القمة العربية في الكويت تحت مسمى قمة التضامن لمستقبل أفضل... هل تقود للعمل العربي المشترك

بقلم: علي ابوحبله

القمة العربية في الكويت في دورتها الخامسة والعشرون تعقد والعرب في أسوأ مراحل تاريخهم الحديث ، ثورات الربيع العربي انعكست بمزيد من الانقسام في العالم العربي ، وأصبح الإرهاب المنتشر في العالم العربي يستهدف الأمن القومي العربي ، والتفكك العربي أصبح السمة المميزة للعلاقات التي تحكم عالمنا العربي ، النظام العربي عاجز عن مواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف عالمنا العربي ويستهدف تصفية القضية الفلسطينية ، إن خطورة ما يستهدف ألامه العربية من مخاطر تتهدد وحدة الدول العربية من خطر التقسيم وخاصة ما يتهدد سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا وما يواجهه السودان بفعل التقسيم وما يتهدد الصومال وما يتهدد القضية الفلسطينية من مخطط التصفية كل تلك الأخطار المحدقة أصبحت تتهدد ألامه العربية بمزيد من التفسخ والتفكك بفعل المخططات التي تعصف بتلك البلدان بفعل ما يطلق عليه ثورات الربيع العربي.

إن انعكاس الخلافات بفعل اختلاف وجهات النظر في مجلس التعاون الخليجي قاد إلى اتخاذ قرار من قبل السعودية ودولة الإمارات والبحرين لسحب السفراء من إمارة قطر وان دعم إمارة قطر للإخوان المسلمين أصبح مصدر قلق لدى دول مجلس التعاون الخليجي وان هذه الخلافات أصبحت تتهدد مجلس التعاون الخليجي ، في ظل هذه الأجواء العاصفة التي تمر فيها العلاقات العربية تعقد القمة العربية في الكويت في دورتها الخامسة والعشرون تحت شعار ومسمى قمة التضامن لمستقبل أفضل ، القمة العربية في الكويت التي تعقد في الخامس والعشرين من مارس 2014 على جدول أعمالها قضايا سياسيه واقتصاديه وأمنيه ، وبحسب المعلومات أن ملف القضية الفلسطينية يتصدر جدول أعمال القمة العربية وان ألازمه السورية هي من أولى أولويات النظام العربي ، إن المرحلة الدقيقة التي تمر فيها ألامه العربية وخاصة بعض بلدان العالم العربي تنعكس على القمة العربية وان مستجدات الوضع في سوريا له انعكاس على مواقف بعض الدول العربية وان أولى انعكاسات التغير على الموقف العربي هو رفض بعض الدول العربية لا ن تحتل المعارضة السورية لموقع سوريا الرسمي في القمة العربية في الكويت ، حيث ترفض كلا من العراق ولبنان ومصر والجزائر من أن تحتل المعارضة السورية مقعد ألدوله السورية حيث شغلت المعارضة السورية موقع سوريا في قمة قطر.

بالرغم من الضغوط السعودية والقطرية لشغل المعارضة موقع سوريا في قمة الكويت إلا أن الخلاف قد افشل تلك الضغوطات ، إن جدول أعمال القمة يتصدر موضوع التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين وان موضوع المساعي الامريكيه لخطة الإطار المقترحة من جون كيري تحظى باهتمام القمة حيث تناقش القمة الموضوع لتنتزع بعض الدول العربية من القمة العربية موقف عربي يدعم الجهود الامريكيه ليكون بمثابة ورقه تقدمها السعودية للرئيس الأمريكي اوباما في زيارته للسعودية مع أواخر الشهر الحالي ، القمة العربية لن يكون بمقدورها لتقدم الجديد في موضوع التعاون العربي المشترك في ظل الخلافات التي تعصف بين الدول الأعضاء المشاركين في القمة ، وان القمة العربية لن تبادر لسحب المبادرة العربية للسلام ، وان جل ما تسعى القمة العربية في الكويت لتحقيقه إيجاد غطاء ودعم للوسيط الأمريكي في خطة الإطار المنوي تقديمها للضغط على الفلسطينيين للقبول في استمرار المفاوضات توطئة لمصالح البعض من الدول العربية التي تسعى للمقايضة والمساومة على القضية الفلسطينية بملفات إقليميه من بينها الملف النووي الإيراني والعلاقات مع إيران وخاصة فيما تم التوصل إليه في اتفاق جنيف بين إيران والدول الخمس زائد واحد ، القمة العربية تبقى عاجزة عن تحقيق أي تقدم على مسار الحوار السوري وهي عاجزة عن تحقيق اختراق في موضوع ألازمه السورية لان المجتمعين في القمة وعبر مواقفهم ألتصعيديه ضد سوريا أصبح من الصعب القبول بوساطتهم ، خاصة وأنهم يحرضون على سوريا ويدعمون المجموعات الارهابيه ويقدمون المال والسلاح لهذه المجموعات لأجل استمرارية الصراع ضمن ما يسعون لتحقيقه لإسقاط ألدوله السورية.

إن القمة العربية الخامسة والعشرون لن تكون بأفضل من القمم السابقة ولن يكون بمستطاعها تحقيق الأفضل لجهة التضامن العربي ومحاربة الإرهاب ولا يمكن المراهنة على قراراتها لبناء المستقبل العربي ، لن يكون بمستطاع القمة العربية لتحقيق الوفاق والاتفاق حول العديد من القضايا وأهمها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية لان مواقف العديد من الدول العربية نابع أساسا من الموقف الأمريكي والغربي وان هناك العديد من الدول العربية من يربطهم علاقات تنسيق وعمل مشترك مع إسرائيل ولن يكون بمقدور الدول العربية للتوصل لاتفاق استراتيجي عربي يقود لعمل عربي مشترك لمواجهة إسرائيل ووضع حد لاحتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية أو لفرض موقف عربي ضاغط بعد رفض إسرائيل للتعامل والتعاطي مع المبادرة العربية للسلام ، القمة العربية في ظل دعمها للمعارضة السورية ودفعها للمزيد من التصعيد العسكري لن يكون بمقدور القمة أن تكون وسيطا نزيها ومحايدا في الحوار السوري ، القمة العربية في الكويت وهي تتجاهل تغير موازين القوى والتغير الدولي والإقليمي ستبقى مواقفها مرتهنة بالموقف الأمريكي ولن يكون بمقدورها من محاربة الإرهاب لان الإرهاب في مكوناته الاساسيه هو جزء من السياسة الامريكيه الصهيونية الداعمة للإرهاب ، ما لم تخرج القمم العربية من عباءتها الامريكيه وما لم يكن هناك موقف عربي مستقل يأخذ بحسبانه للتغيرات الدولية والاقليميه ويتحرر من التبعية الامريكيه يبقى الموقف والقرار العربي منتقصا ويبقى التضامن والمستقبل العربي في علم الغيب.