من قال أن أجمل الورود هي ورود القرنفل والياسمين أو ورود الجوري أو ورود الزنبق ؟
فالحياة كلها ورود ولكن أجمل ورودها هي أنت يا أمي ،أنت وردة لكي خصائص لا تجتمع في كل ورود العالم ويعجز عن وصفها كل الشعراء ويعجز عن تحليلها كل العلماء من علماء الفيزياء والكيمياء ويعجز شرائك كل الملوك والرؤساء والأمراء لأنك وردة هدية من رب السماء فجعلك وردة المحبة والعطف والحنان .
أنت وردة العطاء بلا حدود ،ناعمة القول جميلة الإحساس ،تزدادين عطاء وتزدهرين علينا بالثناء لأنك الأم .
أنت وردة ينبعث منها الدفء ،عظمك من جل في علاه واختار لكي صفة الرحم واشتق ذلك من الرحمن وأقسم بأن يوصل من وصلك ويقطع من قطعك والرب لا يقسم إلا لشيء عظيم ،أنت وردة كرمك الإسلام وأنجبت العظماء .
يا ورود العالم محال أن أجد فيك رائحة أجمل من رائحة أمي ويا ورود العالم محال أن أجد فيك ما تمنحني إياه نظرات أمي من عطاء
يا ورود العالم بكل صفاتك وبجمال ألوانك ونعومة أزهارك فإن أمي وردة قلبها نابض بمحبة وخوف وشوق وعطاء يبقي مستمر للأبناء حتى عندما نكبر .
فيا من لديك أم إياك وأن تغضبها أو تجرح تلك الوردة العظيمة التي لا مثيل لها فتذكر كم هي عانت وسهرت وتألمت وأعطت وقدمت وضحت ومازالت تعطي وتقدم فنحن نرزق ببركة دعوات أمهاتنا أكثر مما نريد فحتي جبابرة البشر كانوا يرحمون بسبب أمهاتهم ففرعون لعنه الله أخر الله عذابه في الدنيا ولم يوقع به من العذاب والغرق وأخر ذلك لأن فرعون كان له أم بار بها فيا الله ما أعظمك جعلت لأمهاتنا مكانة عظيمة وكثير منا يجهل معني ذلك وجعلت الجنة تحت أقدام الأمهات ورسولنا الكريم صلي الله علية وسلم كم كان عظيما في أن يوصينا بأمهاتنا مرارا وتكرارا وكم كان رحيما عندما يقول أوصيكم بالنساء خيرا وحين يقول رفقا بالقوارير .
فيا من تظلم وتتجبر علي تلك النساء التي هي أمك وأختك وزوجتك وأبنتك عليك أن تعلم أن هذا الظلم والتجبر لا يزيدك إلا غباء وحقارة ولا يزيدك إلا مزيدا من العقاب والعذاب لأن الله عظمها وبالإسلام كرمها ورفع من شأنها فمن أنت لتفعل ما تفعل من ظلم وتجبر وتسلط علي حقوقها ،تلك هي رسالتي لي ولكم بأن نحافظ علي ما نملك من ورود وخصوصا أجمل ورود العالم هي الأم التي مهما كبرنا نبقي في نظرها ما زلنا صغارا وتعطينا كل ما لديها من المحبة والحنان وكأنها ولدتنا يوم أمس فيا رب أطل في أعمار أمهاتنا وبارك اللهم في صحة أمهاتنا وأجعلها دوما ورود مزدهرة في حياتنا اللهم آمين
كاتب المقال / هاني زهير مصبح