يسجل التاريخ أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية تواجه الآن أشد أنواع العدوان الشخصي والثأري من مواقفهم الوطنية الثابتة والواضحة، وأن ما يتعرض له الرئيس أبو مازن هو رداً ظالماً لأنه قالها وبالصوت العالي لا للدولة اليهودية ولا للتنازل عن الثوابت وعلى رأسها حق العودة واللاجئين .
لقد حمل الرئيس الفلسطيني في لقاءه التاريخي مع الرئيس الأمريكي أوباما، تطلعات شعبنا الفلسطيني، وأكد أن الفلسطينيين مصممين على حقهم في الحياة الكريمة والاستقرار في دولة مستقلة عاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال وعدم بقاء أي جندي إسرائيلي في حدود الدولة الفلسطينية، وبهذا وصلت الرسالة الفلسطينية واضحة إلى الإدارة الأمريكية أن الإرادة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني عوامل نجاح أساسية لكل تسوية بالمنطقة وفتح كل آفاق السلام، وأن القضية الفلسطينية ستبقى الأبرز بالرغم من كل المتغيرات، وأنه دون الحل العادل للقضية فلن يكتب للمنطقة أي استقرار .
إن أهم نتائج زيارة الرئيس الفلسطيني إلى واشنطن في 17 مارس هي التأكيد على أن القضية الفلسطينية حية وعنوانا لا يتغير وأن النضال الفلسطيني والحراك السياسي والدبلوماسي مستمر حتى تحقي لم تؤثر على بقاء القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى في المنطقة، ولا يمكن للدول الكبرى أن تحرف البوصلة عنها، وأن (إسرائيل) لا يمكن لها أن تجبر الفلسطيني على قبول ( الدولة اليهودية) مهما اشتد التضييق على الشعب الفلسطيني والقيادة، وان سياسة التهميش والتعسف وإنكار الحق الفلسطيني والعدوان الاحتلالي لن تفلح في تغيير القناعة الفلسطينية .
كما أن نتائج الزيارة قد أظهرت وبوضوح تمسك الرئيس الفلسطيني والقيادة بمفاهيم الحل النهائي من خلال الإرادة والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وأن بقاء (إسرائيل) فوق القانون الدولي والمساءلات، تأكيد راسخ على أهمية استمرار النضال المقدس والمقاومة المشروعة وإيجاد كافة البدائل كعوامل ناجحة في استمرار الفعل الفلسطيني تجاه قضيتنا المقدسة .
إن النضال الفلسطيني يعني انه يجب ان نستفيد من تجربة المقاومة الشعبية ( إحدى استراتيجيات حركة فتح المعتمدة في المؤتمر السادس للحركة)، فلدينا تجربة الأمعاء الخاوية التي أوجدت تضامنا شعبيا ودوليا مع أسرانا البواسل ومستمر ذلك حتى اللحظة، ومواجهة مشروع "برايفر" الذي أجبر الاحتلال على التراجع عنه، وكذلك القرى النضالية الشعبية التي أحرجت الاحتلال أمام العالم وعملت على تنشيط التحام القيادات مع الكوادر مع المتضامنين، فكان باب الشمس والعودة ولا ننسى نعلين وبعلين والمظاهرات الأسبوعية والاحتجاجات ضد جدار الفصل العنصري، وأوجد كل ذلك تصاعد في دعوات المقاطعة للمستوطنات ومنتجاتها كما تم في أوروبا .
إن المقاومة الشعبية هامة جدا، ويجب أن تشكل التحام حقيقي وفاعل ومستمر بين القيادات الفلسطينية وبين الجماهير، وكذلك بين كافة طبقات جماهيرنا وتوجهاته السياسية لأن هذا التساوق المطلوب والاحتضان القيادي والفصائلي الفلسطيني يؤسس لتصاعد هذا النضال وهذه المقاومة الشعبية والتي ترهق الاحتلال وتشكل إحدى البدائل المستمرة في كافة الأراضي الفلسطينية وبمختلف الوسائل التي تتناسب مع إمكانيات شعبنا والظروف المحيطة بنا والمتغيرات العربية والاقليمية والدولية .
كما يجب أن تستمر المقاومة في الجانب الإعلامي والحراك الدبلوماسي وفضح السياسات الاحتلالية وإنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات الفلسطينية .