صعد الاحتلال الاسرائيلي من عدوانه المستمر ضد قطاع غزة ، باستهدافه، اليوم ثلاثة مقاومين تابعين لسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي استشهدوا على الفور في غارة جوية شرق خان يونس، وتأتي هذه الغارة كخرق جديد لاتفاق التهدئة الذي وقعته الفصائل الفلسطينية مع اسرائيل برعاية مصرية عام 2012 م، بعد أكثر من 1900 خرق اسرائيلي وفقا لإحصائية فلسطينية.
وفي مقابل هذا التصعيد طالبت فصائل فلسطينية بالرد على الخروقات الاسرائيلية ، حيث اعتبرت حركة الجهاد الاسلامي على لسان القيادي احمد المدلل ، ان التهدئة باتت في ايامها الاخيرة ، فيما شددت الجبهة الشعبية على ضرورة وجود مواجهة سياسية وعسكرية شاملة ضد الاحتلال تستند إلى استراتيجية وطنية .
ويبدوا ان هذا التصعيد مرتبط في المفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية مع اسرائيل برعاية امريكية، فقد رأى المحلل السياسي الفلسطيني اكرم عطا الله ، انه (التصعيد) محسوب وقد بدأت فيه اسرائيل منذ فترة ، من خلال قيامها بعدة اغتيالات في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الاسابيع الماضية ، وذلك في محاولة لقلب الطاولة بوجه الجميع لترغم الطرف الفلسطيني على الانسحاب من المفاوضات ، ويرجع ذلك لعدم رغبتها بتقدم أي انسحاب او (تنازل) ولو بسيط من الضفة الغربية خلال هذه المفاوضات .
ويضيف عطا الله في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،" كما تحاول (اسرائيل) من خلال تصعيدها اليوم ، ان تستدرج المقاومة الفلسطينية وتستفزها ، بينما هي تدرك ان المقاومة لديها من الامكانيات ما يمكنها للرد في عمق البلدات الاسرائيلية ، ولتبدأ بعدها في عملية واسعة ضد قطاع غزة لإحراج المفاوض الفلسطيني ".
ويعتبر عطا الله، ان هذا التصعيد مرتبط في زيارة (ابومازن ) الى واشنطن للقاء اوباما ، وهي (اسرائيل) تحاول ان تشكل رأي عام ضاغط وضد الزيارة قائلا " قد بدأت بالفعل اصوات تتسائل كيف يذهب الرئيس الفلسطيني لواشنطن والدم الفلسطيني يسيل " .
ويلتقي الرئيس محمود عباس في السابع عشر من الشهر الجاري مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في اطار المفاوضات الجارية مع اسرائيل ، حيث من المتوقع ان يكون اللقاء حاسم ومفصلي ومتعلق بالنتائج التي ترتبت عن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي تنتهي في الـ29 من إبريل المقبل .
ويتابع عطا الله ، " اسرائيل تعلم ان رد المقاومة الفلسطينية على تصعيدها ، سوف يظهرها بأنها الضحية في اللقاء المنتظر بين (ابومازن واوباما) ، مضيفا " هنا المقاومة امام خيارين كلاهما صعب ، فإذا لم ترد على هذا التصعيد سوف تعطي ضوء اخضر لاستمرار العدوان الاسرائيلي ، و في حين ان ردت تكون قد استدرجت الى البرنامج الاسرائيلي وبالتالي نحن بحاجة الي خيار ثالث للتعامل مع هذا التصعيد".
بدوره يقول المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني اسعد ابو شرخ ، ان "الاحتلال الاسرائيلي يستغل الاوضاع العربية المتهيئة للأسف الشديد لشن هجوم على الشعب الفلسطيني وخصوصا المقاومة ، في ظل وجود ابواق اعلامية ودعائية من بعض الدول العربية التي تشيطن الشعب الفلسطيني ومقاومته."
وبالعودة الى اتفاق التهدئة الذي وقعته الفصائل الفلسطينية مع اسرائيل نهاية نوفمبر2012 م ، يرى ابو شرخ " ان اسرائيل وقعت هذا الاتفاق وهي مكرهة على المستوى السياسي والميداني ، لان المقاومة الفلسطينية استطاعت ان تنتصر في هذه الحرب ." وذلك في اشارة الى عملية "عمود السماء" العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة التي استمرت 8 ايام وقتل فيها 150 فلسطيني و8 إسرائيليين .
ويؤكد في حدث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، ان " اسرائيل لا تحتاج مبررات للقيام بعدوان فهي ارهابية في الوسيلة والهدف ، وهي تريد من هذا التصعيد ان تجر المقاومة لرد ثم تعاود التصعيد مرة أخرى من جديد لاستنزاف المقاومة دون ان تخوض عملية واسعة ضد قطاع غزة ".
ويرى ابو شرخ ، "ان الاحتلال الاسرائيلي يحاول ايضا ايصال رسالة الى بعض الدول العربية التي تشيطن المقاومة الفلسطينية وتجد حرج امام شعوبها في الدخول مع المقاومة في صراع مباشر " ويقصد هنا مصر وحماس " انها قادرة على القيام بهذا الدور بدلا منها ."
قائد ميداني في سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي قال ان "اسرائيل ستدفع ثمن استهداف عناصرنا غاليا، وان الرد سيكون بطريقة مؤلمة خلال وقت قصير".
واوضح القائد الميداني الذي سمى نفسه بابي حمزة في حديث خاص لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،" سوف نرد على اسرائيل ليس من خلال اطلاق الصواريخ او العمليات الفدائية او خطف الجنود الذين يمرون دوما امامنا مع ان هذه الخيارات جاهزة في كل لحظة"، مضيفا " سوف نرد على العدو الصهيوني بطريقة مؤلمة خلال وقت قصير وسيكون هذا الرد مجنحا".
الى ذلك أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم، عن رفع حالة التأهب في صفوف قواته المرابطة على حدود قطاع غزة تخوفا من رد فلسطيني محتمل على "قتل نشطاء من سرايا القدس" .
ووجه الجيش تعليماته للجنود المرابطين بالقرب من بطاريات القبة الحديدية للبقاء على أهبة الاستعداد لأي طارئ والتحلي باليقظة خلال الساعات القادمة.
وقالت مصادر في جيش الاحتلال إنه من الصعب على حركة حماس الحاكمة بغزة منع عملية رد صاروخي محتمل من القطاع، على حد قولها.