وضع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليبو جراندي اليوم الاثنين، حجر الأساس لمشروع ابتكاري لإنشاء أول مدرسة صديقة للبيئة تحمل أسم "مدرسة الكويت الخضراء"، والتي لا تنتج أي عوادم مضرة للبيئة، في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وجاء هذا المشروع بعد عمل مكثف من قبل مهندسي "الأونروا" بالتعاون مع شركة التصميم للمشروع الإيطالية "ماريو كوشينيلا" وبتمويل سخي من الصندوق الكويتي للتنمية العربية وعبر البنك الإسلامي للتنمية.
وحضر حفل وضع حجر الأساس الى جانب مفوض عام "الأونروا" فيليبو جراندي، مدير العمليات في غزة روبرت تيرنر ومساعده ولفيف من مسئولي "الأونروا"، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الاغا، ومحافظ خان يونس أسامة الفرا، ورئيس بلدية خان يونس يحيى الاسطل، وممثلين عن سلطة الطاقة والمياه وجودة البيئة ومؤسسات أخرى.
وقال جراندي :"إنني سعيد للغاية بتواجدي هنا في خان يونس لإطلاق مشروع أول مدرسة صديقة للبيئة، وهي الأولى من نوعها بمنطقة الشرق الأوسط بشكلٍ رسمي، فالتحديات التي تواجه غزة والموثقة جيدًا خاصة في مجال الكهرباء والمياه كانت وراء هذا النهج".
وأضاف جراندي "هذه هي زيارتي الأخيرة لغزة بصفتي مفوضًا عامًا للأونروا، فإنني سعيد لتمكني من لفت الانتباه لهذا التوجه الجديد، والذي يعتبر خطوة صغيرة، لكنها هامة في التخفيف من بعض التحديات الحقيقة التي تواجه غزة".
وشدد إلى أن "نجاحنا بهذا المشروع يدلل على أننا مبدعين وقادرين على فعل أي شيء رغم التحديات التي تواجهنا وأهمها الحصار المفروض على القطاع، وأولويتنا والأمم المتحدة مثل هكذا مشاريع، والأمين العام للأمم المتحدة زار خان يونس قبل سنوات وأطلعناها على فكرة المشروع."
وتابع جراندي "ربما المدرسة لم تكسر الحصار لكنها تكسر الهوة بأزمة الطاقة والمياه والهواء وهذه أهمية المدرسة، وهنا لا بد للعالم أن يتذكر، لا بد من رفع الحصار، معبرًا عن سعادته بإطلاق المشروع، متوجهًا بالشكر لكل من ساهم بانجازه.
وفي أغسطس عام 2012م، أصدر فريق الأمم المتحدة القُطري في فلسطين تقريره بعنوان "غزة في العام 2020 مكان غير ملائم للعيش"، والذي أبرز بوضوح بعض التحديات الأساسية التي تواجه قطاع غزة على مدار السنوات المقبلة.
وتعتبر قضيتا المياه والكهرباء من أخطر هذه التحديات، فحتى اليوم يحصل سكان القطاع على الكهرباء بنسبة 50%، في الوقت الذي ينمو فيه الطلب بسرعة، في ظل بقاء الإمداد محدودًا، وبالتالي متوقع زيادة العجز، أما بالنسبة للمياه فما يزيد عن 90% والتي تأتي من المياه الجوفية الساحلية، غير صالحة للشرب.
وتشير التقارير إلى أن طبقة المياه الجوفية ستصبح غير صالحة للاستعمال بحلول عام 2016م، وستكون تضررت بشكل لا رجعة فيه بحلول عام 2020م.
بدوره، قال تيرنر : "إنّ هذا المشروع ملائم جدًا لحالة غزة نظرًا للظروف البيئية والتدهور السريع لوضع المياه بشكل خاص، في الوقت الذي فيه الآثار الاقتصادية للحصار القائم لها اثراً بالغًا، فيجب علينا أيضًا التفكير في الأساليب المناسبة لمعالجة هذه التحديات البيئية".
وأصدرت "الأونروا" عام 2013م، تقريرًا بعنوان "غزة في العام 2020م: الاستجابة العملياتية"، والذي قدم شرحًا بشكل مُفصل حول كيف يمكن للأونروا المساهمة في إيجاد حلول لبعض التحديات البيئية الأشد إلحاحًا والتي تواجه قطاع غزة.
من جانبه، أوضح مصمم المشروع "ماريو كوشينيلا" إلى أن "هدفنا الرئيس هو توفير أجواء تعليم ملائمة للطلبة في بيئة خالية من التلوث بيئة طبيعية، وبكل تأكيد هذا الأمر ينعكس إيجابًا على مستواهم التعليمي وعلى مستوى التعليم بشكلٍ عام في مدارس "الأونروا" في غزة، كذلك تعني لنا المدرسة الخضراء رمز السلام."
فيما أشار، مدير غرفة المهندسين في الوكالة رفيق عابد أن "المدرسة الخضراء" ستقام على مساحة تقدر بحوالي "4300متر مربع" و قوامها "ثلاثة طوابق" وتضم "32 فصل دراسي" تسع لنحو "1000 طالب"، وتعتمد بالهواء والماء والطاقة على الطبيعة."
من جانبه عبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الأغا، عن شكره لدولة الكويت على تبرعها لبناء هذا النوع من المدارس في فلسطين، مشيراً إلى أن دولة الكويت لم تتأخر يوماً عن دعم المشاريع الخدماتية المقدمة من "الأونروا" وكانت السبّاقة دوماً في الاستجابة لنداءات الإغاثة الأخيرة التي أطلقتها الأونروا لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
ودعا الدول العربية والدول المانحة الاستمرار في دعمها الى "الأونروا" وتمويل مشاريعها الحيوية والهامة في المخيمات الفلسطينية التي تصب في خدمة اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم.
وأشاد الأغا بالدور الكبير الذي لعبه جراندي الذي ينهي هذه الأيام عمله كمفوض عام "الأونروا" في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين من خلال موقعه وقيامه بتنفيذ البرامج الخدماتية والإغاثية والطارئة التي أنيطت به في مناطق العمليات التي تديرها "الأونروا" في كل من سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك في طريقة التعامل مع الحالة الطارئة والصعبة التي يعيشها الفلسطينيين في ظل الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة والعدوان المتواصل على الضفة الغربية، وجهوده الدؤوبة التي قام بها لمعالجة الأزمة المالية التي تعاني منها "الأونروا" في البحث عن شركاء جدد لتوسيع قاعدة المانحين لها.
واليكم هذا التقرير المصور لاحتفال افتتاح المدرسة الخضراء في خان يونس.