آذار شهر المناسبات

بقلم: شاكر فريد حسن

تزدحم في شهر آذار المناسبات الوطنية والانسانية ، وفيه يبدأ فصل الربيع البديع بدفء شمسه، وابتسامة ازهاره، وحبات لوزه ومشمشه ، واوراق عنبه ودواليه . وفي آذار يحل عيد المراة العالمي ، الذي تحتفل به نساء الكون، وقوى التحرر والتقدم والنور، للتعبير عن التقدير لدور المرأة في نهضة المجتمع وتطوره وتقدمه الحضاري والعصري ، ودعماً لنضالها الدؤوب والمثابر ضد الاستغلال والقهر الانساني والاضطهاد الطبقي والظلم الاجتماعي، ولأجل التحرر ونيل الحقوق الانسانية العادلة .

وفي آذار يصادف عيد الأم ، الذي تكرم فيه الامهات، وتقدم لهن الهدايا وباقات الورود والزهور تعبيراً عن مدى حبنا وامتنانا لفضائلهن ، واعترافاً بدورهن في العطاء والتربية والتنشئة ورعاية الابناء .

وفي آذار يحيي شعبنا الفلسطيني في جميع اماكن تواجده ذكرى يوم الارض المجيد ، يوم الانتفاضة الوطنية البطولية، والهبة الشعبية الجماهيرية النضالية العارمة ، التي تفجرت لدى فلسطينيي الداخل يوم الثلاثين من آذارعام 1976احتجاجاً على سياسة مصادرة الاراضي العربية ، وتعبيراً عن الغضب الشعبي المتاجج والمعتمل في الصدور والقلوب، والانزراع عميقاً كالجذور في ثرى الوطن الغالي المقدس . وتجدد العهد والقسم للشهداء الستة ، الذي رووا بدمائهم الطاهرة الذكية التراب الفلسطيني ، وسقطوا دفاعاً عن البقاء والهوية والوطن والارض والكرامة الانسانية والوطنية.

وفي آذار تهل وتطل ذكرى الرسول العربي الكريم ، خاتم الانبياء والمرسلين محمد بن عبداللـه (صلى الله عليه وسلم )، وذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش ، الذي يعتبر احد ائمة الشعراء الفلسطينيين والعرب ، الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن والمقاومة والاحتجاج على الظلم والجور والاضطهاد والاستبداد والاحتلال .

وفي آذار يصادف يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية ، الذي تحتفل به الاوساط الشعبية والثقافية والادبية والابداعية الفلسطينية ، تأكيداً على اهمية ودور الثقافة ومختلف اشكال العمل الثقافي في ترسيخ الهوية الوطنية وصون وحماية وتكريس تراثنا الثقافي الفلسطيني المهدد بشكل دائم ومستمر من قبل الاحتلال الاسرائيلي .

وفي آذار تاتي ذكرى معركة الكرامة ، معركة الدفاع عن الوطن والحق والعدل والحرية والكرامة العربية ، التي شكلت نقطة تحول وانعطافة نوعية وانطلاقة جديدة في المواجهة مع الكيان الاسرائيلي وسياسته العدوانية والاستيطانية بعد حرب الايام الستة عام 1967.

وفي آذار تجئ ذكرى المجزرة الوحشية الدموية الرهيبة في مدينة حلبجة الكردية العراقية المتاخمة للحدود الايرانية ، التي تعرضت للقصف الكيماوي من قبل قوات نظام صدام حسين القمعي ، وراح ضحيتها حوالي خمسة آلاف انسان واصابة سبعة آلاف اخرين ، خلال الايام الاخيرة من الحرب العراقية الايرانية .

وفي آذار تحتفل القوى التحررية والديمقراطية والانسانية والتقدمية في العراق والوطن العربي بذكرى تأسيس حزب العمال والكادحين ، الحزب الشيوعي العراقي ، الذي يعتبر من اعرق الاحزاب السياسية اليسارية التقدمية ، التي أدت دوراً تعبوياً ونضالياً مهماً في التاريخ السياسي والوطني والكفاحي العراقي في العصر الحديث.

وفي آذار استشهدت المناضلة الفلسطينية دلال المغربي ، واستشهد شيخ المقاومة الفلسطينية احمد ياسين ، الذي اغتالته سلطات الاحتلال عند خروجه من المسجد بعد ادائه صلاة الفجر.

فسلاماً لآذار التاريخ والذاكرة المضيئة ، آذار الارض والوطن والمرأة والشعر والانسان ، آذار ابو الزلازل والامطار ، الذي يعشش فيه الدويري وتورق الاشجار ، ويتساوى الليل والنهار ، ويدفى الراعي وآخره نار- كما جاء في امثالنا الشعبية وموروثنا الشعبي الفلسطيني ، ولتظل كل المناسبات الوطنية الآذارية خالدة في اعماقنا ووجداننا وتاريخنا الفلسطيني والعربي المضيء .