جاء وقت القطيع ألا يطيع

بقلم: طلال الشريف

إن المستقبل لا يقدم لنا إلا خياراً واحداً

"إما استمرار تدهور القضية الوطنية وتآكلها وفي سياقها تزداد المعاناة الحياتية لشعب منقسم بسبب قادة فاشلين - أو -  الثورة على الاحتلال ومن طعنوا المستقبل الفلسطيني بالصدر والظهر.

إن انتصار ثورة شعبنا في الظروف الآنية أقرب للتحقق مما سبق حيث تتسارع التغيرات في المحيط القومي بشكل غير مسبوق في التاريخ العربي وإن بدا أنها تتعثر في بعض خطواتها.

حالة التغيير جارية ولا يمكن لأحد ايقافها ولا يمكن العودة للوراء فالثورات الجديدة هي ذات ديناميات خاصة تطوي موجاتها اللاحقة موجاتها السابقة وتسير متصاعدة نحو هدف الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية التي طمح لها الاقليم وجهز نفسه لها منذ قرن من الزمن.

هذه الثورة لن تستقر عند حد لا يناسب هدفها المخزون ولذلك يجد المراقبون حركتها أحياناً خارج المألوف ولا تتسق بالمنطق رغم اندفاعها بجسارة وطاقة جبارة نحو العنف والقتل والطائفية المقززة لكنها مندفعة دون شعور من قطعانها بأنهم وقوداً للوصول للحرية والاستقرار وهي عملية قديمة جديدة لواقعهم وتفكيرهم وعاداتهم وثقافتهم .

موجات الثورة في الاقليم ليست في حالة انحسار بل في حالة تفاعل كبير وأولى موجات المطويين لمراحلها اللاحقة في هذه الثورة هي تلك الأنظمة البائسة التي انتهت وتلك التي في طريقها للركام من الاخوان والإسلاميين الآخرين في سوريا والعراق واليمن وتونس وليبيا ومن يركب موجات الثورة من فلول سابقة وبقايا أنظمة فاشلة تتشبث في الحكم كما في حكام رام الله وغزة وستسقط حتما في سياق موجات هذه الثورة الجديدة في الاقليم وهذه الحالة المتفاعلة والمتغيرة لن تتوقف إلا عند بلوغها الهدف في التحرر والاستقلال والتحول للمجتمع المدني ودولة كل المواطنين.

من لا يتناسب مع هدف الثورة الأصيل في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية  سيمضي ركاماً والموجات مستمرة.

نظامنا السياسي في فلسطين أسوأ نظام سياسي في العصر الحديث حيث أن السلطة والمنظمة وفتح في يد رجل واحد في غياب دور المجلس التشريعي والرقابة والشفافية، والرجل الواحد تحول لديكتاتور ولذلك تتضخم الأخطاء وتنذر بالثورة.

كلما غابت إرادة الشعب أكثر في اختيار قيادته ونوابه يغوص الشعب الفلسطيني في خلافاته ويرتفع منسوب الظلم ويتفتت الصمود في وجه الاحتلال وما دام الحكام لا يجدون شعوبا تراقبهم وتحاسبهم فلماذا يتركون السلطة ؟ ولكن الثورة هي الثورة وستصل موجاتها إلى فلسطين قريبا فقد بلغ السيل الزبى.

ويبقى السؤال الجاري الاجابة عليه من شعبنا .. هل حكومتا فلسطين تمنعان فعلاً هبة الاستقلال الفلسطيني الأخيرة وموجات الثورة العربية الحديثة وهل هبة الاستقلال تحتاج إلى إسقاط الحكومتين أولاً ؟؟

نحن الفلسطينيون سنطوي الصفحة الآنية قريبا بموجة أكبر من المواجهة مع الاحتلال الذي يمنع التحرر والاستقلال بالقوة وستنطوي هذه الحالة التي أرادها حكام غزة ورام الله قدر لا يتغير.

همهمة: سأقرأ لكم من سفر التيه " هل قرأنا مرة في الزابور في الإصحاح في الجزء في الربع في المزمور في الطابوز في المهموز في البوذية في الكونفوشية ... من نحن ؟ وماذا فعلنا ؟ ولماذا نحن الآن نثور؟ "