لم يعد من المجدي الاستمرار في مفاوضات السلام العبثية ولم يعد الوثوق بالتعهدات الامريكيه غير الموثوق فيها لتقود إلى تحقيق السلام المجدي الذي يحقق آمال وطموحات الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ، وأصبح من الضروري مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وفق ما نصت عليه كافة القوانين والمواثيق الدولية ، وان تعزيز وتكريس المقاومة الشعبية لمقاومة ومناهضة الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وبسط السيطرة الامنيه الاسرائيليه على الشعب الفلسطيني هو ضمن المقاومة المحقة والمشروعة للشعب الفلسطيني ، والمقاومة الشعبية هو مفهوم مغاير للمقاومة العسكرية أو المقاومة المسلحة ، المقاومة حق مشروع كفلته القوانين والمواثيق الدولية وضمنته اتفاقية جنيف ولاهاي للإقليم المحتل الحق بمقاومة الاحتلال العسكري الغير المشروع ، إلا أن التصنيفات التي دأبت أمريكا بتصنيفها بحق حركات المقاومة واعتبار المقاومة عمل إرهابي ،على اعتبار أن أمريكا دولة احتلال تحتل أراضي العراق وأفغانستان ، حيث حرمت المقاومة وصنفت العديد من قوى المقاومة العربية والاسلاميه ومن بينها التنظيمات الفلسطينية على قائمة المنظمات التي تتصدر الإرهاب وإعطاء إسرائيل مشروعية سحق وضرب المقاومة الفلسطينية ، مما أعطى حكومة الاحتلال الإسرائيلي مشروعية القتل الممنهج وبضرب البني التحتية الفلسطينية عقب انتفاضة الأقصى تحت حجة مقاومة ما تسميه حكومة الاحتلال بمواجهة الإرهاب ، وبنتيجة انعدام التكافؤ بالقوى ، ولكون الدول العربية المحيطة بإسرائيل ترتبط باتفاقات سلام مع إسرائيل أو اتفاقات هدنه وبالتالي انعدام الدعم الحقيقي لأية مقاومه عسكريه لانعدام العمق الجغرافي لأية مقاومه مسلحه ضد الاحتلال الإسرائيلي فان ذالك يتطلب من الشعب الفلسطيني إعادة خياراته وبالتالي يتطلب تفعيل المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بما يتناسب والوضع الإقليمي والدولي وبما عليه الشعب الفلسطيني ، فالمقاومة المسلحة وفي ظل الوضع الذي عليه الشعب الفلسطيني تعد مقاومة انتحار نظرا لتمتع إسرائيل بالقوة الغاشمة وبالإمكانيات التكنولوجية وبتحكمها بحياة المواطن الفلسطيني في ظل انعدام الدعم المادي والعسكري واللوجستي لأية مقاومه تنطلق من الأراضي الفلسطينية المحتلة ،
كما أن إمكانيات الشعب الفلسطيني تكاد تكون محدودة لأية مقاومه عسكريه بفعل تحكم إسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة ، وجميعنا يذكر الوضع الفلسطيني منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 ولغاية الآن وما تعرض له قطاع غزه من حرب مدمره عام 2008 و2012 حيث معاناته المستمرة ولغاية الآن وهذا ما يعطينا الدلالة على أن المقاومة العسكرية في ظل الوضع الإقليمي والدولي تكاد تكون مستحيلة الأمر الذي يتطلب التكيف مع الوضع الإقليمي والدولي والعربي والعمل على تفعيل مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل والسبل من اجل إنهاء سيطرة وتحكم الاحتلال الإسرائيلي بمقدرات الشعب الفلسطيني وتقصير أمد الاحتلال الإسرائيلي من خلال تأليب الرأي العام الدولي على الاحتلال وممارساته وتجنيد القوى الفاعلة والضاغطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، لقد تمكن الاحتلال من فرض هيمنته وفرض وجوده على الأرض الفلسطينية وتمكن من قلب الحقائق والوقائع على الأرض من خلال انتزاع الأرض من الفلسطينيين وفرض هيمنته من خلال تكريس الاحتلال وبناء المستوطنات والاستيلاء على الأراضي والمياه والسيطرة على المعابر والحدود وفرض سياسة الطوق الأمني وتحويل الأرض الفلسطينية إلى كنتونات وتمكنت قوات الاحتلال من التحكم بالمعيشة اليومية للشعب الفلسطيني والتحكم بالموارد الفلسطينية وبناء المصانع الاسرائيليه فوق الأرض الفلسطينية واستغلال الأيدي العاملة الفلسطينية لصالح الاقتصاد الإسرائيلي وبالتالي أصبح الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية احتلال مربح وتجني إسرائيل من وراء احتلالها للأرض الفلسطينية مرابحة اقتصاديه وأصبح الاحتلال بمثابة استثمار لحكومة الاحتلال ؟؟؟؟؟
وهنا تكمن المعادلة بكيفية مناهضة مخططات الاحتلال ؟؟؟ وبضرورة أن يصبح الاحتلال الإسرائيلي عبئا على إسرائيل وشعبها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهذا يكمن في كيفية تفعيل المقاومة الشعبية ، تلك المقاومة التي يكون بمقدورها مناهضة ومقاومة الاحتلال ، ولا تكمن المقاومة الشعبية بتظاهره هنا واحتجاج هناك ، وإنما تقع ضمن خطه منهجيه وعمليه لكيفية عمل المقاومة الشعبية لمواجهة مخططات الاحتلال وإلحاق خسائر بالاحتلال الإسرائيلي وقلب المعادلة من احتلال مربح يجني الاحتلال أرباح من جراء تكريس الاحتلال إلى احتلال مكلف تتحمل حكومة الاحتلال خسائر اقتصاديه من جراء احتلالها واستمراره بالتحكم بالشعب الفلسطيني وهنا تكمن المعادلة إذ أن إسرائيل حولت الضفة الغربية وقطاع غزه إلى سوق استهلاكي لمنتجاتها وحولت الاقتصاد الفلسطيني إلى اقتصاد خدمات واقتصاد استهلاكي ليس إلا تجني الأرباح من جراء ذالك وتحقق مردود مادي من جراء بيع منتجاتها وتحصيل الضرائب على الاستيراد وغيره وهنا تكمن المعادلة في كيفية عمل تلك الحسابات وتحويلها من مكاسب إلى خسائر للاحتلال إنها معادلة ومفهوم المقاومة الشعبية وهنا نسوق الامثله على ذالك التي تتطلب من الحكومة الفلسطينية والتي رفعت شعار إقامة الدولة الفلسطينية وتكريسها إلى واقع بحلول 2011 ورفعت شعار المقاومة الشعبية لمناهضة الاحتلال فلا بد إذا من وقف الأيدي العاملة الفلسطينية والتي تعمل في المستوطنات بالبناء وبالمصانع مضافة إلى تفعيل مقاومة المنتجات الاسرائيليه المصنعة بالمستوطنات وتسويقها بالسوق الفلسطينية ، منع كل البضائع المستوردة من إسرائيل ويوجد لها بديل في الضفة الغربية وقطاع غزه بمنع التعاطي معها لوجود البديل الفلسطيني وهناك قائمه طويلة من تلك المنتجات التي بمستطاع الشعب الفلسطيني أن يستغني عنها إذا ما أراد تفعيل المقاومة الشعبية ومناهضة الاحتلال لأجل أن يتخلص من الاحتلال ، العمل على كيفية استغلال الأرض والنهضة الزراعية التي من شانها استيعاب الأيدي العاملة باختصار المقاومة الشعبية ليست شعار يرفع وليست مظاهره هنا وهناك إنها عمل مقاوم عمل سلمي يختطته الشعب لأجل مقاومة المحتل ومواجهة إمكانياته العسكرية بإمكانيات الشعب المحتل المدنية لمواجهة المحتل وإنهاء احتلاله فهل نجسد المقاومة الشعبية بالفعل والقول والعمل ضمن خطه منهجيه عمليه ، لمقاومة الاحتلال بشعار اعمل من اجل أن تنهي الاحتلال وقاطع من اجل أن تتحرر من قيود الاحتلال وشد الاحزمه على البطون من اجل تقنين استعمال المواد الغذائية الموردة من إسرائيل فهل بمقدورنا خوض معركة المقاومة الشعبية بكل ما تعنيه من كلمه لمناهضة الاحتلال ، وهل من تفعيا حقيقي وتجسيد لمفهوم المقاومه الشعبيه ، وهل من خطة استراتجيه للمقاومه الشعبيه والانتقال من الشعارات للعمل والبدء بالتنفيذ التدريجي لمفهوم المقاومه الشعبيه ، لسنا بحاجه للشعارات فنحن احوج ما نكون اليوم للبدء بخطة العمل لترسيخ وتدعيم مفهوم المقاومه الشعبيه