إلى ذئب بهذه السرعة، حاولت أن استجديه لكنه رفض، ذكرته بمحادثات سابقة والعلاقة القريبة لكنه تجاهلها تمامًا".

وتوضح "طلب مني أن أرسل رقم هاتفي، وأن "أشحن" رصيد مكالمات بمبلغ مرتفع، نفذت له ما أرد خلال يومين، ثم اتبع طلبه بطلب "حقير" لقد طلب مني أن أخرج معه إلى أحد المطاعم وفي حال الرفض سيتون الفضيحة ونشر الصور هي مصيري".

وتستطرد "أصابني الهم والغم ودخلت في دوامة لا أعرف نهايتها، كيف حصل على الصور وماذا اصنع؟ وكيف الخلاص من هذه الورطة؟ وماذا سيحصل لي في حال نفذ تهديده!!".

وتبين إلى أن والدتها لاحظت التغيرات التي أصابتني وحالتي النفسية السيئة، حاولت معرفة السبب لكني كنت متردد خشية ما سيترتب على ذلك من نتائج.

وتلفت إلى أنه بعد أيام من الضغط الرهيب الذي مارسه الشاب عليه، وتحت إصرار من والدتها قررت أن تفصح لها عن الفخ الذي وقعت فيه، فأخبرتها بكل شيء، وبدورها قامت بإخبار شقيقيها الأكبر والذي تواصل مع الشرطة إلى أن وصلت إلى الشاب "الذئب البشري" خلال أيام قليلة.

ولفت موقع المجد إلى أنه تواصل مع أحد المختصين في أمن المعلومات عن آليات الحصول على الملفات والصور فأكد له مايلي:

1-  لا يمكن للمخترق الحصول على ملفات أو صور إلا في حال زراعة برنامج في جهاز الضحية.

2-  يمكن أن تكون الفتاة "هناء" قامت بإرسال صورها عبر الفيسبوك إلى احد الأشخاص من خلال المحادثة أو الرسائل الخاص، وبدوره قام المخترق باختراق حساب الفيسبوك الخاص بالفتاة.

3-  يمكن للمخترق الحصول على كلمة المرور "السر" من خلال الصفحات المزورة.

4- يحذر المختص من حفظ الملفات والصور الخاصة على أجهزة متصلة بالإنترنت.

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -