رحم الله مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة طيب الله ثراه الشيخ زايد آل نهيان لما كان يمتلكه من حكمة وتبصر فهذه القامة العربية البدوية الشامخة لا يمكن لأحد أن يتجاهل دورها وريادتها في تطوير ورفعة الإنسان العربي لما أطرت وشيدت من إنسان عربي كان يرعى الغنم أو يسوق الإبل إلى رجال دولة سخروا التكنولوجيا والعلم والثروة لرسم خارطة جديدة للمواطن الإماراتي، والعربي والإسلامي يتفاعل مع ما يحيط به، بل أصبح مركز للتغيير والتطوير والتقدم في المنطقة مستخدمًا أيضًا خصوصية المكان والزمان، في صورة إبداعية متقدمة بوعي الحكيم نافذ البصر والبصيرة، الذي غرس أيضًا "هذا التوجه في أبناءه وأحفاده، له الرحمة ولهم من بعده طول البقاء ".
لقد برز منهم هذا الفارس الشهم الابن الرابع الشيخ حمدان بن زايد أل نهيان الذي ورث عن أبيه الإنسانية والحكمة، وتجلت هذه الحكمه في سياسة علاقات الإمارات الخارجية مع الدول والمجتمع الدولي، حين تولى وكيلًا لوزارة الخارجية ووزير الدولة للشؤون الخارجية ونائب رئيس مجلس الوزراء، أما في المجال الإنساني، فقد أولى اهتمامًا كبيرًا لبرنامج العطاء الذي أطلقه المرحوم أبيه الشيخ زايد ليشمل كافة الدول العربية والدول الصديقة والدول المتضررة فلقد بدت مواقف حمدان الإنسانية في مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضي في شتى أصقاع العالم، وأشاد بأهمية تلك البرامج الإنسانية والخيرية في مختلف بقاع الأرض ودورها المهم في التخفيف من معاناة الشعوب المتضررة، حيث أصبحت الإمارات من الدول السباقة عالميًا في مد يد العون والمساعدة للشعوب الّتي تضررت من الكوارث والأمراض بكافة أشكالها.
وأطلع الشيخ حمدان على أنشطة وبرامج مبادرة زايد العطاء خلال السنوات الخمس الماضية في كل من مصر وكينيا واريتريا والأردن والمغرب ولبنان وسوريا والسودان وتنزانيا والّتي قدمت فيها للبشرية نموذجًا للعمل التطوعي الإنساني للتخفيف من معاناة الملايين من المرضى والمصابين بأمراض القلب القاتلة والعمى والتشوهات الخلقية بإشراف نخبة من كبار الجراحين العالمين ومن خلال شراكة إستراتيجية مع أبرز المستشفيات الجامعية في العالم.
فهو يحظى بتقدير دولي لما قام به من دور مهم وجهود كبيرة على المستوى الشخصي والمهني في تقديم يد العون للمجتمع الدولي في خدمة المعونات الإنسانية.
واعترافًا منها منحته كثير من الحكومات والجهات الدولية العديد من الأوسمة تقديرًا وعرفانًا بدوره المتواصل في مد يد العون للمحتاجين والمنكوبين.
ولا عجب أنه ترأس هيئة الهلال الأحمر لدولة الإمارات، العضو في الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر.
حيث تمَّ اختيار الهلال الأحمر الإماراتي، ثاني أفضل هيئة إنسانية على مستوي قارة أسيا، حيث تقوم هذه الهيئة بتقديم يد العون والمساعدة للمنكوبين والمحتاجين واللاجئين على مستوي العالم.
أما عن دور الهلال الأحمر الإماراتي بفلسطين فحدث ولا حرج فخدماتها الإنسانية هي أهم مكون في تثبيت الإنسان الفلسطيني على أرضه وبين أبناء شعبة، بل وفي مخيمات الشتات واللجوء أينما وجدت، ابتداء من بناء المدارس كما حصل بالأمس عندما أقدمت هيئة الهلال الإماراتي بالتبرع لبناء 4 مدارس لوكالة الغوث وتشغيل الفلسطينيّين بالإضافة إلى دعم المستشفيات الفلسطينية وتطويرها.
ولا يمكننا أيضًا أن ننسى الدعم الإغاثي وتحديدًا في مدينة القدس والذي له أثر بالغ في رفع الروح المعنوية والاجتماعية لدى أبناء القدس، الذين يشعرون بأنهم وحيدون في هذه المواجهة الّتي فرضت عليهم مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه، كما أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة دعم الإمارات الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مطالبًا الولايات المتحدة الأمريكية واللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولي بممارسة أقصى الضغوط لإجبار "إسرائيل" الامتثال لقرارات الشرعية الدولية.
وقال الشيخ في كلمة له أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا ومعاناة الفلسطينيّين ليست معاناة الفلسطينيّين وحدهم إنما معاناتنا أيضًا، مؤكدًا حرص الدبلوماسية الإماراتية على نصرة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والإقليمية.
مطالبًا برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة كمقدمة لبدء مفاوضات سلام جديدة تفضي إلى إنهاء الاحتلال عن كافة الأراضي المحتلة وتمكن الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ونحن كشعب فلسطيني لا يمكن أن ننسى وقفات هؤلاء الرجال الرجال الذين تركوا بصمة واضحة للعيان في جميع المستويات، وشكلوا نموذج فريد يحتذي للقيادات وللأجيال القادمة.