الدولة اليهودية، لن نعترف بها مطلقا، وإذا شاؤوا ليتوجهوا إلى الأمم المتحدة ويطلبوا منها ذلك وليس منا، هكذا لخص الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام المجلس الثوري الموقف الفلسطيني الرسمي من المطالب الإسرائيلية المتكررة بخصوص اشتراط الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية، وفي اليوم التالي لما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، خرج رئيس حكومة الاحتلال ليقول أنه يرفض عودة اللاجئين الفلسطينيين، وأن القدس عاصمة (إسرائيل) الأبدية.
إن ملفات الوضع النهائي كما وردت في اتفاق أوسلو وفي كل المفاوضات السابقة وحتى في المؤتمرات التي تمت سابقا، كانت تتحدث عن ( المستوطنات، والحدود، والمياه، واللاجئين) والانتهاء من هذه القضايا يعني الدخول في قيام الدولة الفلسطينية المعترف بها في الأمم المتحدة فوق الأرض الفلسطينية .
(إسرائيل) لازالت وبعد أكثر من عشرين عاما من المرحلة الانتقالية الأولى التي بدأت بتوقيع اتفاق أوسلو، تحتل أرض الشعب الفلسطيني، وتحاول نفيه من الوجود، ورفض أن يكون هناك دولة فلسطينية، وبل عدم تنفيذ أيٍ من بنود أوسلو سواء في الاستحقاقات الكبيرة أو الصغيرة ولا يوجد أي شواهد ملموسة تبين جدية (إسرائيل) في إنهاء الصراع، ولهذا وعلى مدار حكوماتها الاحتلالية المتعاقبة، فهي تمنع التوصل لأي اتفاق يضعها أمام أي استحقاقات سياسية للفلسطينيين، وتفجر الأزمات وتمارس كل أنواع العدوان من أجل عدم الإخلال ببرنامجها الاحتفالي.
إن استباق (إسرائيل) للقاء الرئيس الفلسطيني مع الرئيس الأمريكي في واشنطن المقرر في 17 مارس الجاري ، بالكثير من اللاءات التي تتناقض وثوابت شعبنا الفلسطيني، تعني أنها تقصد أن يكون الفشل هو سيد الموقف، وهي تعلم أن هذا الفشل سيكون الجسر الأقرب إلى انفجار الأوضاع، والدخول في نفق مظلم، وها هي تقوم بعمليات الاغتيالات والاجتياح والإعدام بدم بارد للشباب الفلسطيني، في محاولة يائسة لكي تشعل المنطقة وتتهرب من أي ضغوط قد تمارس عليها للقبول بحلول وسط تخدم تطلعات شعبنا الفلسطيني في حقه المشروع في الدولة والحياة الكريمة .
كما أن أكثر ما تتأذى منه (إسرائيل) هو أنه بالرغم من كل الضغوط التي تمارس على الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية فإن يُسجل ثبات الرئيس، و القيادة الفلسطينية على مواقفها، وتمسكها بالحق الفلسطيني ، وعدم ترددها في رفع (لا) قوية في وجه الضغوط الأمريكية والتهديدات الإسرائيلية التي يراد بها تقديم تنازلات في محاور قضايا الحل النهائي والاستجابة للشروط الإسرائيلية، و تعلم (إسرائيل) أن القيادة الفلسطينية ستتسلح بالمرجعية الدولية في حال فشلت المفاوضات الحالية، ، وكما أن (إسرائيل) تعرف أن فشل المفاوضات الحالية يعني دخولها في الجمود السياسي، وسقوط حكومة نتنياهو الحالية، وعزلتها دولياً.
إن ما تقوم به (إسرائيل) ومنذ عدة أيام من اغتيالات وقصف، تهدف من خلاله لإرباك المنطقة، وخلط الأوراق، ونزع الثقة التي اكتسبها الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية من الشعب الفلسطيني،ووضع خيارات الاحتلال في حال أعلن فشل المفاوضات الحالية وجه لوجه أمام خيارات القيادة الفلسطينية، أي العودة إلى الصراع والعدوان المباشر، وإملاءات القوة الظالمة، حتى وان وصل الأمر إلى عزلة (إسرائيل) دوليا، مع استمرار سياستها المستمرة في عمليات التهويد والاستيطان وخنق الحياة الفلسطينية ورفض أي جهود دولية نحو بناء معالم السلام والاستقرا