المسار العام لتطور الأحداث هو ا ن ألدوله السورية صمدت وانتصرت ، وان خطر ما يتهدد سوريا أصبح من الماضي ، لقد تم تجديد الاعتراف الدولي بالجمهورية العربية السورية وسيادتها واستقلالها وموقعها الخاص في الجيوسياسيه الاقليميه ، لا بل وتجديد الاعتراف بالشرعية السورية وحق السوريين وحدهم في التفاهم على تطويره ، كل المشاريع التامريه التي استهدفت سوريا قد فشلت ، وفشل الرهان على إسقاط ألدوله السورية وسقط المخطط الأمريكي الصهيوني لإسقاط سوريا وتصفية القضية الفلسطينية ، نجحت سوريا بصمودها وتماسك جيشها وقدرتها على الحسم العسكري ، ونجحت سوريا بانتصارها من تعزيز مبدأ ومفهوم التغير الإقليمي والدولي ، وان تعزيز هذا المفهوم قاد روسيا لتقف في وجه السياسة الامريكيه في الصراع على سوريا واستعمال حق النقض الفيتو ضد التدخل في الشأن السوري وقاد روسيا لان تقف موقف المتحدي للسياسة الامريكيه والغرب في أزمة أوكرانيا ، إن صمود سوريا هو الذي دفع في هذا الموقف الروسي الصيني لمواجهة التحكم القطبي الأحادي الأمريكي في حكم العالم ، وان سوريا في مواجهتها للمخطط الأمريكي الصهيوني هي من قادت إلى هذا التغيير وعملت على تعزيزه وتدعيمه.
الموقف الروسي الصيني من ألازمه السورية له انعكاسات كبيره على المنطقة والعالم ، إن سوريا تسجل انتصارا منقطع النظير في مواجهتها للإرهاب الممارس ضدها والمدعوم من قبل أمريكا والغرب ودول عربيه وإقليميه وان هناك أسباب لهذا الانتصار السوري وهي تراجع وضمور الحواضن الاجتماعية المحلية للمجموعات المسلحة وانحسار ذلك بالمجموعات الارهابيه المدعومة من أمريكا والغرب ودول إقليميه ، وان هناك غطاء دولي وإقليمي للدولة السورية في محاربتها للإرهاب ، إن انتصار سوريا قد قلب موازين القوى حيث احتكرت أمريكا حكم العالم إذ وفق النظام الدولي الجديد بالنسبة لأمريكا هو احتكار حكومتها لأسباب التفوق العسكري والثقافي والعلمي وتنصيب نفسها قيمه ووصيه على العالم ، وأي قرار يخص العالم يجب أن يكون أمريكيا ، وقد عمدت أمريكا لتكريس نفسها على حكم العالم بالتهديد والوعيد وبوجهة النظر الامريكيه أن كل من يخرج عن السيطرة الامريكيه يشكل تهديدا للأمن والسلم ا لعالمي وينسب لمعسكر الشر ، وأصبح حلف الناتو احد أهم أدوات التدخل من قبل الغرب في شؤون العالم وهو أداة التدخل الجماعي بقيادة الولايات المتحدة الامريكيه ضد الحركات والثورات والشعوب والدول التي لا ترضخ للهيمنة الامريكيه تحت ستار الشرعية الدولية الذي تعطي أمريكا لنفسها الحق في التدخل في الشؤون الداخلية للدول بذريعة الإرهاب ورفض السلام وهذا ما حصل في احتلال افغانستان وفي احتلال العراق وفي حرب البلقان وفي التدخل في ليبيا ، سوريا قد غيرت موازين القوى الدولية والاقليميه وغيرت من حقيقة أللعبه الدولية الاقليميه ، الأزمة السورية والصراع على سوريا وضعت أمريكا أمام مأزق مخططها وسياستها في المنطقة.
وان المخطط الأمريكي الصهيوني قد اصطدم بالصمود السوري الأسطوري ومقاومته للمخطط الذي استهدف إسقاط سوريا ضمن هدف سعت من خلاله أمريكا لإضعاف المحور الإيراني السوري حزب الله ، لم يكن في حسبان أمريكا وحلفائها قدرة سوريا على الصمود وكانت المراهنة بقرب إسقاط ألدوله السورية ، تيقنت أمريكا والغرب باستحالة ألقدره على إسقاط سوريا وعدم ألقدره على التدخل العسكري من قبل حلف الناتو بالتدخل العسكري نتيجة التغير في الموقف الروسي والصيني الرافض لأي تدخل خارجي في ألازمه السورية ، قبلت أمريكا بالتوافق مع روسيا على حل ألازمه السورية عبر الحوار وقبلت بمبدأ جمع الدول السورية والمعارضة في جنيف 2 ، حاولت أمريكا من فرض أجندتها لعملية التغيير في نظام الحكم عبر هيئه انتقاليه عبر المفاوضات والحوار إلا أنها فشلت في مسعاها ومخططها وعمد أطراف الصراع المتحالفون مع أمريكا من تصعيد الصراع العسكري ضد سوريا ، لكن الحسم العسكري السوري كان الأقوى والأشد حيث سقطت قلاع المجموعات المسلحة في القلمون ويبرون والحصن وتمكن الجيش العربي السوري من تحقيق انتصارات غيرت حقيقة في موازين القوى ، يتضح من الوقائع الميدانية في الحرب على سوريا كما يوضح خبير استراتيجي أن مختلف أنواع الاسلحه ومختلف أنواع العصابات في بلاد الأمويين بما فيها الاسلحه المحرمة دوليا ، بحيث توقف المراقبون كما أشارت وكالة الإنباء العالمية عند عبارة وردت في بيان مدعي ولاية فرجينيا نيل ماك ومكتب التحقيقات الاتحادي حول اعتقال الجندي الأمريكي السابق اريك هارون لدى عودته إلى الولايات المتحدة من سوريا حيث كان يقاتل في صفوف المجموعات المسلحة ، وتحديدا في جبهة ألنصره ، يقول المدعي الأمريكي العام ماك ، أن هارون يواجه السجن مدى الحياة إذا أدين باستخدام أسلحة الدمار الشامل مع منظمات إرهابيه تابعة لتنظيم القاعدة ، إن كل التطورات والوقائع الميدانية رغم شراسة الهجمة على سوريا فإنها لم تفلح في كسر الجيش العربي السوري ، الذي استطاع بسرعة مذهله أن يستوعب الدروس والعبر ويستخلص النتائج جراء تأقلمه مع هذه الحروب ، فكان دوما يستعيد زمام المبادرة ويباشر حرب تطهير سوريا من المرتزقة وفلول المجموعات الارهابيه التي أفضت بحسب الخبير الاستراتيجي إلى وقائع ميدانيه جديدة أخذت تفرض ثقلها على المسلحين وداعميهم الأعراب والترك والغربيين ، فاخذ تدفق المسلحين والمرتزقة من كل الجنسيات بالتراجع ، إن انتصار سوريا قد غير من حقيقة المعادلات الاقليميه ووضع أمريكا والغرب وإسرائيل وحلفائهم أمام معادلات مستجدة ومتغيرات لا بد من إعادة تقييم الأوضاع وفق تلك المستجدات ، إن أمريكا تعود لمشاريعها القديمة وذلك بإعادة تفعيل الحلف الأمريكي التركي الإسرائيلي أو ما يشبه حلف بغداد في محاوله لتطويق إيران والمقاومة في لبنان وإغراق العراق في حروب قبليه مذهبيه وعشائرية لأنه في ظل صمود سوريا وتقدمها نحو الانتصار الكبير ثمة عمق بشري واستراتيجي يرتسم لانطلاق حلف عملاق سيغير من وجه المعادلة يمتد من إيران إلى سوريه مرورا بالعراق ، إن مساحة إيران وحدها تساوي مساحة بريطانيا وفرنسا واسبانيا وألمانيا مجتمعة فكيف إذا تكاملت هذه المساحة في حلف استراتيجي مع العراق وسوريا أو ما يطلق عليه الجبهة الشرقية في مواجهة إسرائيل ، وإذا ما تكاملت تلك القوه مع روسيا وحلف البر يكس في حلف استراتيجي ، فان هذا سيعيد التوازن العالمي من جديد ، إن أمريكا والغرب يدركان حقيقة انتصار سوريا وانعكاس هذا الانتصار على التغيرات الاقليميه والدولية مما جعلهما يسارعان لإبرام اتفاق جنيف مع إيران بشان مشروعها النووي ، وان أمريكا والغرب يجدان أنفسهما بمأزق نتائج الصراع على سوريا ، وان نتائج الصراع على سوريا تترك آثارها على مجلس التعاون الخليجي وتلقي بظلالها على حقيقة الصراع مع إسرائيل وان هذا الانتصار له انعكاس على دول المنطقة وبخاصة دول الجوار السوري حيث أن انعكاس نجاح وانتصار سوريا انعكس بالصراع الذي يشهده شمال لبنان وان ما تشهده تركيا من صراع على الحكم إن هو إلا انعكاس للانتصار السوري ، إن حقيقة الصراعات الاقليميه هو نتائج الانتصار السوري حيث أن جميع التحالفات في طريقها للتغير ولن يكون بمقدور أمريكا والغرب للتحكم في هذه التغيرات حيث أن انتصار سوريا هو تعزيز لمبدأ ومفهوم التغير الدولي والإقليمي.