يقولون أن حب الوطن من الإيمان وملازم للحكمة، والولاء للوطن شعور وإحساس رائع بأن يكون للإنسان إنتماء لهذا الوطن الذي يعتز به و يفخر به، ويضحي في سبيل وطنه بالغالي والنفيس، ويدافع عنه وينتصر له ولقضاياه وثوابته ويتصدى لكل من تسول لهم أنفسهم النيل منه أو المساس به، وإذا فقد الإنسان هذا الولاء والانتماء للوطن يكون تعيساً، لذا فالولاء الوطني يعتبر من أرقى مظاهر المواطنة الصالحة، وهو مبدأ شريف يتجسد في نبذ التبعية والولاءات الحزبية والمناطقية الضيقة والعمل من منطلق أن الولاء الوطني يكون سلوكاً وممارسة يتحلى به كل وطني شريف وليس شعاراً نردده في حياتنا اليومية فحسب، فالفلسطيني مشهود له بالحكمة والإيمان على مدار تاريخ ثورتنا الفسطينية، حيث رفض الخنوع للأنظمة العربية وقاتل من أجل الحفاظ على القرار المستقل، فكان ولاءه لوطنه فلسطين أرضا وشعبا، ولا يزال الفلسطينيون بخير ما دام ولاؤهم للوطن، فإذا ما استمروا كذلك دام الخير وتحقق ما نصبو إليه، أما من كان ولاؤه تبعاً لمصلحته الشخصية وفكره الارتزاقي، فهو وبال على نفسه، خراب على الوطن، وأينما يوجد لا يأتي بخير.
ولعل الشعور الصادق من قبل الرئيس محمود عباس بحب الوطن والوفاء له وصدق الانتماء إليه عندما أعلن بشكل واضح بأنه لن يخون وطنه وشعبه بعد هذا العمر الطويل في ظل التهديدات الإسرائيلية الأمريكية للتنازل عن الثوابت، يجعل قلوبنا مفعمة بالمشاعر الوطنية الصادقة والتضحية في سبيل وطننا بالغالي والنفيس، وكثيرا ما نستشف من كلمات الرئيس وخطاباته وأحاديثه القيم الأصيلة لعمق الانتماء ومعاني الحب والوفاء والولاء الوطني الصادق والخالص، فالقائد الوحدوي الرمز والمناضل الوطني الرئيس أبو مازن هو قدوتنا ومثلنا الأعلى في تجسيده لمبدأ الوفاء وأروع صور التضحية والعطاء في سبيل الوطن في كل المواقف وفي أحلك الظروف، وهو الذي ما نزال نستلهم منه الدروس القيمة في حب الوطن والتفاني في الذود عنه والدفاع عن ثوابته ومكتسباته.
ولا شك أن ما تشهده المرحلة الراهنة من مظاهر التآمر على وطننا ووحدتنا ورئيسنا، يتطلب أن نكون واضحين كل الوضوح وصريحين في التأكيد للأجيال القادمة على الدور الريادي للرئيس أبو مازن ومعه كل الخيرين من أبناء الوطن في تحقيق الوحدة والدفاع عنها وحمايتها وصونها من مكائد المتآمرين أصحاب الأجندات الخاصة، فالوطن قيمة عظيمة وأن وحدته من الثوابت التي لا يجوز المساس بها، ولذا فإن مبدأ الولاء للوطن يحتم على الكل الفلسطيني الحفاظ على ثوابته ومنجزاته وكل مكتسباته والدفاع عنه وحمايته، وفي مقدمتها الوحدة الوطنية، والولاء للوطن حيث يكون الجميع متحدين فى أن المصلحة العامة فوق كل شئ والتمسك بالقيم الوطنية ومنها يكون العطاء للوطن بلا حدود و يفديه الجميع بكل ما هو نفيس وغالى، فإن أفضال وطننا الغالي علينا كثيرة وخيراته جمة ووفيرة، ونستظل تحت سمائه ونقتات من خيرات أرضه المعطاءة ونتفيأ من ظلاله، ومن ثم فإنه لن يستقيم لنا حال ما لم يكن ولاؤنا المطلق هو لله ثم للوطن، وأن نكون فلسطينيا الولاء، فكل الولاءات لغير فلسطين ولاءات مأجوره ومصيرها إلى زوال ..
بقلم / رمزي النجار
[email protected]