نظمت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالتعاون مع أسرة مسجد حيفا في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة، لقاء فكرياً في الذكرى السنوية الحادية عشر لاستشهاد القائد والمفكر إبراهيم المقادمة وذلك بحضور النائب في المجلس التشريعي محمد شهاب ورفيق درب الشهيد المقادمة في سجون السلطة د. حسين عاشور
وقد تحدت النائب محمد شهاب عن مرحلة مرافقة الدكتور المقادمة في سجون الاحتلال قائلاً:" كان المقادمة موسوعة في كل علم وقد طالع الكتب والمراجع الضخمة وأتى جميع تلك المراجع الضخمة التي أطَّت بها أرفف مكتبة السجن في عسقلان كفتح الباري وتفسير الطبري وتفسير القرطبي وتفسير ابن كثير والبداية والنهاية والظلال وشرح النووي لصحيح مسلم وعشرات الكتب لمذكرات كبار الأدباء أو المفكرين أو قادة الحروب العالمية أو الرؤساء والساسة".
وأضاف النائب شهاب:" كان المقادمة لا ينام حتى يقرأ ما يقرأ فيقرأ حتى بعد إطفاء ضوء الغرفة ونوم السجناء يقرأ ولو على بصيص الضوء الخارجي الخافت يقرأ فلا ينام حتى يغلبه النوم وكم نام في سريره على وضع القراءة، أو شبه استلقاء فتراه قد استسلم للنوم بعد طول إجهاد وهو قابضٌ على كتابه أو مجلده أو هو مفلتٌ منه على صدره".
ووصف النائب شهاب شخصية القائد المقادمة بقوله: لقد كان أبو أحمد رحمة الله عليه مميزاً في حزمه وعناده وشدته فيما يراه صواباً كان يصدع بالحق والصواب ويصم الباطل والخطأ ويواجه صاحبه بالبنان والبيان بلا تورية أو مجاز أو تملق وإن كان أحب وأقرب الإخوان إليه ولهذا حفلت حياته وعلائقه بالمصاعب والمتاعب.
وأردف قائلاً: القائد المقادمة صمد في زنازين التحقيق الصهيونية رغم التعذيب الشديد ومن بعدها في سجون سلطة أوسلو، وفي القمعة العنيفة الشهيرة لسجن عسقلان عام 1985م تصدى هو والإخوة في غرفة الجماعة في سجن عسقلان لوحدة القمع فضربوا الضابط وبعض جنوده بعد أن جروهم وخلصوا منهم بعض الكمامات والهراوات، وتعرضوا بعدها للعزل والعقاب عدة أشهر.
ولفت النائب شهاب أنه تعلم من القائد المقادمة الصبر والتحمل عند الشدائد وخاصة عندما يكون الإنسان في مرحلة المسئولية والقيادة خاصة عندما بلغته داخل السجن بوفاة ابنه أحمد فرأينا منه صلابة وقوة وإرادة على عدم ظهور الحزن على ملامح وجه, رغم علمني أنه يبكيه في داخله, مؤكداً أن الشهيد "المقادمة" كان قائداً ومفكراً بمعنى الكلمة.
وبدوره, قال حسين عاشور:" إن الشهيد إبراهيم المقادمة برع في العمل الدعوى والأمني والعسكري، وهو من أكثر القيادات التي تعرضت للاعتقال والتعذيب في سجون السلطة الفلسطينية, ولقد كان رحمه الله صابراً وقوياً وعزيزاً لا يأبى للمحتل وأعوانه.
ولفت عاشور أن أكثر الصفات التي كان يتصف بها الشهيد الزهد والتواضع والورع، مؤكداً أنه من الشخصيات النادرة التي قادت حركة المقاومة الإسلامية حماس في مرحلة الصعبة.