أيها الفلسطينيون، لا تنجروا إلى العنف

بقلم: فايز أبو شمالة

ايها الفلسطينيون، لا تنجرفوا إلى مربع العنف، إياكم وتصديق الدعوات الزائفة لمقاومة الاحتلال، احذروا أيها الفلسطينيون، من الانجرار بوعي أو بدون وعي وراء مخططات الاحتلال الإسرائيلي، التي تستهدف نسف حالة الأمن الهانئ، الذي نعيشه في الضفة الغربية.
هكذا يحذرنا كتاب السلطة الفلسطينية في رام الله، وسياسيوها، وقادتها التاريخيون، يحذرون شعبنا القابع تحت الاحتلال من المقاومة، لأنهم لا يؤمنون إلا بالمفاوضات ممثلاً وحيداً للشعب الفلسطيني، لذلك نبذوا المقاومة منذ موافقتهم على شروط الرباعية، التي اعتبرت المقاومة إرهاباً، ولكنهم خففوا التسمية على الأذن الفلسطينية، فقالوا: إياكم والعنف.
القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني ترى أن العنف هو المربع الذي تجرنا إليه دولة الاحتلال، بينما مربع السياسة؛ فهو المكان الذي يخاف منه الإسرائيليون، وعليه، فاحذورا أيها الفلسطينيين من الوقوع في مصيدة العنف، وإياكم أن تغضبوا، وإياكم وردات الفعل على جرائم الاحتلال، اضبطوا انفسكم حتى لو اقتحم الإسرائيليون مخيم جنين، ومخيم قلنديا، ومخيم بلاطة، وميدنة نابلس، والجلزون، وإياكم ورفع عيونكم في وجه الاحتلال الإسرائيلي حتى ولو اقام عشرات الوحدات الاستيطانية، وأغلق الطرق بالحواجز، وقام بتهويد المسجد الأقصى، ومزق مدينة الخليل إلى أشلاء، اضبطوا أنفسكم في قلقيلة وطولكرم، ولا تنجروا إلى مربع العنف.
هكذا تحذرنا سلطة رام الله، صباح مساء، وتقول للفلسطينيين: إن الاحتلال الإسرائيلي يجركم إلى العنف كي يتملص من الضغط الأمريكي، وكي يتهرب من استحقاق المفاوضات، لأن المفاوضات تشكل مقتلاً للاحتلال، فاحرصوا أيها الفلسطينيون على استمرار المفاوضات حرصحكم على حبات عيونكم، حافظوا على المفاوضات حفظكم لأعراضكم، وأطفالكم، ولاسيما بعد أن اتضح أن الاحتلال يريد أخذنا الى دائرة العنف، لأن العنف يناسبهم، وسيكون بمقدورهم اقتراف الفظائع وإدانة الضحايا، أما في دائرة السياسة، فإن الإسرائيليين هم الطرف الأضعف، الذي احترقت ذرائعه واتضح تطرفه، وتبدى صلفه وغروره!.
هذا المنطق الانهزامي الخبيث قد وجد طريقه إلى مسامع الفلسطينيين في تلك السنوات التي سبقت اغتصاب فلسطين سنة 1948، عندما نشر الإعلام اليهودي أخباراً تؤكد على ضرورة ترك الأرض، والنجاة بالعرض، فالأرض يمكننا الرجوع إليها فيما بعد، ولكن شرف المرأة إذا ضاع لا يسترد، ليكتشف الفلسطيني فيما بعد أن الذي فقد أرضه قد فقد كرامته وعرضه.
إن القيادة التي تحذر الشعب الفلسطيني من الانجراف إلى المقاومة، هي قيادة معادية للشعب الفلسطيني، وتبرر جريمة التنسيق الأمني، وتبرر دورها المشبوه في فتح الطرق أمام المخابرات الإسرائيلية كي تعبر بأمان حتى غرف نوم الفلسطينيين، لتستأسد عليهم، وتقتلهم على اختلاف تنظيماتهم بدم بارد، كما حدث قبل يومين في مخيم جنين.