إلي متى يا شعب فلسطين سنبقي هكذا؟

بقلم: هاني زهير مصبح

إلي متي سنبقي هكذا يا شعب فلسطين نحن منقسمين مشتتين في بقاع الأرض والأكاذيب تروج من حولنا والجهود دائما نتيجتها الفشل فلقد أصبح نتائج أي شيء يتعلق بمصيرنا نتيجته واضحة كوضوح الشمس فشل مقنع بأكفان الموت علق بها شريان حياة اصطناعي حتى نبقي أحياء ونحن أموات وبأننا في المرة القادمة قد نعيش ونحيي من جديد بعد أن تتغير الوساطة من رباعية إلي جهود جون كيري إلي غيرة ولا أقصد بكلامي هذا فقط مفاوضاتنا مع المحتل الإسرائيلي وإنما في كافة الميادين وكذلك الأمر في جهود المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بين فتح وحماس تارة بوساطة سعودية وتارة بوساطة قطرية وتارة برعاية مصرية والنتيجة كالأرجوحة تارة تصعد في الهواء وهي خاوية وتارة تنزل في الأسفل حاملة الغبار الكثيف من التراشق الإعلامي والجمود والعودة إلي نقطة الصفر من جديد مع العلم أن إنجاح المصالحة الفلسطينية هي خيار يقرره الشعب الفلسطيني ولا يحتاج إلي جهود ورعاية من أحد وإنما جل ما نحتاجه هو الإرادة الحقيقية وحب الوطن فلسطين فعندما نكون صادقين في ذلك ونحترم إرادة الشعب لا إرادة السيطرة والتنظيم ،هذا يسيطر في غزة وذاك يسيطر في الضفة هذا يفعل ما يريد بالآخر هنا والآخر هناك والشعب ضحيتهم فلن تكون هناك مصالحة ،أيها الشعب عندما تحترم من قبلهم فسوف نرتقي بأنفسنا وننجح في عودة القاطرة إلي مجراها وسيكون مرساها وطن عاصمته القدس الشريف ولكن الأمر طال كثيرا فالعالم كله يتلاعب بنا ويحقق أجندات خاصة به، كل قطر حسب ما يريد ونحن الخاسر الوحيد في ذلك والمستفيد هو الاحتلال الإسرائيلي .
فللنظر إلي ما يجري من حولنا الآن بشكل جيد من تهويد وسلب للمدينة المقدسة من تكاثر للاستيطان وسلب للأرض الفلسطينية خلال العام الأخير تجد أن ما حققته إسرائيل من أهداف ومخططات صهيونية لم تستطع تحقيقها علي مدار ستة عشر عاما من عمر هذا الكيان البائد قمتي يكون للشعب إرادته وموقفة في توجيه القيادة الفلسطينية علي كافة المستويات من أجل العدول عما نحن فيه من صراع لا قيمة له والمسئولية هنا تقع علي عاتق الجميع ولا أعفي منها أحد فكلنا مسئولين عما نحن فيه سواء مؤسسات رسمية أو مدنية سواء شخصيات ثقافية أو وطنية سواء شخصيات تنظيمية أو مستقلة فكفانا تهرب من مسئولياتنا وعلي الجميع أن يشارك في صنع وقرار مصير الأجيال الفلسطينية القادمة فما يحدث الآن من قتل وتجويع وتدمير للفلسطينيين في مخيم اليرموك هو نتيجة حالة الضعف والتفكك الذي نحن فيه وهو نتيجة للفشل المستمر في عملية السلام وتحقيقها فلو كانت الجهود حازمة وحقيقية وتحقق نجاحا ملموسا علي الأرض لعاد اللاجئون الفلسطينيون من مخيمات الشتات إلي وطنهم الفلسطيني المبدد الذي نبحث عنه منذ سنوات بل عقود فإلي متى يا شعب فلسطين ستبقي هكذا وماذا ننتظر وإنني أحترم الفريق الفلسطيني الذي قام بحملة شعبية فلسطينية لمقاضاة بريطانيا حول " وعد بلفور المشئوم "والمثمتل في السيد/أشرف يافاوي منسق الحملة والسيد/ سليم دياب رئيس المنظمة الثقافية الاجتماعية الفلسطينية بالنرويج والسيدة/ إمثتال النجار رئيسة الجمعية الفلسطينية للمرأة في النرويج والسيد/ أحمد العريدي ناشط سياسي والسيد/ مجدي النجار رئيس المركز الدولي للتعاون الإستراتيجي والسيد نبيل طالب ناشط سياسي وهم جميعهم يعيشون في النرويج وإنني أضم صوتي إلي صوتهم سائرا معهم علي الدرب فهذا واجب كل فلسطيني يتحمل المسئولية تجاه مقاضاة وملاحقة المجرم الحقيقي الذي تسبب في معاناتنا وآلامنا وهم البريطانيين فلقد أعطوا فلسطين التي لا يملكونها للمحتل الإسرائيلي الذي لا يستحق من خلال وعد بلفور ولقد نجحت جهودهم وسوف تعقد الجلسة الأولي في محكمة الإسكندرية بتاريخ 17/3 من العام الحالي وإنه من الواجب الوطني علي الجميع دعم هذه الحملة الممتدة في كل العالم إنشاء الله وتشكيل لجان لها في معظم دول العالم للتضامن وتفعيل القضية الفلسطينية ،هكذا يجب أن يكون لكل واحد منا دور حقيقي لأن ما وكلناهم بذلك منشغلون ومنقسمون وفرقاء ويتصارعون علي السلطة طرف في غزة وآخر في رام الله فلا نريد أن نتمرد علي هذا أو ذاك ولكن من حقك أن تطالب بوطنك بنفسك في غياب هذا وذاك وعدم احترامهم لعقولنا وإرادتنا ورغباتنا وتجاهلهم التام لنا منذ انقسام دام عمرة الآن ثمانية سنوات ولا نعلم متى يتصالحون والأرض الفلسطينية تنتهك وتسلب والشعب مدمر وهم خاسرون والمحتلون هم المستفيدون ،فإلي متى يا شعب فلسطين أينما كنت سوف تقول كلمتك وتحترم إرادتك ويكون لنا وطن فلسطيني حر عاصمته القدس الشريف

بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني زهير مصبح