إعتاد العدو الصهيوني على الدوام ، ومنذ انطلاقة المشروع الصهيوني ، وبدء حقبة الصراع الاسلامي ـــ العربي / الإسرائيلي أواخر القرن التاسع عشر ، أن يستخدم كل أشكال وأساليب الحروب النفسية ، ويطلق الدعايات والأكاذيب ، وان يخترع الأوهام ، وتساعده في ذلك ( ماكينة وآلات الدعاية الغربية / الأميركية / العالمية / والصهيونية الضخمة ) ، من أجل طمس حقيقة وهوية الصراع الكوني القائم على أرض فلسطين المقدسة ، ومن أجل تشويه صورة الفلسطينيين والعرب ، والمسلمين ، وقد اعتمد الاحتلال الصهيوني الغاصب لأرضنا ، ومقدساتنا ، وحقوقنا التاريخية في ارضنا الكنعانية / العربية / الإسلامية / الفلسطينية المقدسة ،على أدوات وإمكانيات عديدة جميعها تستند الى الاسطورة .. الخرافات .... الأكاذيب .... الدعايات السوداء ... الحرب النفسية القذرة .... قلب الحقائق ، وغيرها كثير ، وهذه الأدوات القذرة ـ كقذارة ونذالة الاحتلال الصهيوني النازي ، هي التي إعتاد العدو ان يستعملها ، وغيرها من الأدوات القذرة لتبرير عدوانه وجرائمه الدائمة ضد شعبنا الفلسطيني ،واستعملها من قبل ضد قوات الثورة الفلسطينية في الأردن ، حتى نجح بطردها منه سنة 1970الى لبنان ، ومن ثم استمر العدو والاحتلال الصهيوني في استخدام هذه الأدوات القذرة ، وغيرها ، لتبرير اعتداءاته الدائمة ضد الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل ، والثورة الفلسطينية ، ومخيمات شعبنا اللاجئين في لبنان ، وضد الشعب اللبناني الشقيق ، وقواه الوطنية والقومية والثورية الحليفة والصديقة والداعمة للثورة والشرعية والقضية الفلسطينية ، حتى تمكن من اخراج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان الى عدد من المنافي والدول العربية صيف العام 1982، وهي نفس الأدوات التي يبرر بها العدو المجرم اعتداءاته المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني المرابط فوق ارضه في المناطق المحتلة عام 1948،و الضفة والقطاع ، وضد قيادته التاريخية ، وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية وقادتها ومجاهديها الأبطال ، وضد المقاومة الاسلامية في لبنان ، وكذلك ضد شعبنا اللبناني الشقيق ، وضد الشقيقة سوريا ، وضد الشقيقة ايران ، كما كان من قبل أيضا ينفذ اعتداءات ضد الشقيقة الكبرى مصر ، والعراق والسودان ، وغيرها من الدول الاسلامية والعربية ، واستخدمت دولة الكيان المجرم نفس الأدوات والأكاذيب والافتراءات والدعاية السوداء التي عقب تفجر انتفاضة الأقصى يوم الجمعة 28/9/2000 لتبريرقتلها المتظاهرين الفلسطينيين / المدنيين / السلميين ، والأطفال والنساء والشيوخ ، وقصف البيوت والمساجد والمصانع والمدارس ، ولتبرير محاصرة الزعيم الفلسطيني الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مقر المقاطعة برام الله ، ومن الأكاذيب التي اخترعتها دولة الاحتلال سنة 2002 أن الرئيس والزعيم الفلسطيني الراحل ياسرعرفات ( ابوعمار ) عمل على احضار سفينة ، تحمل اسم ( كارين ايه ) محملة بالأسلحة من ايران وحزب الله ، وإدعت أنها انطلقت من أحد الموانئ الايرانية ، متجهة الى غزة ، وزعمت حينها ان البحرية الصهيونية ضبتطها في بحر العرب ـ في المياه الإقليمية قبالة سواحل سلطنة عمان !!!!! ثم سحبتها الى ميناء اسدود المحتل ، وكانت هذه السفينة المزعومة ، هي الذريعة لتنفيذ ما اسمته حينها ( عملية السور الواقي ) لاعادة احتلال المدن والأراضي التي انسحبت منها سلطات الاحتلال الصهيوني الضفة الغربية وقطاع غزة ، عقب انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية سنة 1994بموجب ( اتفاقية أوسلو 1993) ، واستهدفت قوات الاحتلال الصهيوني كافة مقرات ومراكز ومؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة ، ومن بينها مقري الرئاسة الفلسطينية في مدينتي غزة ورام الله ، وبقيت دولة الاحتلال البغيض ، تفرض حصارها الظالم ضد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ، حتى تمكنت ـ عبر عملاءها المجرمين ــ من دس السم له في طعامه او دوائه ، ما ادى الى استشهاده مسموما بتاريخ 11/11/2004 ، واغتالت أيضا عددا كبيرا من رموز وقادة وكوادر فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية في الضفة والقطاع ولبنان وسوريا ، على رأسهم مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين ، وأمين عام الجبهة الشعبية ابوعلي مصطفى ، ومؤسس كتائب شهداء الاقصى الذراع العسكري لحركة فتح جهاد العمارين ، ومؤسس لجان المقاومة الشعبية جمال ابوسمهدانة ،وفي العام 2008القائد العسكري والأمني لحزب الله والمقاومة الاسلامية في لبنان الحاج عماد مغنية ، والعديد من القيادات والكوادر الهامة السياسية والعسكرية لمختلف الفصائل الفلسطينية ، وعدد من قادة المقاومة الاسلامية اللبنانية ( حزب الله ) بالاضافة لاعتقالها القائد الفلسطيني مروان البرغوثي ، وامين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات، ومدير عام الإدارة المالية العسكرية للسلطة الوطنية الفلسطينية ، ومنظمة التحرير الفلسطينية اللواء فؤاد الشوبكي والآلاف من قادة ، وكوادر ، وعناصر ، ونشطاء الفصائل الفلسطينية ، عدا عن اغتيال واعتقال الكيان الصهيوني للمئات من الضباط وصف الضباط والجنود بالسلطة الوطنية الفلسطينية ، ولم تتخل دولة الاحتلال الصهيوني العنصري يوما ،عن استعمال هذه الأدوات الشيطانية لتبرير عدوانها المستمر ضد الشعب الفلسطيني ، وامتنا العربية والاسلامية ، و في هذا السياق المستمر من الحروب النفسية ضد شعبنا الفلسطيني وأمتنا الإسلامية والعربية ، وخصوصا الدول الداعمة للحق والشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، زعم جيش العدو أن وحدة الكوماندوس البحري الصهيوني «شييطت 13» سيطرت يوم الأربعاء الماضي 5/3/2014على سفينة شحن تحمل اسم «كلوس سي» ترفع علم بنما ، على متنها طاقم من 17 شخصاً في عملية اطلق عليها إسم « الكشف التام» ، وادعى أنها تحمل على متنها ( صواريخ متوسطة المدى، سورية الصنع ) ، قادمة من ميناء بندر عباس الإيراني ، وتم تموّيهها في العراق ، وذلك قبل رسوها في ميناء بور سودان السوداني لنقلها براً عبر مصر وسيناء وصولاً الى قطاع غزة !!!، وارادت الدولة العبرية بهذا ( الاختراع ، والفبركة ، والكشف المزعوم ) ، ان تجمع في ( ضربة ودفعة واحدة كل القوى المعادية لها القريبة والبعيدة) ، بالتزامن مع خوض بنيامين نتنياهو (معركة العلاقات العامة الحاسمة في واشنطن، بشأن خطر إيران و«الإرهاب» والتسوية السلمية ) ، وكان من الملفت والمثير مشاركة الولايات المتحدة في مراقبة السفينة المزعومة ، وتبنيها للاتهام الصهيوني لايران، وقال العدو في روايته المفبركة وغير المتماسكة أن : ( بداية العملية كانت بمعلومات استخباراتية حساسة حول تهريب أسلحة نوعية إلى قطاع غزة ، يمكنها أن تكسر التوازن في المنطقة ، ويقف خلف عملية التهريب " الحرس الثوري الإيراني " ، الذين عملوا على تمويه الصواريخ في صناديق لتبدو بريئة ومدنية ، وبعد ذلك نقلت الحاويات إلى العراق بتمويه مسار شحن السلاح، حيث حملت على سفينة مدنية متجهة إلى بورسودان ) ، وباتت الرواية الصهيونية المكذوبة ، وارتباكها ، مفضوحة وواضحة للعيان ، حينما أشارت إلى أن : ( السفينة التي تحمل علم بنما ، وتنقل شحنة أسمنت كتب عليها «صنع في ايران»، ضبطت على بعد 1500 كيلومتر عن شاطئ إيلات، ــ في المياه الدولية بين السودان واريتريا ــ وقبل دخولها ميناء سودانياً ) ، وتناقضت تصريحات المسؤولين الصهاينة حول توقيت ضبط السفينة المزعومة ، ولم تكن المعطيات منطقية، حيث نشر الاعلام العبري ، صورا وفيديوهات لقائد سلاح البحرية الصهيوني الجنرال رام روتنبرغ ، وهو داخل إحدى الحاويات عند الإعلان عن ضبط السفينة المزعومة ، بينما الرواية الصهيونية ، تقول إن عملية الضبط ( المفبركة ) للسفينة ،تمت تحت إشراف وزير الحرب الصهيوني الجنرال موشي يعلون ، ورئيس الأركان بني غانتس اللذين كانا في مقر سلاح البحرية، بالإضافة الى ما أشيع أن نتنياهو فكر في إلغاء زيارته إلى واشنطن بسبب ( العملية ذات الطبيعة الاستراتيجية ) ، وبات الكذب الصهيوني أكثر انكشافا ، عند الإدعاء أن ( الصواريخ صناعة سورية ، نقلت جوا من دمشق بالطائرات إلى إيران ، ثم برا الى مرفأ بندر عباس الإيراني الواقع على الخليج، وتم تحميلها في السفينة ، والتي تحركت أولاً إلى العراق ، ومن هناك إلى ميناء في السودان ) !!! ، وادعت الدولة العبرية : ( وجود150 حاوية على متن السفينة ، فيها عشرات صواريخ «إم 302» التي يصل مداها 100 كيلومتر ، وهي من نفس النوع التي استخدمها «حزب الله» ) للتصدي للعدوان والحرب الصهيونية الثانية على لبنان تموز/ يونيو2006، لقصف مدينة حيفا / شمال فلسطين المحتلة ومحيطها ، وزعم ضابط صهيوني كبير : ( أن الجيش الإسرائيلي كانت لديه قرائن قاطعة بوجود صواريخ على السفينة، وتقف إيران خلف هذه العملية ، و السفينة خرجت من ميناء إيراني تحمل الشحنة قبل عشرة أيام من ضبطها ، متجهة إلى ميناء بورسودان، وستنقل الصواريخ من هناك براً ، عبر الأراضي المصرية وسيناء إلى غزة ، وتم تمويه الصواريخ في مرفأ أم قصر العراقي ، وتغطيتها بأكياس اسمنت ، ويخضع طاقم السفينة لتحقيقات موسعة، لكنه لا يعلم شيئاً عن الشحنة ) ، وقال وزير حرب العدو موشي يعلون : ( تمّ اكتشاف أسلحة ذات طبيعة استراتيجية على متن السفينة، بينها صواريخ مختلفة لمديات مختلفة ، معدة لتصل إلى منظمات إرهابية في قطاع غزة عبر السودان ، وبذلك منع الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات محاولة تهريب سلاح يهدف للمساس بمواطني إسرائيل وتشويش روتين الحياة في الدولة ) ، وأضاف : ( إيران مصدرة الإرهاب الأكبر في العالم، وتدرّب وتموّن وتسلّح منظمات الإرهاب في المنطقة والعالم ، وأن محاولة إيران نقل سلاح إلى غزة ، يشكل برهاناً إضافياً على أن قطاع غزة كيان إرهابي برعاية إيرانية، يُعد نفسه لضرب العمق الإسرائيلي ) ، اما نتنياهو فقال أنه : ( فيما تتحدث إيران مع القوى العظمى، تبتسم وتتكلم بلطافة، تقوم بإرسال أسلحة فتاكة لمنظمات الإرهاب، بشبكة متشعبة من العمليات السرية في أنحاء العالم، بهدف ضخ صواريخ وأسلحة فتاكة أخرى للمساس بمدنيين أبرياء ، هذه إيران الحقيقية ، ومحظور أن تمتلك هذه الدولة سلاحاً نووياً ) ، بينما قال قائد سلاح البحرية الإسرائيلي رام روتنبرغ : ( طالما أنت تنفذ عمليات مركزة، فبوسعك استنفاذ فضاءات الفعل ، والعمل بشكل أوسع ، ونمط العمليات هذه أفضل من العمليات التي تنطوي على ضربات واسعة ، وتكون أقل فاعلية) .
ولتعزيز الأكذوبة الصهيونية ، وإكمال إخراج المسرحية ، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض في واشنطن جاي كارني أن : ( الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية الأميركية تعاونت مع إسرائيل لرصد السفينة واعتراضها ، وطلب الرئيس باراك أوباما من قيادته العسكرية إعداد خطط طارئة في حال استدعى الأمر اعتراض السفينة ، وكان يتم تنسيق النشاطات العسكرية والاستخباراتية بشكل وثيق مع نظرائنا الإسرائيليين ، الذين قرروا في نهاية المطاف منع السفينة التي تنقل أسلحة غير مشروعة من العبور ، وسنظل على موقفنا المعارض للدعم الذي تقدمه إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة، بالتنسيق مع شركائنا وحلفائنا ، وهذه النشاطات غير المشروعة غير مقبولة لدى الأسرة الدولية وتشكل انتهاكاً صارخاً لالتزامات إيران إزاء مجلس الأمن الدولي) ، واضاف كارني إن : ( واشنطن شاطرت إسرائيل المعلومات الاستخبارية، وعملت معها عبر قنوات عسكرية منذ اللحظة التي علم بها عن انطلاق شحنة السلاح ) ، وأعلنت وزارة الخارجية الصهيونية أنها : ( ستتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ولجنة العقوبات في الأمم المتحدة ضد إيران لانتهاكها المتكرر للقرارين 1747 و1929 اللذين يحظران عليها تصدير الأسلحة، كما أنها بتهريب السلاح إلى غزة تنتهك قراري مجلس الأمن 1373 و1860) .
وسخر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من : ( المصادفة غير المعقولة، بتزامن إعلان الجيش الإسرائيلي ، مع الحملة السنوية المناهضة لإيران في " ايباك " !!) ، وقال نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والأفريقية حسين امير عبد اللهيان لقناة "بريس تي في" الإيرانية ان : ( إعلان خبر توقيف سفينة إيرانية ، من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي ، هو استمرار للسيناريو الذي بدأ مؤخرا من اللوبي الصهيوني في أميركا "إيباك"، إضافة إلى التحركات داخل كيان الاحتلال ، وهذا الخبر هو : صناعة لـ " قنبلة خبرية " ، يصب في مصلحة تعزيز حالة " إيران فوبيا " ، ليتخذها اللوبي الصهيوني مطية في الكونغرس الأميركي ، للاستمرار في فرض العقوبات ضد طهران ، متذرعين بدعم إيران لما يسمونه " الإرهاب " ، وإن تاريخ كيان الاحتلال الصهيوني في تطبيق الأكاذيب لخداع المجتمع الدولي معروف، وهو سيختلق الكثير من الأكاذيب المشابهة لدعم التهديدات ضد إيران ، وان المعلومات حول ارسال سفينة تنقل اسلحة ايرانية الى غزة ، هي خاطئة ، إنها اكاذيب لا أساس لها ، تكررها وسائل الاعلام الصهيونية ) ، ونفى عبد اللهيان أن : ( تكون الأسلحة المضبوطة كانت قادمة من إيران ، في طريقها إلى قطاع غزة ) ، وأكد أن : ( هذه المزاعم ليست صحيحة ) ، وايضا نفى مصدر عسكري إيراني من الحرس الاسلامي الثوري أن تكون : ( الأسلحة التي ضبطتها " إسرائيل" في البحر الأحمر كانت قادمة من إيران ) ، وكذلك نفت كلا من حركة "حماس" و"الجهاد" أن هذه الأسلحة كانت مرسلة إليهما.
وفبركت الدولة العبرية حكاية السفينة الحالية المزعومة في سياق ( حملة إعلامية كبيرة ) لتشويه صورة إيران ، وسوريا ، وفصائل المقاومة الفلسطينية في العالم ، وأكدت هذا التوجه والمخطط صحيفة "معاريف" الصهيونية بقولها ، أن الدولة العبرية ( تتواجد في أوج عملية إستراتيجية هامة ، لفضح إيران أمام العالم في ظل التقارب الحاصل في العلاقات الإيرانية ــ الغربية التي أفضت إليها مفاوضات المشروع النووي الإيراني ، ولإحباط مساعي الغرب في رفع العقوبات المفروضة عليها ) ، وكشفت معاريف عن الهدف الحقيقي من وراء مسرحية السفينة المزعومة بقولها : ( صدرت التعليمات لجميع أذرع أجهزة المخابرات الإسرائيلية للعمل على إظهار وجه إيران الحقيقي ، وأنها لم تغير جلدها أبداً ، ومستمرة في مساعي إنتاج القنبلة النووية ، وتمويل " الإرهاب " في كل زاوية في العالم ، وليس في منطقة الشرق الأوسط فقط ، وأن عملية ضبط السفينة هي بمثابة حادث هام من الناحية الإستراتيجية ، وترافق توقيته مع تواجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في مؤتمر "الآيباك" لإقناع الأمريكيين بان إيران لا تزال العدو الحقيقي ، وهذه العملية تندرج ضمن الجهود الحثيثة التي تبذلها "إسرائيل" وفق سياسات إستراتيجية واضحة ، لمنع وصول أسلحة متطورة تخرق التوازن العسكري في المنطقة إلى حزب الله أو تنظيمات قطاع غزة ) ، ولكن القناة الصهيونية التلفزيونية العاشرة كشفت أن سيطرة الجيش الصهيوني : ( على سفينة الاسلحة التي ادعي وقوف إيران خلفها لتهريب السلاح الى قطاع غزة ، لم تحقق الهدف الدعائي الاسرائيلي المراد منها ،ولم يحقق المؤتمر الصحفي الذي تم فيه الإعلان عن السفينة بعد وصولها الى ميناء إيلات المحتل ، وعرض الاسلحة أمام وسائل الاعلام العالمية ، الصدى الاعلامي المطلوب ) ، ، ونقلت الصحيفة العبرية عن قائد سلاح البحرية الصهيونية السابق إليلي مروم، قوله: ( الحديث عن عملية حصلت على بعد مسافة كبيرة جدا، ينطوي على تعقيدات كبيرة جدا ، وذلك يعود إلى القدرة الاستخبارية على متابعة القضية منذ بدايتها وحتى نهايتها، وإعداد القوة العملانية التي ستنفذ العملية على بعد مسافات كبيرة ، تزيد عن 1000 كيلومتر، وتنتهي بالوصول إلى السفينة والصعود عليها ، والكشف عن الوسائل القتالية على متنها ) .
وأيضا أكد مصدر في جيش العدو لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية يوم الخميس 6/3/2014الهدف الدعائي والتحريضي من وراء هذا القصة المزعومة بقوله إن : ( إيران كرست اهتماما وتشددا في عملية تهريب السلاح، وبعد فشل العملية، فإنها ستوقف محاولات تهريب الأسلحة عبر المحور الجنوبي لعدة شهور ، وإن الكشف عن السفينة أدى إلى فتح تحقيق داخل حرس الثورة الإيرانية بشأن التسريبات التي تسببت بفشل العملية ) ، ومن ناحيته إدعى رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية (أمان) أفيف كوخافي : ( أن وحدات "أمان" تابعت طوال عدة شهور ، وعملت على "تركيب قطع الصورة الاستخبارية" ، وهناك شهادات تؤكد علاقة إيران بالقضية ، وأدار حرس الثورة وفيلق القدس عملية "تهريب السلاح"، وذلك يشكل مثالا آخر على نشاط إيران في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وتعزيز "المنظمات الإرهابية" في المنطقة ، وأن إيران تخرق المرة تلو الأخرى قرار مجلس الأمن (1747) ، والذي يمنعها من تجارة ونقل الوسائل القتالية ، وأن نقل الصواريخ جوا من دمشق إلى إيران هو الذي أثار الاهتمام الاستخباري ) واضاف كوخافي أن : ( الاستخبارات الإسرائيلية كانت تتابع العملية منذ بدايتها في مطار دمشق ، وعلمت منذ عدة شهور بنقل صواريخ من طراز "أم 302" من مطار دمشق الدولي إلى طهران، بتوجيه من عناصر "فيلق القدس" الإيراني ، وأشعل ذلك الضوء الأحمر ، لأن عمليات نقل الأسلحة تجري في الغالب من إيران إلى سورية ) ،أما الضابط في سلاح البحرية الصهيوني غوديد غور لافي فقد قال إن : ( الحديث عن عملية جريئة وهادئة نفذت على بعد 1500 كيلومتر من شواطئ " إسرائيل "، بطريقة مكنت جنود البحرية من مفاجأة السفينة والاستيلاء عليها،و تم الصعود إلى السفينة ووقفها جرى بموافقة قبطانها، وبالتعاون الكامل من قبل أفراد طاقمها ) ، وأكد المعلّق الأمني في صحيفة «معاريف»، عمير ربابورت، أن : ( الهدف الحقيقي من وراء هذه العملية هو كشف إيران، و" إسرائيل " الآن في خضم مسيرة لها تداعيات استراتيجية، لـكشف ما ننظر إليه كخداع من قبل إيران للعالم الغربي ، وأن الشعور بالإحباط العميق في " إسرائيل " دفعها إلى البحث عن دليل ضد إيران، وإصدار تعليمات لأجهزتها الاستخبارية بالعمل للحصول على دليل بأن إيران لم تغير جلدها، وتواصل جهودها لإنتاج سلاح نووي ، وتشجيع " الإرهاب " في كل أنحاء العالم ،وأن ضبط سفينة السلاح يعد أمرا بالغ الأهمية، من حيث التوقيت، حيث تزامن مع وجود نتنياهو في الولايات المتحدة ، ومحاولته إقناع الأميركيين بأن إيران ما زالت تعد العدو الرهيب ، وضرورة عدم الاستهتار بالخطر الاستراتيجي الذي كان يمكن أن يؤدي إليه وصول هذه الصواريخ إلى غزة ) ، ولم يخف المعلق العسكري في صحيفة " يديعوت أحرونوت " أليكس فيشمان احباطه ويأسه من عدم تحقيق هذه الأكذوبة الصهيونية الجديدة الأهداف الحقيقية ، التي من اجلها تم اختراعها ، وأوضح أنه : ( بالرغم من أن السيطرة على سفينة السلاح ، فهي ليست المسدس الضخم الذي يثبت أن إيران تخرق الشروط التي تضمنها الاتفاق النووي معها، لكنه يبقى مسدساً مهماً، إنهم في " إسرائيل" يأملون أن يلقي هذا الحدث ظلالاً على «هجمة ابتسامات» الرئيس الإيراني حسن روحاني، وأن يؤثر في اندفاع الدول الغربية إلى أحضان إيران الدافئة من النفط ، لكن بالرغم من آمال " إسرائيل " بأن تفعل سفينة «كلوز سي» ما فعلته سفينة السلاح «كارين اي»، التي جرى ضبطها في كانون الثاني 2002 ، حيث أدت في حينه إلى تغيير حاد في موقف الرئيس الأميركي جورج بوش من عرفات، إلا أن احتمال حصول ذلك ليس مرتفعاً، ومن المشكوك فيه أن يغير ضبط السفينة موقف الولايات المتحدة والأوروبيين من القضية الإيرانية، ولن يترك أي أثر على موقف روسيا والصين ، وفي المناخ الدولي الحالي، من المشكوك فيه أن تنجح " إسرائيل " في تحويل هذا الإنجاز العملياتي إلى إنجاز سياسي يتعلق بجهود المصالحة بين الغرب وايران ) ، واعتبر المعلق السياسي في صحيفة ( اسرائيل اليوم ) الصهيونية أن : ( السيطرة على سفينة الصواريخ، كان الجزء الأسهل من العملية، فيما الصعوبات كانت تكمن في الجهود الاستخبارية، والعمل على هذه المسافة البعيدة من " إسرائيل " ، والعملية مثلت دليلاً على أن " اسرائيل " ستواصل جهودها ، لتشويه صورة إيران في العالم، أضافة إلى أنها أحبطت عملية تسليح غزة بوسائل قتالية نوعية ) ، ولاستكمال السيناريو المسرحي للأكذوبة والادعاء الصهيوني ، ركزت وسائل الإعلام الصهيونية الأضواء على بعض العمليات السابقة التي زعمت فيها الدولة العبرية ضبط سفن أسلحة وهي :
1ــ «فيكتوريا» في 15/3/ 2011 اعترضتها بحرية العدو على بعد 200ميل بحري بالمياه الدولية بالبحر الابيض المتوسط
2ـــ سفينة «فرانكوب»اعترضها البحرية الصهيونية 3/11/ 2009 على بعد مائة ميل بحري بالمياه الاقليمية ، شمال سواحل فلسطين المحتلة بالبحر الأبيض المتوسط متجهة نحو سوريا .
3ـــ «كارين إي» في العام 2002، اعترضتها بحرية الاحتلال بالمياه الدولية ، في المنطقة مابين مضيق باب المندب ، وبحر العرب !!! .
والسؤال التلقائي الذي يبرز هنا : كيف ، ومن اين عرفت الدولة العبرية أن شحنة ( السفينة الأكذوبة ) من ( الصواريخ المكذوبة ) موجهة إلى قطاع غزة إذا كان سيتم تفريغها في ميناء بورد سودان بالسودان، هذا على افتراض أن السفينة واصلت طريقها لتصل الميناء السوداني أصلا ، اوأن السفينة كانت تنوي عبور قناة السويس متجهة إلى البحر الأبيض المتوسط ؟
ويتضح من المتابعة لمعطيات هذه ( الأكذوبة الصهيونية الجديدة ) ، أن دولة الاحتلال الصهيوني تعمل على افشال المفاوضات الايرانية / الغربية ـ الأميركية ، حول البرنامج النووي الايراني ، وتسعى بكل الوسائل لافشال التوصل لاتفاق نهائي بين ايران والغرب والولايات المتحدة ، يضمن لايران الاستمرار ببرنامجها النووي للأغراض السلمية ، وكذلك يمنحها حق تخصيب اليورانيوم بمستوى معين ، مقابل السماح لوكالة الطاقة النووية بالتفتيش الدائم على البرنامج ، والالتزام الايراني بالمحافظة على سلمية البرنامج ، ورفع العقوبات الدولية عن ايران ، واعادة الودائع الايرانية في البنوك الاميركية ، بالاضافة الى تفاصيل أخرى عديدة ، تشمل في بعض الجوانب المسائل الاقتصادية المختلفة ، والسياسية ، والاقليمية ، وغير ذلك .... وفي نفس الوقت الذي أرادت فيه دولة الاحتلال المساس بمصداقية ايران في مفاوضاتها مع الغرب ، ارادت أيضا أن تعمل للضغط على الغرب ، من أجل ابعاد ايران عن التعاطي مع الشأن الفلسطيني ، وكذلك سعت الى الحصول على ضوء أميركي / غربي / دولي لتوجيه ضربات مؤلمة لقطاع غزة ، وفصائل المقاومة الفلسطينية ، وكذلك لسوريا , ولكن المخطط الصهيوني فشل ، وانكشفت الأكذوبة ، ولم تجد أحدا في العالم يصدق هذه المسرحية المكذوبة ، ولم تجد لدى الغرب والولايا المتحدة أية رغبة في افشال المفاوضات مع ايران ، ولكن ليس من المستبعد أن تستغل دولة الاحتلال الكذبة التي اخترعتها لتوجيه ضربات بين الفترة والاخرى لقطاع غزة ، وفصائل المقاومة الفلسطينية فيه ، وكذلك لبعض المواقع السورية ن وبعض المواقع أو الأهداف الخاصة بالمقاومة الاسلامية اللبنانية ، سواء داخل لبنان ، أو داخل سوريا ن خصوصا في ظل الانتصارات النوعية التي بدء الجيش السوري والمقاومة الاسلامية اللبنانية في تحقيقها ضد عصابات المسلحين والتكفيرين في مواقع ومحاور عدة داخل سوريا ، سعيا من الاحتلال الصهيوني لممارسة هوايته الدائمة في خلط الأوراق ، ولكن هل ينجح العدو في خلط الأوراق على المستوى الفلسطيني والسوري واللبناني والعربي والاقليمي ، في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من تغيرات جذرية / دراماتيكية ، خصوصا في ظل تهاوي أحادية الاستقطاب في العالم ، لصالح ثنائية أو تعدد الاستقطاب الذي بدأت ملامحه بالتشكل ؟؟
أعتقد جازما أن الكيان الصهيوني سيفشل مجددا في مؤامراته واعتداءاته ورهاناته .... فالمستقبل باذن الله هو لصالح أمتنا وشعبنا وقضيته العادلة ، ولصالح وحدة الأمة ونهضتها وتماسكها وانتصارها ، رغم شدة الآلام والأوجاع التي يعج بها المشهد الفلسطيني والعربي والاسلامي ، ولكن المستقبل لنا ولامتنا ، ولحقنا الثابت / العادل / في أرضنا ومقدساتنا ، ومهما حاول أن يفعل هذا الكيان المجرم ، فهو يسير باتجاه القدر الالهي المكتوب ، فهذه الأمة الاسلامية العظيمة ستنتصر باذن الله ، وهذا الشعب الفلسطيني / العربي العظيم سينتصر ، وسيتوارى هذا الكيان المسخ خلف أسوار خرافته وأكاذيبه ، وسيختفي من الوجود ، لأنه ليس أكثر من خرافة ... نعم خرافة .