كلامٌ مباح ...!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

لأجل الكلام المباحِ ...

أبحثُ عن قلم ...

جفَ شريانه ...

انقطع وريده ...

وورقة بيضاءَ ...

لم يَمسسها سوءٌ ...

أكتبُ وصيةً ...

لكني وجدتهُ معوجاً ...

كما ملَّت الورقة موعداً ...

مَلَّهُ طول إنتظار ...

دون أن أفقد ...

شهوةً في البقاء ...

****

هنا في مدينتي ...

كل شيء كما تراهُ ...

تراهُ كالمعتاد ...!

لكني ألملمُ ...

صمتَ هذا الكون ...

من زواياه الأربعةِ ...

وأبعادهِ الثلاثيةِ ...

وأطرافهِ المتراميةِ ...

أزرعهُ في حديقةٍ ...

إسمها الذاكرةُ ...

أتذكرُ خصبَ الأرضِ ...

ومجزرةُ الكلام المباحِ ...

****

ربما أغفلُ يوماً ...

عن القراءةِ ...

ليغفوَّ في صدري ...

دخانُ إحتراقٍ ...

لحرفٍ شجيٍ ...

ثائرٌ عبرَ الكلماتِ الماضيةِ ...

عَكسُ الصمت الحاضرِ ...

المغَيبِ للزمنْ ...

كان مباحٌ ...

رسمهُ أو نطقهُ ...

شعراً أو نثراً ...

وقتَّ الشدةِ ...

أو وقتَّ تشاءُ ...

غفى فِيَّ ...

ثم غفوتُ فيهِ ...

على إحتراق ...

****

أستطيعُ هنا ...

التجولَ ...

أستطيعُ الدخولَ ...

إلى بيتِ القصيدةِ ...

بيتي ...

الذي أستشفيَ فيهِ ...

من السغبِ ...

من الضنى ...

الملازمِ للمسار ...

أشربُ منه كأسَ الذكرياتِ ...

الراسخاتِ ...

رسوخَ الجبالِ العاتياتِ ...

أحلمُ، أتأملُ قدوم الغدِ ...

الآتي بلا ريبٍ ...

صبراً يحملُ نصراً ...

يحملُ فرحاً ...

ينموُ، يكبرُ ...

فوق جراحاتِ الزمنِ ...

يمحوُ ألمَ الذكرياتِ ...

****

هي حُجرتي ...

هي كُتبي ودفاتري ...

هنا تكمن معاناتي ...

يسكنُ وجداني ...

هنا أنسُ قلبيَّ الشقيُ ...

هنا عالمٌ صغيرٌ، كبيرٌ ...

هنا عطرُ ذكرياتي ...

ليس كعطرهِ عطرٌ ...

هنا ... ما هنا ...

لكنني بكل تفاصيلي ...

أنا ... هنا ...

أنا ... هنا ...

كلامي مباح ...